اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
دعم كبير تلقته هايدي ناشد، من والديها وشقيقتها ومعلميها، خاصة بعد تعرضها لموجات قاسية من التنمر بعد التحاقها بالمدرسة، لم تتمكن هايدي وقتها من تحمل الضغوط لتقرر ترك الدراسة، وسط ضيق كبير من الأهل والمعلمين الذي حاولوا كثيرا إثناءها عن القرار «هما بيقولوا كده خايفين على مصلحتي ومستقبلي بس محدش منهم شاف التنمر اللي بتعرضله ولا يقدر يتحمله، كانوا بيقلدوا طريقتي بالمشي وبيسخروا أن عيني مكانها تحت مقارنة بعيني الثانية»، بحسبما قالته هايدي، في تصريحات لـ«الوطن».
۶ سنوات قضتها هايدي تلعب وتلهو لتعوض أوقات الفراغ التي خلفها تسريبها من التعليم، لم يعد يشغل بالها الخوف على مستقبلها ولا يوجد لديها أي رغبة في تحقيق أحلامها، لكن مرض والدتها المفاجئ أربك حساباتها، وشعرت بوحدة وخوف شديد جعلها تعاهد الله تعالى على تغيير حياتها كليا إذا شفيت والدتها وعادت من المستشفى لبيتها مرة أخرى «كنت بلعب بس حتى مش منتظمة في الصلاة ومش بعرف حتى أقرا، لكن مرض ماما أكتر حد بحبه في حياتي خوفني ودعيت ربنا بكل صدق أني هتغير، عشان ماما ترجع وسطينا من تاني، وأنا عارفة أن ربنا مش هيسيبني».
عودة مرة أخرى لصفوف الدراسة بالصف السادس الابتدائي جعلها تلتقي بمشرفة بالمدرسة اقترحت عليها المشاركة بمسابقة للكتابة، صارحتها هايدي بأن لديها مشكلة بالقراءة والكتابة بعد تركها المدرسة منذ سنوات، غير أن دعما كبيرا من المعلمة جعلها تعتكف للقراءة وتعلم الكتابة، وبالفعل شاركت بالمسابقة لتحصد المركز الأول.
الثانوية العامة كانت المرحلة التي أسعدت والديها بوصولها لها، أضيف إليه حماس هايدي للنجاح خاصة بعد سخرية صديق والدها من إمكانية التحاقها بـ الثانوية العامة وسط دفاع والدها ووالدتها وإخوتها، لتضع هايدي أمام أعينها هدف الالتحاق بكلية الإعلام بعد أن جذبها حب الكتابة، وبالفعل تمكنت هايدي من اجتياز ثانوية عامة والتحقت بدراسة الإعلام بمنحة أمريكية للمعاقين، وأكملت دراستها رغم المشكلات الصحية، كما قامت بتأليف أول رواية لها تبرز خلالها أهمية الحصول على العلم رغم الصعوبات والظروف، باسم شغف العلم في متاهة الجن «الرئة عندي بكفاءة ۲۱ %، وعندى انحناء في العمود الفقري داخل في الرئتين دا محجم الرئتين عندى مخليني أنى مش أقدر امشي كتير أو اعمل مجهود كبير أو أنى أتخن و عامل تأثير على طولي، والمفروض اعمل عملية لما حالتي تتحسن شوية عشان اقدر استحمل ساعات العملية الطويلة، والمنحة والجامعة وفروا لي تمريضا ملازم ليه، وسكن قريب وكرسي متحرك وأنا تحقق حلمي وأكمل دراستي».
أحلام كبيرة تسعى هايدي لتحقيقها أبرزها الحصول على تدريب بإحدى المؤسسات الصحفية والإعلامية لكي تتمكن من الحصول على منحة أمريكية لاستكمال دراستها بالخارج، «نفسي إحدى فرص للتدريب في مؤسسة صحفية أو أي قناة تليفزيونية عشان أحقق شرط المنحة وأكمل دراستي بأمريكا ونفسي أكمل كتابة ويبقى عندي روايات كثير».
المصدر : الوطن