حظر التحول الطبي للقاصرين: تصعيد جديد في الكونغرس الأمريكي على خُطى سياسات ترامب

اعتمد مجلس النواب الأمريكي، يوم الأربعاء 18 ديسمبر/كانون الأول، مشروع قانون يحظر العلاجات الطبية الخاصة بالانتقال الجنسي للقاصرين المتحولين جنسياً، في خطوة أثارت انتقادات واسعة من منظمات الدفاع عن حقوق مجتمع الميم في البلاد. 
حظر التحول الطبي للقاصرين

تحمل مشروع القانون النائبة اليمينية المتطرفة مارجوري تايلور غرين، وقد حظي بموافقة ۲۱۶ نائبا مقابل ۲۱۱ معارضا، ويتجه الآن إلى مجلس الشيوخ لمناقشته والمصادقة عليه، في حين يرى مراقبون أن فرص إقرار حظر التحول الطبي للقاصرينحظر التحول الطبي للقاصرين

في المجلس ضئيلة.

وقالت غرين خلال جلسة مجلس النواب الأمريكي إن هذا المشروع “الهام” سيضع حدا لما وصفته “بالختان الكيميائي والتشويه الجنسي للأطفال”،إذ ينص القانون على حظر سلسلة من الإجراءات إذا كان هدفها “تغيير جسم القاصر ليطابق جنساً مخالفا لجنسه البيولوجي”.

لعرض هذا المحتوى من X (Twitter) من الضروري السماح بجمع نسب المشاهدة وإعلانات X (Twitter).قبولأعدل اختياراتي

وبناء على ذلك، يواجه كل من يقوم بتنفيذ هذه الإجراءات أو يحاول تنفيذها على القاصرين عقوبة السجن لمدة تصل إلى عشر سنوات.

مثبطات البلوغ في قلب الجدل.. ما تقوله التوصيات الطبية

ووفق البروتوكولات المعتمدة لدى كبرى المنظمات الطبية في الولايات المتحدة، يقتصر الانتقال الجنسي للقاصرين حتى سن العاشرة على الجانب الاجتماعي فقط، دون تدخلات دوائية، ويشمل ذلك اعتماد ملابس محايدة أو من الجنس الآخر.

ومع الاقتراب من سن المراهقة، يمكن اللجوء إلى مثبطات البلوغ للأطفال الذين يعانون من أزمات نفسية حادة أو أفكار انتحاريةنتيجة التغيرات الجسدية. وتعمل هذه المثبطات على تأخير ظهور الصفات الجنسية الثانوية، مثل الحيض أو نمو الشعر، على أن يستأنف الجسم تطوره الطبيعي عند إيقاف العلاج.

أما في سن السادسة عشرة، أو استثنائيا ابتداء من الرابعة عشرة، فيمكن للأطباء تقديم علاجات هرمونية غير قابلة للعكس للقاصرين الراغبين في الانتقال الجنسي، مثل الإستروجين لتحفيز نمو الثدي أو التستوستيرون لتغليظ الصوت، فيما لا تجرى التدخلات الجراحية إلا بعد بلوغ سن الثامنة عشرة.

هوس ترامب بالأشخاص المتحولين جنسيا

ويذكر أنه منذ عودته إلى السلطة مطلع العام الجاري، أعاد ترامب نهج سلسلة من السياسات المقيدة بحق الأشخاص المتحولين جنسيا، إذ أصدر أوامر تمنعهم من الخدمة العسكرية، كما أمر بحذف أي ذكر لهم من المواقع الحكومية، وألغى إدراجهم في إحصاءات جرائم الكراهية، وسمح للوكالات الفيدرالية بوقف التمويل عن المدارس التي تسمح بمشاركة الرياضيين المتحولين في مسابقات الفتيات.

ويشكل المتحولون جنسيا نسبة صغيرة جدا من سكان البلاد، إذ يمثلون ۰٫۶% وفق دراسة صادرة عام ۲۰۲۲ عن جامعة كاليفورنيا، ويبلغ عدد القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين ۱۳ و۱۷ عاماً نحو ۳۰۰ ألف، يعيش أكثر من ثلثهم في ولايات حظرت العلاجات الطبية للانتقال الجنسي.

من جهتهم، يرى النواب الديمقراطيون، ومن بينهم سارة ماكبرايد، أول نائبة متحولة جنسيا في الكونغرس، أن المشروع هو “الأكثر تطرفا على الإطلاق ضد المتحولين”، وقالت النائبة إن الجمهوريين “يسعون إلى تسييس مجتمع بأكمله وحرمان أفراده من الحق في اتخاذ قرارات بشأن أجسادهم”.

مونت کارلو الدولیة