سوسن الشريف.. تطمح الى إطلاق “براند” خليلي من المطرزات التراثية !

تتخذ سوسن الشريف، من مدينة الخليل، من حرفتها بتطريز الحرف وعمل المشغولات اليدوية التقليدية الخليلية، حرفة للحفاظ على موروث المدينة القديمة من الاندثار والترويج لتاريخها العريق.

تقول الشريف (۵۰ عاما) إن مهنتها تتعدى الكسب المادي برغبتها بالتعريف بالماضي العريق لمدينة الخليل وممارسة شغفها في الحفاظ على التطريز الفلسطيني التقليدي من الاندثار في ظل انتشار القطع الجاهزة التي لا ترتقي إلى مستوى جودة منتجاتها ولا تعكس الروح والهوية الفلسطينية الحقيقية فيها.

وتتّخذ الشريف خطاً جديداً ولافتاً في خياطة  قطع القماش التراثية الخليلية، حيث تركز في مشغولاتها على النقش الخليلي، ورسومات مستوحاة من الطبيعة الفلسطينية بهدف تعريف الاجيال والعالم بالتراث الفلسطيني خاصة المتعلق بالخليل الذي يعود إلى أكثر من ۵۰۰۰ عام.

وتعلمت الشريف التطريز بشكل احترافي من والدتها حيث كان لها أول تجربة لحياكة ثوب لجارتها المهجرة من مدينة الرملة وهي بعمر  12 عاما، وثم ذاع صيتها بين الجارات قبل ما يقارب ۳۸ عاما.

وتبدأ الشريف في عملية الخياطة، بتحديد الخطوط العامة للزخارف التي تريد حياكتها على القطعة الفنية، ومن ثم تعبئتها بالخيوط والعقد التراثية التقليدية، وشيء فشيء تبدأ القطعة الفنية والرسومات تتبلور مشكلة لوحة تجذب انتباه المتسوقين وتشكل علامة تراثية فلسطينية مسجلة في كل العالم، وقد تستغرق هذه العملية اكثر من شهر لبعض القطع.

من ۲۰ سيدة إلى عمل متقطع بالمنزل..

الشريف التي تواجه صعوبات اليوم في تسويق منتجاتها قلصت عملها من ۲۰ سيدة إلى العمل وحيدة في المنزل، حيث يعج منزلها بالأثواب الفلسطينية والقطع التقليدية، والمشغولات التي اضافت لها  لمسات فنية خاصة بها.

تقول الشريف، وهي خريجة المختبرات الطبية، إنها عملت لمدة ۲۰ عاما في مهنة المختبرات الطبية،  لكن في السنوات الأخيرة دفعها شغفها بالتطريز إلى التفرغ لهذا العمل منذ عام ۲۰۱۴، وافتتحت متجرا صغيرا لبيع التطريز اليدوي والحرف الخليلية والخزف والفخار بالبلدة القديمة لكن سرعان ما اغلقت المتجر وتحولت بعد الكورونا إلى التسويق الاكتروني وأسست صفحة على الفيسبوك “ذكريات من الخليل” وبدأت بالترويج لأعمالها.

وتشير الشريف إلى أنها تحرص على المشاركة في تدريبات تطويرية، حيث شاركت في تدريبات لمنتدى سيدات الأعمال وأخرى مع الغرف التجارية حول كيفية إدارة المشاريع وعمل الميزانيات وتطوير أعمالها وتسجيلها بشكل رسمي في وزارة الاقتصاد الوطني والغرفة التجارية.

براند (Brand) بحاجة إلى التسويق..

تقول الشريف إن التسويق بات مشكلة كبيرة حيث تشكل المعارض التي تشارك فيها فرصة لتسويق منتجاتها، حيث شاركت في معارض خارجية بالأردن حققت مكاسب جيدة، وتسعى اليوم إلى التشبيك من أجل المشاركة في معارض دولية وتسويق منتجاتها للفلسطينيين المغتربين في ظل ضعف فرص التسويق الالكتروني لديها.

الانضمام لمنصة “اي سوق”

 وبانضمام الشريف إلى منصة  “إي سوق” وهي منصة بإدارة وملكية وزارة الاقتصاد الوطني، إلى تسويق منتجاتها بشكل أكبر، حيث توفر المنصة إمكانية تشبيك المشاريع التي تقودها النساء مع المؤسسات والمشاريع المختلفة وتتيح فرص معرفة النساء للعطاءات والمؤسسات التي ترغب بالشراء لمنتجات الاعمال التي تقودها النساء والتعاقد المباشر معها، وتقدم  تدريبات على مهارات التصوير الاحترافي وإدارة وتسويق مشاريعهن.

المصدر :نساء FM