أساليب تربوية خاصة للذكور.. هكذا تجعلين من ابنك رجلا مسؤولا معتمدا على ذاته

من البديهي أن تختلف تربية الذكور عن تربية الإناث، كما لا يمكن القول أيهما أسهل أو أفضل، لأن كليهما يتطلب الكثير من التوجيه، وهناك عدة طرق لكيفية التعامل معهما.

بيروت – من البديهي أن تختلف تربية الذكور عن تربية الإناث، كما لا يمكن القول أيهما أسهل أو أفضل، لأن كليهما يتطلب الكثير من التوجيه، وهناك عدة طرق لكيفية التعامل معهما.

لكن في المجتمعات العربية التي تهتم بتربية الطفل كرجل صغير قد تقع العديد من الأخطاء الشائعة، منها أن بعض الآباء يعلمون أبناءهم مفهوم الرجولة من خلال تعليمهم التسلط على الآخرين والعناد وكبت المشاعر والمكابرة والقسوة والعنف وغيرها، لذلك لا بد من تسليط الضوء على أسلوب تربية الأهل للأطفال الذكور بطريقة صحيحة، وتعريفهم بمعنى الرجولة الحقيقية ومبادئها.

ليس من المعيب مشاركة الطفل الصبي في مسؤوليات البيت

تؤكد المعالجة النفسية اللبنانية فاطمة ناصيف أن تربية الذكر تختلف عن تربية الأنثى، ولكن التربية بشكل عام يجب أن تتوفر فيها المبادئ مثل الحب والاهتمام والدعم المعنوي، إضافة إلى مراعاة الفروق الشخصية بين ولد وآخر، فلكل طفل خصوصية ونقاط قوة وضعف، ولديه اهتماماته وهواياته ومهاراته، لذلك من الواجب على الأهل أن يمارسوا دورهم كآباء وأمهات بشكل أفضل لتكون علاقاتهم أفضل مع أبنائهم، وليكون الأطفال -سواء كانوا ذكورا أم إناثا- سعداء وأصحاء وأكثر فاعلية.

وتوضح ناصيف أنه يجب التعامل مع شخصية الطفل بطريقة صحيحة وبحكمة، خاصة أن تربية الصبي ليكون رجلا حقيقيا في المستقبل تحتاج إلى عدة طرق لتكوين هذه الشخصية المختلفة تماما عن شخصية الفتاة.

من الطبيعي أن يعتاد الطفل الصبي منذ صغره على تحمل المسؤوليات، ويجب تشجيعه على ذلك بأشياء بسيطة وبمهام يقدر على تنفيذها بسهولة، فمثلاً ليس من المعيب أن يتدرب الصبي على المشاركة في مسوؤليات البيت، فهذا يجعله أكثر استقلالا ومعتمدا على ذاته، فتنظيف غرفته وترتيب سريره وأغراضه الشخصية وثيابه وغسل أطباقه كلها أمور يجب أن يتعلمها الصبي في مجتمعنا الشرقي.

وتستدرك “لكن وبكل أسف لا يزال الكثير من الأهالي يعتقدون أن المهام المنزلية هي من مسؤولية الفتاة فقط، ومن الواجب عليها أن تهتم بشقيقها من ناحية الترتيب والاعتناء بالنظافة، ولكن الفكرة الرئيسية هي أن يتعلم هو كيف يساعد أخته، فهذا هو التدريب على حسّ المسؤولية”.

وبحسب ناصيف، من المفروض أ نيعبر الصبي عن مشاعره لأنه لو كتمها سيصل إلى مراحل ستترجم بالعداونية والغضب والعنف. فلا تقولي له لا تبك أو إنه من المعيب البكاء لأنه يدل على ضعف، فهذا مفهوم خاطئ أيضا، كما يؤدي إلى عدم التعاطف والشعور بالآخرين، فهو من حقه أن يعّبر عن مشاعره بحرية وأن يتحدث عن كل ما يضايقه ويزعجه. لذلك تعد الفتاة بارعة أكثر في العلاقات الاجتماعية من الذكر.

على الأهل تجنب المقارنة

من أساسيات التربية الصحيحة أيضا أن يتجنب الأهل عند التعامل مع أولادهم المقارنة بينهم، فهذا السلوك خاطئ لأن الانتقاد بالمقارنة يؤثر على الذكور، وهو مؤذٍ لأنه يضر بعزة النفس. كما تنصح ناصيف كل أم أن تحضن وتعانق ابنها كثيرا، فـ”الحضن يقلّل العنف لديه”.

