اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
الدراسة التي أعدّتها بالشراكة مع الأستاذة عريب خماش، ركزت على الدور المتنامي للغة الإنجليزية كأداة تعلّم ذات أبعاد تتجاوز التواصل، لتصبح مدخلاً لتعزيز الهوية الوطنية، ومجالًا لمقاومة محاولات الطمس الثقافي، لاسيما في ظل الاحتلال الذي يتجاوز الجغرافيا إلى التأثير في الخطاب والمفاهيم.
وتتناول الدراسة سبل توظيف أساليب تعليمية مبتكرة في تدريس اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية (TEFL) في السياق الفلسطيني، بهدف تعزيز التمكين الذاتي والصمود لدى الطلبة، وتحويل اللغة إلى أداة للنضال الثقافي والحفاظ على الهوية الوطنية في وجه الممارسات القمعية للاحتلال.
واعتمدت الدراسة على المنهج المختلط (النوعي والكمّي)، وأظهرت النتائج توجهاً إيجابياً متزايداً لدى مدرّسي اللغة الإنجليزية في الجامعات الفلسطينية نحو تبني هذه الرؤى التربوية التمكينية، إلا أن التطبيق الفعلي لا يزال محدوداً، ويحتاج إلى دعم مؤسسي وبرامجي.
وأكدت د. أبو حسين خلال اللقاء أن استخدام ما وصفته بـ”البيداغوجيا المقاومة” في تدريس اللغة أصبح ضرورة تربوية ووطنية، مشيرة إلى أن العديد من مدرّسي اللغة في الجامعات الفلسطينية باتوا يميلون إلى دمج مفاهيم التمكين والهوية داخل الصفوف، رغم ما يواجهونه من تحديات مؤسسية ومحددات مناهج تقليدية.
وشددت على أهمية تطوير المناهج الجامعية لتلائم السياق السياسي والثقافي الفلسطيني، إلى جانب تدريب الكادر الأكاديمي على أساليب تدريس تُعلي من التفكير النقدي، وتسمح للطلبة بالتعبير الحر بلغتهم الأم وباللغة الأجنبية على حد سواء.
توصي الدراسة بضرورة تبني خطوات تربوية واضحة واستراتيجيات مؤسسية منهجية لدعم هذا التوجه التربوي، بما يعزز من حضوره في العملية التعليمية ويجعله جزءاً من السياسات التربوية في الجامعات الفلسطينية.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الدراسة تُعد من الدراسات النادرة التي تتناول موضوع اللغة كأداة لتمكين الطلبة وتعزيز ثباتهم النفسي والثقافي، ما يمنحها أهمية تربوية ووطنية خاصة تستحق النشر والاهتمام.
وفي ختام اللقاء، وجهت د. أبو حسين رسالة ملهمة للمعلمين والمعلمات في فلسطين، جاء فيها: “كل حصة دراسية يمكن أن تتحول إلى مساحة مقاومة، وكل كلمة تُنتقى بعناية قد تزرع بذور الوعي أو تُشعل شرارة أمل”.
نساء FM