بعد ثلاث سنوات على استشهادها… قضية شيرين أبو عاقلة: جريمة بلا محاسبة

في الذكرى الثالثة لاغتيال الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لا تزال جراح الفقد حاضرة، ولا تزال العدالة غائبة. ثلاث سنوات مرت منذ أن اغتيلت شيرين أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جنين، في وضح النهار، وهي ترتدي زي الصحافة الواضح. لم يكن مقتلها حدثًا غامضًا، بل جريمة موثقة بالصوت والصورة، يعرف القاصي والداني ظروفها ومرتكبيها. ومع ذلك، فإن العدالة التي طالبت بها أسرتها، وجموع الصحفيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان، لم تتحقق بعد.

وقال شقيق الشهيدة أنطون أبو عاقلة، في حديث مع “نساء إف إم” إن العائلة مستمرة في نضالها لمحاسبة مرتكبي الجرمية بحق شيرين بالرغم الخذلان الذي واجهوه من مؤسسات دولية، وعدم إحراز أي تقدم ملموس رغم مرور السنوات.

ويضيف : “اغتيال شيرين لم يكن حدثًا غامضًا — الجميع يعرف من الذي قتلها، والجميع يعلم الظروف التي قُتلت فيها. ومع ذلك، وبعد مرور ثلاث سنوات، لم تتحقق العدالة الكاملة لمقتلها، وهذا أمر مؤسف جدًا”.

وأوضح أن العائلة ومنذ اللحظة الأولى، لم تدّخر جهدًا في طرق كل الأبواب القانونية والدبلوماسية الممكنة، ساعية للوصول إلى تحقيق شفاف ومحاسبة الجناة، غير أن الواقع كان محبطًا. فرغم بعض الدعم من مؤسسات حقوقية وأعضاء في الكونغرس الأميركي ومحامين وأصدقاء للعائلة، إلا أن الطريق ظل مليئًا بالعقبات السياسية والقانونية المعقدة.

ولفت أنطون إلى ضعف الأداء الدولي، قائلاً: “للأسف، المحكمة الجنائية الدولية أثبتت ضعفها الشديد. في آخر اجتماع جمعنا بهم، لم نخرج بأي نتيجة تُذكر، بل كان اللقاء محبطًا جدًا للعائلة. لم يكن لديهم أي جديد، ولا أي خطوات ملموسة يمكن البناء عليها. بالعكس، شعرنا بأن الأمور تراوح مكانها، وفي بعض الأحيان بدت لنا وكأنها تسير إلى الوراء.”

وأفاد أنطون أن تحقيقًا لا يزال جاريًا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، إلا أن هذا التحقيق يسير ببطء شديد، وهو مهدد بالتوقف في أي لحظة نتيجة لضغوط سياسية. واوضح :“في آخر اجتماع لنا مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي تم قبل سنوات، شعرنا ببعض الأمل، ولكن للأسف التحقيق لا يزال مستمرًا ببطء، وقد يتوقف في أي لحظة لأسباب سياسية”.

التحديات التي تعترض طريق العدالة كثيرة، بحسب أنطون، منها صعوبة الوصول إلى شهود رئيسيين، وحرمان بعض المعتقلين من الإدلاء بشهاداتهم، كحالة الصحفي علي السمودي، الذي كان مرافقًا لشيرين وقت استشهادها، ولا يستطيع أحد مقابلته حاليًا. هذه العراقيل تؤدي إلى مزيد من التأخير، وتطيل من زمن انتظار الحقيقة.

ورغم كل ذلك، تؤكد العائلة إصرارها على مواصلة النضال من أجل شيرين، مهما كانت الصعوبات. يقول أنطون بصوت يغلبه الألم لكنه لا يخلو من الإصرار: “نحن مستمرون. لن نتوقف عن المطالبة بحق شيرين، ولن نتنازل عن مطلبنا بتحقيق العدالة، مهما طال الزمن”.

في عامها الثالث، تظل قضية شيرين أبو عاقلة حيّة في قلوب الملايين، صوتها ما زال يتردد في أزقة فلسطين، وكاميرتها رمزًا للحق. فاستشهادها لم يكن نهاية، بل بداية لمعركة طويلة في وجه الظلم، عنوانها: لا عدالة بدون محاسبة، كما يقول شقيقها.

نساء FM