وتنهي ناصيف حديثها بأنه من الضروري عدم إجبار الصبي على اختيار لباس معين، أو إجباره على مظهر خارجي معين أو اعتماد ألوان معينة، ويجب عدم فرض الأوامر عليه، بل يجب منحه فرصة أكبر للتفكير في اختياراته بنفسه.

أهمية تربية الصبي ليكون رجلا حقيقيا

وفي مقال نشر في موقع “هيلث لاين” ] healthline  [ذُكر أمر أكثر أهمية وهو أنه يمكن أن يكبر الطفل بنقص عاطفي ليصبح رجلا لديه نظرة سلبية لما تعنيه رجولته، مما يؤثر بدوره على صحته الجسدية والعقلية، ووجدت بعض الدراسات أن مسألة الرجولة الخاطئة تؤدي إلى تأثيرات سلبية عدة، منها:

المخاطرة في العمل.

عدم القدرة على القيادة الصحيحة.

زيادة الميل نحو التنمر.

زيادة الخطر بأن يكون الذكور أكثر عرضة للعنف الجسدي تجاه أنفسهم أو تجاه الآخرين.

كما ركز تقرير نشره موقع “فاميلي فور لايف” ]  [ FAMILIESFORLIFE  على تعليم القيم الأساسية للطفل ليكبر مسؤولا ورجلا سويا، ولديه الشعور الحقيقي بالمسؤولية، ومن أهم هذه القيم تعليمه أن المهام المنزلية ليست منوطة بالمرأة فقط، وعدم كبت مشاعره، ومعرفة الالتزام، وتحمل المسؤولية تجاه واجبات مناسبة لعمره، مع تنظيم الوقت والانضباط والاعتراف بالخطأ والاعتذار.

أريد أن يكون طفلي رجلا قوي الشخصية

تتحدث الأم الشابة والإعلامية ماغي علام عن علاقتها بابنها الوحيد (عامان ونصف العام)، فتقول إنها كانت ترغب كثيرًا في إنجاب “صبي”، فهي تسمع أن تربية الذكر أسهل بكثير من تربية الأنثى في المجتمع الشرقي، لكنها تفاجأت بأن التربية بشكل عام من أصعب المهام التي تواجه الأمهات على الإطلاق.

وتابعت أنها ترغب في أن يكون طفلها رجلا قوي الشخصية وحازما في قراراته المستقبلية، لذلك اتخذت مع زوجها بعض الخطوات لتعليمه بعض القيم لأهميتها في تخطي كل الصعاب التي قد تقف في طريقه، ومن بعدها تعليمه الشجاعة ليشق طريقه بنفسه وأن يثق في قراراته، وتعليمه التعبير عن عواطفه وعدم كبتها، فهذا أمر رجولي ويدل على القلب الكبير والتعاطف والابتعاد عن مفهوم أن “الرجال لا يبكون”، بل يجب على الطفل التعبير عن مشاعره بكل وضوح وصدق.

كما تسعى ماغي علام لتعليم طفلها أن المهام المنزلية ليست حكرا على النساء، بل هي مشاركة، وأن تحمل المسؤولية واجب على كل فرد من العائلة. ويجب تعليمه الاعتماد على ذاته من ترتيب سريره والأكل والشراب ولبس الحذاء وغيرها.

وتتمنى علام أن ترى ابنها رجلاً محترما صاحب شخصية قوية وفي الوقت نفسه حنونا وعطوفا يعرف كيف يشعر بألم غيره وقادرا على اتخاذ القرار بمفرده، مشيرة إلى أنها ستعتمد معه أسلوب التشجيع والتحفيز الدائم مع النقد الإيجابي بالتعاون مع زوجها.

شخصية ابني الهادئة جدا

أما الطبيبة أمال طه فتتحدث عن أن ابنها يوسف (۷ أعوام) هادئ جدًا ورصين لدرجة أنها أحيانا تشعر بأن شخصية ابنتها قوية وجريئة أكثر من ابنها البكر، فهو مهذب جدا حتى إنها تشتكي أحيانا وتتضايق من أنه لا يدافع عن نفسه أو عن حقه في المدرسة، ولا يتحدث بجرأة، وهذا ما يزعجها في شخصيته الهادئة جدا، وتحاول تشجيعه ليكون أقوى من ذلك. وترى أمال طه أن تربية الذكور صعبة وليست بالأمر السهل، وأنها تسعى لتشجيعه لتقوية شخصيته وليشعر بالثقة أكثر، وتعليمه أنه قادر على أداء المهمات ورعاية نفسه قبل رعاية الآخرين ليؤثر تأثيرا إيجابيا في محيطه.