اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
الخبر الرئيسي:
“أسماء الأسد، زوجة بشار الأسد، هربت إلى موسكو مع زوجها، والآن تقول السلطات البريطانية إنها لا ترحب بعودتها إلى لندن.”
تحليل الخبر:
أسماء الأسد، زوجة الرئيس سوريا و أم أبناء بشار الأسد، من أكثر النساء السوريات المثیرة للجدل في السنوات الأخيرة. لقد كانت في يوم من الأيام موضع إعجاب وسائل الإعلام الغربية بوجهها العصري وموقفها المدافع عن حقوق المرأة إلا أنها أصبحت الآن فی موضع غضب دول الاتحاد الأوروبي، حيث وصفها مايك بومبيو، وزير الخارجية الأمريكي السابق، بأنها “إحدى أكثر المستفيدات شهرة من حرب سوريا.”
لكن من هي أسماء الأسد وما الذي فعلته؟
وُلدت أسماء الأسد في لندن من عائلة سورية الأصل، معروفة وثرية، وتحمل الجنسية البريطانية. قضت نصف عمرها في إنجلترا، ثم انتقلت إلى سوريا بعد زواجها من بشار الأسد. كانت تتمتع بمظهر مختلف عن الصورة النمطية للنساء في الشرق الأوسط، وكانت تُلقب بـ”السيدة الأولى” مثل زوجات كبار المسؤولين في الدول الغربية کالولايات المتحدة الأمريكية، وكانت تسعى لتطوير الوضع في سوريا.
تم التعريف بها كعضو في حركة حقوق المرأة، وشاركت في العديد من الأنشطة الاجتماعية وكانت تهتم بشكل خاص بشؤون الشباب السوريين. بذلت جهوداً كبيرة لتطوير سوريا وفقاً للقيم الثقافية الغربية، بما في ذلك دعوتها لنجوم مثل براد بيت وأنجلينا جولي لزيارة سوريا في عام ۲۰۰۹٫
لكن بعد بداية الأزمة السورية في عام ۲۰۱۲، تغيّر الوضع بشكل مفاجئ، حيث أصبحت أسماء التي كانت قد لاقت تقديراً كبيراً بسبب مظهرها في الإعلام الغربي، أصبحت فجأة مكروهة فی وسائل الإعلام الغربية بعد الحرب السورية المدمرة بسبب دعمها لمواقف زوجها في مواجهة الدول الغربية ودعوتها إلى وحدة سوريا، مما جعلها محط كراهية وانتقادات من وسائل الإعلام الغربية.
اليوم، وبعد انهيار النظام السوري، فقدت أسماء ليس فقط أمنها السياسي وأمن عائلتها، بل أصبحت بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى دعم الدولة التي وُلدت فيها وتحمل جنسيتها. والآن تهددها السلطات البريطانية بالعقوبات ومصادرة أموالها وإلغاء جنسيتها البريطانية. وفي هذا السياق، أعلن مؤخراً ديفيد لامي، وزير الخارجية البريطاني، أنه لم يتم الترحيب بها في المملكة المتحدة، وقد تفقد قريباً جواز سفرها البريطاني.
إن إنجلترا، التي تدعي أنها تمتلك تاريخًا غنيًا في الدفاع عن حقوق المرأة وتعتبر العديد من الكاتبات والناشطات النسويات، مثل ماري وولستونكرافت، من أصول بريطانية ، والتي تسعى لتحقيق المساواة بين الجنسين والدفاع عن حقوق النساء في بلدها، ، تدخلت في الشؤون الداخلية لدول أخرى بما في ذلك إيران بالاعتماد على ادعاءاتها فيما يتعلق بحقوق المرأة ، لكنها الآن تضغط على أسماء الأسد وتوجه تهديدات بإلغاء جنسيتها، وهو ما يتعارض مع البروتوكولات الدولية. هذا الموقف يعكس سياسة مزدوجة للمملكة تجاه حقوق المرأة.