اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وقررت الناشطة الحقوقية الأردنية والمديرة التنفيذية لمركز العدل القانوني هديل عبد العزيز التنازل عن “جائزة المرأة الشجاعة الدولية”، التي حصلت عليها من وزارة الخارجية الأميركية في مارس/آذار الماضي، بسبب الدعم الأميركي غير المشروط للعدوان على قطاع غزة.
وفي حديثها للجزيرة نت، قالت هديل “في هذا الوقت، مثل جميع الأردنيين ينتابني شعور بالألم والعجز، وأؤمن أننا بوصفنا مجتمعا مدنيا علينا استخدام المنصات والشبكات والعلاقات للدفع نحو وقف الإبادة الجماعية للمدنيين والنساء والأطفال في فلسطين”.
وأشارت هديل إلى أن الجائزة منحت لها تكريما لعمل منظمتها في الدفاع عن العدالة وحقوق الإنسان، مضيفة “لم يعد لهذا الجائزة قيمة” في ظل الدعم الأميركي غير المشروط للهجوم على غزة، وتجاهل واشنطن آلام ومعاناة الشعب الفلسطيني.
وأضافت “لا يمكن أن تقترن من الآن فصاعدا هذه الجائزة في عيوني بالعدالة أو بحماية النساء أو بحقوق الإنسان أو بالشجاعة، لذا اخترت أن أعيدها كخطوة صغيرة، ورغم صغر الموقف، فإنه من الضروري أن يقوم كل منا بما يستطيع لإيصال الصوت والضغط لإحداث فرق”.
وحصلت هديل، وهي منسقة “تحالف همم لمؤسسات المجتمع المدني” في الأردن، على الجائزة في مارس/آذار الماضي بحضور كل من وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وجيل بايدن زوجة الرئيس الأميركي جو بايدن، ووجهت خلال تصريح صحفي أمام البيت الأبيض حينها التحية للمرأة الفلسطينية.
ونشرت على حسابها على موقع إكس (تويتر سابقا) “بالفعل أبلغت السفارة الأميركية في رسالة رسمية أنني أتنازل عن الجائزة، لأنها بالنسبة إلي لا يمكن أن تمثل الشجاعة ولا العدالة”، وذلك ردا على مطالبة نشطاء لها بموقف تجاه الأحداث في قطاع غزة خاصة وأن لدى مركز العدل التي تديره تعاونا ومشاريع ممولة من “الوكالة الأميركية للتنمية”.
وقالت الخارجية الأميركية، في بيان لها وقت تسليم الجوائز التي أعطيت لـ۱۱ امرأة أخرى من أنحاء العالم، إن “الناشطة في مجال حقوق الإنسان هديل عبد العزيز هي مدافعة في الخطوط الأمامية عن الأشخاص الأكثر ضعفا في الأردن مثل الأحداث واللاجئين والمهاجرين والناجين من العنف الجنسي”.
وفي إعلان مماثل، قالت مديرة مركز تمكين لحقوق الإنسان ليندا كلش إنها تخلت عن جائزة “البطلة المكافحة للاتجار بالبشر”، التي تقدم من الخارجية الأميركية عبر برنامج زمالة أميركية، بسبب دعم العضو المؤسس لهذا البرنامج ووزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون للعدوان على غزة.
وقالت للجزيرة نت “يتفق موقف الولايات المتحدة الأميركية مع موقف الاحتلال الإسرائيلي، ولعبت واشنطن دورا رئيسيا في هندسة الإبادة ضد شعب غزة من خلال تزويد الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة والأموال وأشكال مختلفة من الدعم المادي والمعنوي”.
ووجهت ليندا رسالة لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قالت فيها “هل تعتبر الإبادة الكاملة للشعب الفلسطيني نتيجة مرضية لسياسة حكومتكم في هذه المنطقة؟”.
وكانت هيئة تنسيق مؤسسات المجتمع المدني “همم” في الأردن التي تديرها هديل عبد العزيز، قد سلمت في وقت سابق رسالة للمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك، قالت فيها إن ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي هو “جريمة حرب”، وإن موقف المفوضية “خجول ولا يليق بدورها”.
وتضمنت الرسالة انتقادا لخطاب المفوضية السامية الذي وصفته بالمنحاز، وقالت “لم تسلم مواقف المفوضية السامية من المعايير المزدوجة، فعندما وقعت الحرب في أوكرانيا كان صوتها عاليا وآليات حقوق الإنسان فعالة، وحين وقعت جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين ساد الصمت والمراوغة”.
وأمس الثلاثاء خرجت مسيرات متزامنة في العاصمة عمان ومدن إربد والزرقاء والكرك ومادبا والطفيلة والعقبة في أقصى جنوب المملكة ضمن فعالية شعبية حملت شعار “أميركا أصل الإرهاب”، تنديدا بالموقف الأميركي الداعم للاحتلال الإسرائيلي عسكريا وسياسيا وإعلاميا.
وفي مدينة معان جنوبي الأردن، شارك الآلاف في مهرجان جماهيري طالبوا فيه بإيقاف العدوان على قطاع غزة، ونددوا بتواطؤ الولايات المتحدة في هذه الحرب، وطالبوا بوقف الوقوع تحت “هيمنة” الولايات المتحدة.
وفي كلمة له، قال النائب في البرلمان الأردني ينال فريحات “إن ما قام به شباب غزة هو هدم لأسطورة جيش الاحتلال، مما دفع البوارج الأميركية والغربية للتحرك لمساندة هذا الجيش الذي نرى نهايته رأي العين”.
ووجه ناشطون دعوات للتوجه للسفارة الأميركية بعد اقتحام قوات الاحتلال مستشفى الشفاء في غزة ، عقب تصريحات للبيت الأبيض اتهم فيها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باستخدام المستشفى “لأغراض عسكرية”، في إشارة إلى منح الضوء الأخضر للاحتلال في عملية الاقتحام.
وشهدت العاصمة الأردنية عمان عدة مظاهرات قصد فيها المشاركون مبنى السفارة الأميركية في منطقة عبدون، رفضا للدعم الأميركي المباشر للعدوان على قطاع غزة، لكن حالت قوات الأمن الأردنية دون اقترابهم من السفارة، كما فضت بعض هذه المظاهرات بالقوة.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي تخرج بشكل يومي مسيرات قرب سفارة الاحتلال الإسرائيلي في عمان دعما لقطاع غزة والمقاومة الفلسطينية، وللمطالبة بقطع العلاقات الأردنية مع إسرائيل، لا سيما معاهدة وادي عربة واتفاقية الغاز، وأيضا للضغط على الحكومة لعدم الاستمرار في اتفاقية “الماء مقابل الكهرباء” والتي كان مقررا توقيعها نهاية هذا العام.
المصدر : الجزيرة