اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
أثبتت تجربة الحياة أن النساء اللاتي لديهن موهبة التعليم، ولو إلى حد ما، هن مديرات قادرات على إدارة موارد الأسرة وفي مجال الأنشطة المتعلقة بالصحة والتغذية والتعليم وما إلى غيره بالإضافة إلى ذلك، فإن التعليم السليم والملتزم يمكّن المرأة من التغلب على التحيزات الاجتماعية الخاطئة والسيطرة على حياتها وإيجاد مكانة وهوية مناسبة لشؤون المرأة، وبهذه الطريقة يجب أن تشارك في المزيد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
يعد مستوى المشاركة والتوظيف أحد المؤشرات الرئيسية لتحديث الاقتصاد الوطني والتنمية الاقتصادية، كما يعد مستوى وطريقة مشاركة مختلف طبقات الشعب، بما في ذلك المرأة، في الأنشطة الاقتصادية أحد عوامل ومؤشرات التنمية.
كسب المهارات يوسع نطاق العمل
ويعتبر التعليم أحد المجالات الأساسية لتعزيز وعي الإنسان، مما يفتح له آفاقاً أكثر إشراقاً. ومن الأبعاد المهمة والبارزة للتعليم أنه يفتح نطاقاً أوسع من الفرص ومنظوراً أوسع للاختيار والسلطة أمام الناس ويجعلهم متقبلين وقادرين على قبول الأفكار المتفوقة.
بل على العكس من ذلك، فإن الحرمان من التعليم وانخفاض مستوى الوعي والمعلومات يضيق نطاق خيارات المرأة ويزيد من تبعيتها وسيكون لها دور هامشي في الحياة الأسرية والعامة.
وبنفس الطريقة، يتم طرح الأمية كمشكلة أساسية، وتتأثر العوامل والظروف الأخرى مثل الوظيفة والصحة والموقف من المشاكل والفهم العام والاجتماعي والقدرة على تحليل المشكلات وحلها، وما إلى ذلك، بطريقة أو بأخرى بكيفية تعامل المرأة المتعلمة، ومن الواضح أن النساء المتعلمات يحظين باحترام أكبر في المجتمع والأسرة، لديهم ظروف ومهارات أفضل في البحث عن عمل ويمكنهم الحصول على رواتب أكثر.
المرأة دور فعال إلى جانب الرجل
فالنساء اللاتي أتيحت لهن الفرص التعليمية وتحررن من بعض المواقف الثقافية السلبية المتأصلة في الخرافات، وصلن إلى مناصب عليا واستطعن تقديم خدمات قيمة للمجتمع، ومن ناحية أخرى، فإن التعليم ومحو الأمية للنساء والفتيات يزيد من قدراتهن الإبداعية ويزيد من قوتهن في الأسرة، ولسوء الحظ، مع سيادة الفكر، فإن تدني كرامة المرأة يتوافق مع شخصيتها بحيث لا تكاد تؤمن بنفسها وتتواجد في مختلف مجالات الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، ومع هذه التفاصيل، لا ينبغي أن ننسى أن المرأة أثبتت أنه حتى في المواقف الصعبة، يمكنها أن تلعب دوراً فعالاً إلى جانب الرجل في العديد من الشؤون والقرارات الاجتماعية والاقتصادية.
إن تمكين المرأة يعني تحسين نوعية الحياة والوضع الاجتماعي والمالي والسياسي والقانوني للمرأة، فضلا عن ضمان مستوى مناسب لها في المجتمع بحيث تكون على يقين من أنها قوية.
وهذا ما يدفعنا لتساؤل اخر هل يمكن ان نصنع امرأة ريادية في مجتمع قمعي؟، تؤكد دراسات التنمية البشرية ان دعم النساء في الحصول على العمل والتعاون معهن في تطوير ذاتهن من خلال مفاتيح النمو الفكري والاجتماعي، عوامل تساعد على تقليص فجوة التفاوت بين النساء والرجال في المجتمعات الذكورية، بل تساهم في الحد من مستويات البطالة وتفيد في زيادة الانتاج القومي وبهذا يمكن ان تتحول المرأة في المجتمع من فرد خامل الى فرد نشيط بل نموذج ورائد في المجتمع.
فكرة الريادة مبنية على الابداع والابتكار
يرى خبراء في الاقتصاد أن دور المرأة في العمل يشكل عنصر أمان اقتصادي حقيقي في العالم، حيث يساعد على تنمية الاقتصاد وزيادة الدخل القومي السنوي، وان مشاركة المرأة للرجل في العمل باتت من ضروريات الحياة الملحة من اجل تأمين حياة معيشية كريمة لأسرهم، لان من الصعب جدا ان يحمل الرجل كل أمور الحياة بمفرده لكون الحياة أصبحت يوما بعد الآخر شاقة بدرجة كبيرة.
لماذا يجب ان تكون المرأة ريادية، ان فكرة الريادة مبنية على الابداع والابتكار وانشاء مشروع جديد يكون الشخص الريادي هو المدير له وهو المتحكم الأول والأخير بكل نتائجه وبكل مخاطره، فالعالم المتأزم اليوم على الرغم من تطور بعض الدول فيه الا ان واقع المرأة في بعض الدول يتطلب منها ان تصبح ريادية، وبالرغم من ضعف مشاركة النساء في عالم الريادة بسبب النظرة السلبية للمرأة في هذه الدول وما اسهم به الاعلام الهابط والعادات والتقاليد غير الحضارية والقيود القسرية على حرية الابداع لدى المرأة، الا ان المرأة اذا تسلحت بعوامل الفكر والايجابية والإرادة والطموح يمكنها ان تصبح ريادية، فالريادة ليست شيئا خارقا او من وحي الخيال هي ببساط جهد ابداعي يترجم الأفكار الى واقع بالابتكار.
من منا لا يفخر بأمه او اخته او زوجته او ابنته عندما تكون رائدة اعمال ناجحة، فالريادة لا تحتاج الى الكثير من الاموال وانما تحتاج الى الكثير من الافكار ومن ثم ترجمة هذه الافكار وتحولها الى واقع ملموس بخطوة واحدة فقط جادة وحقيقية، فكل ماركة تجارية مسجلة معروفة لدى الجميع وابهرت العالم ما كانت الا مجرد فكرة واصحابها كانوا أناس عاديين جدا، فالريادة ليست موهبة يمتلكها فرد دون آخر وانما متاحة للجميع فقط تحتاج الى مثابرة وجهد واتخاذ خطوة جادة باتجاه التحول من اللاشيء الى الشيء.
واجب المؤسسات الحكومية تجاه المرأة
لذا وجب ان تعمل المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني على مساعدة النساء بالشكل المناسب في تحقيق طموحاتهن كي تؤمن لهن مستوى معيشي جيد واثبات قدرتهن على العمل والقيادة لتحقيق ذاتهن.
فلا زالت المرأة في ميادين العمل، وعلى الرغم من المطالبات المستمرة والشعارات المطالبة بالمساواة، تعاني الكثير من المشكلات والمضايقات والانتهاكات، بسبب الفوارق التي أثرت سلبا على حقوقها القانونية، فهي وكما يقول بعض الخبراء لا تزال تعاني من التميز والإقصاء الإداري فيما يخص الأجور او الحماية او الترقيات التي يحصل عليها الذكور، ولدورها الكبير في العصر الراهن وجب على المعنيين تمكين المرأة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي مما ينعكس على المجتمع بالايجاب والتقدم.
المصدر: الوفاق