الذكاء الاصطناعي وصناعة الإباحية: أرباح بمليارات الدولارات ومخاطر غير مسبوقة

لطالما كان الإباحية "ميدانا" لتجربة التكنولوجيا الجديدة: فعندما اخترع غوتنبرغ آلة الطباعة، تم استخدامها سريعا لطباعة المنشورات الفاحشة، وأول فيلم إباحي على شريط الفيديو ظهر عام 1977، قبل عام من إنتاج هوليوود الرئيسي. ولدى إطلاق "مينيتل"، الخدمة الفرنسية التي سبقت الإنترنت، في أوائل الثمانينيات، كانت الخدمات الإباحية تمثل من ثلث إلى نصف المحتوى... والآن الذكاء الاصطناعي. 
الذكاء الاصطناعي والإباحية

۵ مليار دولار عام ۲۰۲۵

فمنذ انتشار هذه التكنولوجيا، امتلأت مواقع الإباحية بالفيديوهات والصور المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي، وسيتوفر هذا المحتوى الإباحي على تطبيقات المحادثات.

وأشار تقرير لصحيفة “إيكونوميست” إلى أن قيمة سوق المحتوى الإباحي المولد بالذكاء الاصطناعي ستصل إلى ۲٫۵ مليار دولار في العام ۲۰۲۵، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل ثابت يبلغ ۲۷% سنويا حتى عام ۲۰۲۸٫

أسئلة تطرح نفسها

وهنا تطرح الأسئلة عينها كما في المجالات الأخرى: هل سيتم تهميش البشر؟ وهل سيستمر المشاهدون في دفع المال من أجل المحتوى الواقعي؟ وماذا عن الاستوديوهات والمنصات الإباحية التي هيمنت على الصناعة لفترة طويلة؟ لكن الأسئلة الأكثر إثارة للقلق تتعلق بالمخاطر الجديدة التي تفرضها هذه الأدوات، التي تُستخدم لتجاوز الحظر على الصور وتُظهر إساءة للأطفال أو لإنتاج “ديب فيك” إباحي يغذي عمليات الاحتيال.

الجنس يبيع

بالنسبة لشركات الذكاء الاصطناعي، الجاذبية التي تقدمها صناعة الإباحية واضحة: الجنس يبيع. عالميا، تحقق صناعة الإباحية تقريبا ۱۰۰ مليار دولار من الإيرادات سنويا، وهو ضعف ما تحققه شركات الذكاء الاصطناعي اليوم.

إلى ذلك، يشير التقرير إلى أن هذه التقنية الجديدة هي أكثر ثورية من سابقاتها، لأنه تسمح بإنتاج محتوى إباحي مخصص عند الطلب، لا يحدها تقريبا سوى حدود الخيال (وما توافق شركات الذكاء الاصطناعي على تضمينه في نماذجها).

بعض مولدات الإباحية بالذكاء الاصطناعي تسمح للمستخدم باستحضار “شريك مثالي”: اختيار لون البشرة والجسم والشخصية وحتى العلاقة بالمستخدم.

ماذا عن البشر؟

كما لفت إلى أن الطلب على المؤدين البشر على الشاشة لن يختفي تماما. فقد أظهرت دراسة أن المشاركين الذين شاهدوا صورا لأشخاص شبه عراة وتم سؤالهم عن الصور التي يعتقدون أنها صُنعت بالذكاء الاصطناعي، شعروا بالإثارة من الصور التي ظنوا أنها صناعية، لكنها كانت أقل إثارة من تلك التي ظنوا أنها لأشخاص حقيقيين.

لكن التنافس مع الإباحية المنتجة بالذكاء الاصطناعي أكثر صعوبة مع تقدم التكنولوجيا، حيث يصعب التمييز بين الصور والفيديوهات المصنوعة آليا.

وتواجه الاستوديوهات التقليدية خطر استخدام مقاطع الفيديو التي أنفقت ملايين الدولارات لإنتاجها في تدريب الروبوتات، مما يهدد نموذج أعمالها.

صور البيدوفيليا تضاعفت

كما أن أكثر الأمور المثيرة للقلق تتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى إباحي غير قانوني، خصوصا صور إساءة الأطفال والبيدوفيليا، التي زادت أكثر من الضعف هذا العام.

مونت كارلو الدولية