البيوت التي دُمّرت

ما يقارب ربع سكان غزة أصبحوا نازحين منذ انتهاء وقف إطلاق النار.

أكدت الأمم المتحدة في بيان لها أن أوامر الإخلاء القسري التي أصدرتها إسرائيل قد قيّدت وصول الفلسطينيين إلى أقل من ثلث قطاع غزة، مما حوّل ما تبقى من المساحة إلى منطقة مقطعة الأوصال، غير آمنة، ويصعب العيش فيها.

وبالتزامن مع هذا التقرير، تواصل القصف الإسرائيلي، مستهدفًا منطقة المواسي في مدينة خان يونس، وهي المنطقة التي سبق أن أعلنتها إسرائيل “منطقة آمنة”. في هذا الهجوم، قُتلت عائلة مكونة من خمسة أفراد، بينهم إبراهيم أبو طعيمة، وزوجته الحامل هنادي، وأطفالهما الثلاثة.

وقال رامي أبو طعيمة، أحد أقارب العائلة: “كان إبراهيم إنسانًا مسالمًا ومحبوبًا. كان مواطنًا عاديًا يساعد الجميع. خبر وفاته كان مؤلمًا جدًا بالنسبة لنا”. كما تحدثت والدة إبراهيم باكيةً عن فقدان ابنها وأحفادها قائلة: “اللهم هوّن عليهم… حسبنا الله”. ومن الجدير بالذكر أن المواسي ليست سوى واحدة من عدة مناطق وصفتها إسرائيل بأنها آمنة، لكنها تعرضت لهجمات متكررة.

وفي تقريرها الأخير بعنوان “كيف نخفي إبادة جماعية”، أشارت منظمة الحق الفلسطينية لحقوق الإنسان إلى دور أوامر الإخلاء والمناطق “الآمنة” الظاهرة في الحملة العسكرية الإسرائيلية، وكتبت: “تدفع إسرائيل الناس جنوبًا بأوامر الإخلاء، ثم تقصف تلك المناطق نفسها”. ويؤكد التقرير أن استهداف ممرات الإخلاء والمناطق الآمنة هو جزء من سياسة عسكرية تستهدف المدنيين.

وفي هذا السياق، روى جمال الطويل، أحد نازحي غزة، مشهدًا مرعبًا عن الهجوم الليلي على خيام النازحين، قائلاً: “استيقظت منتصف الليل على صوت الانفجارات ولهيب النيران. اضطررنا للفرار بسرعة، والنار تلتهم كل شيء”.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن ما لا يقل عن ۷۸ فلسطينيًا قد قُتلوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية فقط في الهجمات الإسرائيلية.

ومع استمرار هذا الوضع، يُطرح السؤال الأساسي: إذا كانت حتى المناطق التي توصف بأنها آمنة تتعرض للهجوم، فأين يذهب المدنيون في غزة؟

حتى الآن، لم يُظهر المجتمع الدولي ردًا حاسمًا على هذه الأزمة، في وقت تتزايد فيه أعداد القتلى والنازحين يومًا بعد يوم.

تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء ميدل إيست آي