الشاطرة تغزل بـ«حَلفا وخوص».. سيدات «دهشور» يصنعن منتجات عصرية من وحي الطبيعة

الطبيعة الخلابة التى تحتضن أكثر من مليون نخلة، كانت ملهماً لسيدات «دهشور»، لصنع منتجات عصرية من الخوص، تستخدم فى كل بيت، وتناسب جميع الأذواق.

قبل سنوات، أطلقت مروة شاهين مشروعاً يوفر فرص عمل لـ۲۰۰ سيدة وفتاة بمنطقة دهشور، تحت مظلة جمعية «جديلة» للتنمية المجتمعية، التابعة لمحافظة الجيزة، التى انطلقت بدعم من ۵ وزارات مصرية و۵ جهات دولية، للعمل على تنمية الموارد المحلية فى منطقة دهشور، والتى تتميز بالطبيعة الخلابة، والثروة الهائلة من النخيل ونبات الحلفا والخوص.

قررت «مروة»، مؤسِّسة الجمعية بمساعدة سيدات قريتها، إعادة تدوير المواد الطبيعية من الحلفا والنخيل، وتحويلها لمنتجات تحظى بالإقبال الشعبى: «هدفى كان توفير فرص شغل لستات القرية، خاصة الفتيات، وإننا نستفيد من المواد الطبيعية اللى بنتميز بيها»، بحسب «مروة».

تتنوع المنتجات التى تغزلها السيدات فى الورشة الموجودة بقرية زاوية دهشور البدرشين بمحافظة الجيزة، ما بين أدوات تُستخدم فى المطبخ، لحمل الخبز أو تقديم الفاكهة ومفروشات وشنط وقبعات وأدوات أخرى متنوعة، وفقاً لـ«مروة»: «عندنا حصير وبراويز بالنخيل وأشكال مختلفة كلها بتعجب الناس». تحكى «مروة» أن القرية تعتبر منتجة، وتعتمد على نبات الحلفا والنخيل فى صنع المشغولات اليدوية: «الناس كانت بتحرق نبات الحلفا لأنه بيظهر على جوانب الترع والنيل ومالوش استخدام، فقررنا نستغله فى منتجات مفيدة ونمنع حرقه أو رميه».

تركز الجمعية على التمكين الاقتصادى للمرأة والفتيات بشكل خاص، بحسب «مروة»: «تم تدريب السيدات فى مركز تدريب تابع لوزارة الصناعة، وعملوا منتجات مبهرة»، مشيرة إلى أنها ظلت لفترة تبحث عن المواد الطبيعية داخل القرية الصالحة لإعادة التدوير، ونجحت فى تحويل نبات الحلفا لأدوات جمالية داخل كل بيت: «الناس كانت بتحس إنه عبء عليها، ونفسهم يتخلصوا منه، ودلوقتى بقوا نفسهم يزيد، علشان يعملوا منتجات أكتر».

انضمت أميرة عاطف، ۲۴ عاماً، للجمعية عقب انفصالها عن زوجها، وبدأت تتعلم الحرفة وتنتج مع سيدات القرية، مشيرة إلى أن المشروع ساعدها فى الإنفاق على طفلها، وتعلم حرفة جديدة وعمل منتجات متنوعة من نبات الحلفا، مثل العياشات والسلال ذات التطريز المتقن: «الشغل جميل، والناس هنا متعاونين، وفيه متخصصين بيدربونا، والشغل فرق فى حياتى كتير».

تنتمى «أميرة» لأسرة بسيطة كانت تمتهن حرفة الفلاحة، واتجهت لتعلم المشغولات اليدوية، بحسب «مروة»، مؤكدة أن الفتاة طموحة، ولديها مواهب كثيرة لم تكتشفها بعد: «انضمت لينا بعد انفصالها، وكانت كل ما تدخل ورشة تطلع منها بخبرة ممتازة، وبتتعلم بسرعة ومجتهدة وشغلها متميز»، لافتة إلى أنها بدأت تنفذ شغلاً إضافياً لتحسين دخلها، وتفوقت على كثير من زميلاتها.

المصدر : الوطن