اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
هو التعرق بشكل مفرط في ساعات الليل خلال فترة النفاس، وعادة ما يستمر لمدة تتراوح بين ۳ و۵ دقائق مسببا الاستيقاظ المتكرر ليلا، مما يؤثر على جودة النوم، ومن الممكن أن يحدث أثناء النهار كذلك، وعادة ما يختفي من تلقاء نفسه خلال أسابيع عدة من الولادة، وتحديدا بعد عودة مستوى الهرمونات في الجسم إلى وضعها الطبيعي قبل الحمل.
يبلغ التعرق الليلي ذروته بعد مضي أسبوعين على الولادة، ثم يبدأ بالتناقص تدريجيا إلى أن يختفي، هذا ما تؤكده دراسة أميركية قامت بها جامعة بيتسبرغ عام ۲۰۱۳، فقد أبلغ ۲۰% ممن شملتهم الدراسة أن التعرق الليلي بلغ ذروته بعد أسبوعين من الولادة، وانخفضت هذه النسبة إلى ۱۴% بحلول الأسبوع الـ۱۲، في حين استمرت معاناة ۱۰% من النساء المشاركات من أعراضه بعد مضي عام على الولادة.
يمر جسم المرأة بتغيرات ملحوظة خلال أشهر الحمل، ولا تعود الأمور بالضرورة إلى طبيعتها بمجرد الولادة، ومن بين هذه التغيرات زيادة إفراز هرموني الإستروجين والبروجستيرون خلال الحمل ثم انخفاضهما بشكل مفاجئ بعد الولادة، ويكون التعرق رد فعل على هذه التحولات الهرمونية التي تطرأ على الجسم وتؤثر على منطقة ما تحت المهاد، وهو جزء موجود في الدماغ ومسؤول عن التحكم في درجة حرارة الجسم.
اختلال التوازن الهرموني ليس السبب الوحيد للتعرق الليلي بعد الولادة، فقد يكون التعرق آلية فعالة لتخليص الجسم من السوائل الزائدة والمتراكمة فيه خلال فترة الحمل، ولا سيما مع زيادة حجم بلازما الدم بنسبة تصل إلى ۵۰% خلال فترة الحمل لدعم نمو الجنين، وفق جمعية الحمل الأميركية.
الرضاعة الطبيعية كذلك يمكن أن تزيد مدة التعرق الليلي، إذ إن النساء اللاتي يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية تقل لديهن مستويات هرمون الإستروجين لفترة أطول، ويصبحن أكثر عرضة للتعرق الليلي، ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستويات هرمون البرولاكتين (الهرمون المسؤول عن إنتاج حليب الأم)، والذي يتناسب عكسيا مع معدل إنتاج هرمون الإستروجين.
وينقل موقع “بيرنتس” عن طبيبة التوليد وأمراض النساء هيذر بيل قولها إن الرضاعة الطبيعية تعزز اختلال التوازن الهرموني لدى المرأة، مما يؤدي إلى تثبيط الإباضة وانخفاض هرمون الاستروجين وزيادة التعرق خلال الليل، وهي أعراض مماثلة لانقطاع الطمث والهبات الساخنة في سن اليأس عند المرأة.
وتذكر بيل أن الأمهات اللاتي يلجأن إلى الألبان الصناعية في الرضاعة تقل لديهن أعراض التعرق الليلي وتنتهي بشكل أسرع لأنهن لا ينتجن هرمون البرولاكتين.
يذكر تقرير في موقع “هيلث لاين” أنه لا توجد أي علاجات طبية يمكن أن تمنع حدوث التعرق الليلي بعد الولادة، ولكن يمكنك اتباع بعض العلاجات المنزلية والتدابير التي تقلل أعراضه، ومنها:
لا يشير التعرق الليلي بعد الولادة عادة إلى مخاطر صحية، ولكنه إذا استمر لفترة أطول من أسابيع عدة بعد الولادة (نحو ۶ أسابيع) ينبغي استشارة الطبيب المختص لاستبعاد الإصابة بالعدوى أو أي مضاعفات صحية أخرى، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية أو انقطاع التنفس الانسدادي أو القلق والاكتئاب.
وعموما، لا تترددي في استشارة طبيبك إذا كان التعرق الليلي مصحوبا بألم في الصدر أو صداع مستمر أو ضيق في التنفس أو فقدان في الشهية أو إذا صاحبته زيادة في درجة حرارة الجسم عن ۱۰۰٫۴ درجة فهرنهايت أو ۳۸ درجة مئوية.
المصدر : الجزیرة