تفاصيل صادمة ترسم الواقع اليومي لحياة أطفال غزة

يتواصل نزوح العائلات داخل قطاع غزة تحت وطأة الحصار وتدمير الأحياء السكنية، ويبقى الأطفال في قلب هذه المعاناة اليومية، يحاولون التأقلم مع واقع فرضته الحرب، واقع تسوده الحاجة والقلق وانعدام أبسط مقومات الحياة.

ومع ساعات الفجر الأولى، تتجه مجموعات من الأطفال نحو نقاط التزوّد بالمياه في المخيمات، حاملين أوعية بلاستيكية وأدوات بدائية، ويقفون في طوابير طويلة، يدفع بعضهم الدلاء الثقيلة أمامهم، بينما يحاول آخرون العثور على أي كمية قبل نفادها.

A girl carries a child as they walk between makeshift shelters at the Nuseirat camp for displaced Palestinians in the central Gaza Strip on November 29, 2025.

وتحوّل جلب الماء إلى مهمة يومية تتقدم على اللعب أو الدراسة، ويفرض عليهم الانتظار لساعات وسط الازدحام وغياب النظام، في ظل تراجع حاد في إمدادات المياه النظيفة بفعل دمار الشبكات وانقطاع الكهرباء.

TOPSHOT - Children chat as they fill their containers with water at the Nuseirat camp for displaced Palestinians in the central Gaza Strip on November 29, 2025.

وفي الأحياء الجنوبية من غزة، خصوصا المناطق التي تعرضت لقصف كثيف، يسير الأطفال بين مبان تحوّلت إلى أطلال.

بعضهم يبحث عن مقتنيات بسيطة تعود لبيته القديم، وآخرون يرافقون ذويهم عبر طرق محفوفة بالركام والمخاطر.

Displaced Palestinians walk past destroyed buildings in the Tel al-Hawa neighborhood, in the southern part of Gaza City, on November 29, 2025.

وتلازم مشاهد الدمار الواسع الأطفال يوميا، وتنعكس على سلوكهم وحالتهم النفسية، في حين تحذر منظمات دولية من تأثير طويل الأمد على جيل نشأ وسط صدمات متلاحقة.

Displaced Palestinian children walk through makeshift shelters in the Tel al-Hawa neighborhood, in the southern part of Gaza City, on November 29, 2025.

وداخل المخيمات العشوائية وسط القطاع، يعيش آلاف الأطفال في خيام متقاربة تفتقر إلى الخصوصية والتهوية والمرافق الأساسية.

TOPSHOT - Children stand amid makeshift shelters at the Nuseirat camp for displaced Palestinians in the central Gaza Strip on November 29, 2025.

ويلجأ الأطفال إلى مساحات ضيقة بين الخيام للعب أو التجمع، بينما تبحث العائلات عن وسائل بدائية لتأمين الغذاء والمياه.

TOPSHOT - Children play table football at the Nuseirat camp for displaced Palestinians in the central Gaza Strip on November 29, 2025.

وتنشأ داخل هذه المخيمات مظاهر جديدة لحياة مرهقة، أطفال يساعدون أسرهم في جمع الحطب، أو مرافقة الأهل في طوابير المساعدات، في ظل غياب المدارس والمراكز المجتمعية.

People sift through a rubbish pile at the Nuseirat camp for displaced Palestinians in the central Gaza Strip on November 29, 2025.

ومع تدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع مصادر الدخل، يتجه بعض الأطفال إلى بيع الخبز أو المعلبات أمام المخيمات، محاولين مساعدة عائلاتهم على توفير الحد الأدنى من الاحتياجات اليومية.

A displaced Palestinian girl arranges a stall to sell food in the Tel al-Hawa neighborhood, in the southern part of Gaza City, on November 29, 2025.

ورغم صغر سنهم، يواجه هؤلاء الأطفال مسؤوليات تفوق أعمارهم، في ظل غياب أي بديل أو حماية اجتماعية.

A displaced Palestinian girl stands beside a makeshift shelter in the Tel al-Hawa neighborhood, in the southern part of Gaza City, on November 29, 2025.

ومع كل يوم يمضي، يواصل أطفال قطاع غزة التعايش مع واقع لم يختاروه، واقع حرمهم من طفولتهم لكنه لم يستطع انتزاع تمسكهم بالحياة، رغم كل ما يحيط بهم من خوف ونقص ودمار.

الجزيرة