اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
صفاء صانعة دُمى الأميجرومي، التي أعادت إحياء هوايتها منذ المدرسة، رغم تخرجها من تخصص التربية إلا أنها وجدت ملاذها في العمل اليدوي بدلا من تمضية الوقت بالبحث عن الوظيفة، والانتظار في طابورها الطويل، ومزجت شغف الهواية بالمهنة ليتولد إبداعها بإنتاج أعمال يدوية ذات جودة عالية، مبتكرة أشكالا متنوعة لا حصر لها وغير مقيدة بنموذج محدد.
ماهو فن الإميجرومي ،،
والإميجرومي هو فن الكروشيه الياباني ويتألف من شقين “الإمي” وتعني الكروشيه و”الجرومي” ويعني الدمية المحشوة، وتترجم بعض القواميس الكلمة على أنها حيوان محشو صغير أو مخلوق كروشيه مجسم، لطالما كانت اليابان رائدة في مجال صناعة الدمى الصغيرة والميداليات وغيرها ويحكى أن بدايات هذا الفن نشأت في اليابان في نهايات القرن التاسع عشر، حينما تم توثيق أول مشروع صناعة كروشية لفاكهة الاسكدنيا اليابانية، ويعتقد أن تلك كانت الشرارة الاولى لانطلاق فن الأميجرومي الجميل.
الحب هو البداية ،،صفاء أبو عطايا التي دفعها حبها لفن الاميجرومي للابتكار في اعمالها اليدوية وتقديم أشكال وتصميمات رائعة لدمى من الكروشية من هذا الطراز والعديد من المشغولات اليدوية، تشرح لـ”ے” عن سبب حبها لهذا الفن وابتكاراتها فيه، لتقول: منذ الطفولة وانا أحب أعمال الكروشية بشكل خاص وأتقنها والأعمال اليدوية المختلفة بشكل عام وكبر حبها معي، وكنت أصنع قطعا مميزة أهديها للأقارب والأصدقاء في المناسبات المختلفة، والاميجرومي هو فن صناعة الدمى بالكروشيه وحشوها بالقطن أو الفايبر ويمكن تشكيل أشياء كثيرة من خلاله مثل، الوسائل التعليمية، الحيوانات والعرائس والفاكهه والخضار، فهو فن عالمي منتشر في العالم بشكل كبير، خاصة في المناسبات المعروفة مثل رأس السنة والأعياد، وفي رمضان، كونه يقدم كهدايا وخاصة في مواسم الأعياد.وأضافت: بدأت حكايتي معه عندما كنت أعمل في مركز متخصص لذوي الإعاقة وتحديدا ذوي الإعاقة البصرية ومن حاجتهم للوسائل التعليمية الملموسة، قررت أن أوظف هوايتي فيما يفيدهم، وهنا كانت بداية الطريق وخطوته الاولى، قمت بتصميم الكثير من الأشكال من دمى الاميجرومي والوسائل التعليمية الخاصة بهذه الفئة المهمشة، لأدمج ما درسته في الجامعة بتخصصي في هوايتي بطريقة جميلة ومفيدة، ثم بدأت أتطور في انتاج العديد من القطع الفنية، وبدأت أطور موهبتي من خلال التعلم من اليوتيوب والانترنت ومتابعة العديد من المواقع الأجنبية والروسية والتركية، كما أنني أقوم بترجمة الباترونات عنهم.
خطوات العمل ،،وعن مراحل الحياكة، قالت صفاء إنها تقوم بتشكيل الدائرة السحرية ومن ثم غرز الحشو الذي هو عبارة عن لف الخيط حول الصنارة وإدخاله على الدائرة السحرية وسحب خيط ثان من داخل الدائرة ثم تخرج الخيطين من الصنارة وتكرر العملية لتصل للعدد المطلوب ومن ثم ختم كل عمل أو كل درب بغرزة وحشوها بمادة الديكرون، موضحة أنها تستخدم الصنارات حسب قياس القطع كبيرة أو صغيرة وتستخدم الابرة البلاستيكية لربط القطع مع بعضها البعض.القدرة الفائقة التي تمتلكها صفاء في صناعة منتجاتها، منحها طابعا مميزا، يجعلها تهتم بكل التفاصيل بحب وإتقان، لتحرص على أن تبث في كل ما تصنعه يداها حياة تزيد من جمالية القطعة لتكون متكاملة وجودتها عالية، لتثبت تمكنها من هذا الفن وتتميز فيه، إضافة لكونها تعمل على إعادة تدوير كل ما يمكنها استخدامه في المنزل، لتبتكر روائع فنية باستخدام مواد معاد تدويرها، تعزز من خلالها قيمة الاستدامة والحفاظ على الموارد البيئية.
وقت العمل وتفاعل الجمهور ،،وعن تفاعل الجمهور معها ومع ما تقدمه قالت: هذا الفن عدا عن كونه يخلصنا من الطاقة السلبية، يحتاج إلى تركيز وإبداع وابتكار أشكال فنية جديدة، وهنالك شريحة كبيرة من الجمهور تفاعلت معي ومع ما أقدمه من أعمال، خاصة أنني أروج لنفسي من خلال حساباتي الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال صفحة مشروعي التي أطلقت عليها “فكرة بإبرة”، أما بالنسبة للمبيعات فليست كما أتمنى، ولكن هنالك شريحة تتفهم أن مثل هذه الصناعة اليدوية تحتاج مجهودا كبيرا لإخراجها بالمستوى المطلوب اضافة لكونها تعتبر معمرة ولا تتلف بسرعة.وتابعت: يستغرق عمل القطعة الواحدة أوقاتا متفاوتة، كل واحدة حسب حجمها والتفاصيل التي تحتويها، وتكمن الصعوبات التي تواجه مشروعي أنه لازال ببدايته وهذا يضع عقبات متعددة اهمها تقلص حجم التسويق والبيع، إضافة لأن المعبر يغلق بشكل مستمر، ما يعني عدم توفر المواد الخام، وارتفاع أسعارها، وقد قمت بتطوير المشروع من خلال ادخال قطع القماش والنسيج ودراستي لتصميم الأزياء.
الدعم ركيزة أساسية للتطوير ،،بعد جهد وتعب وجدت صفاء أبو عطايا الدعم من مشروع “مبدعات من أجل الصناعة WIN” هذا المشروع المنفذ من قبل الاتحاد العام للصناعات الفلسطينية من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي-برنامج مساعدة الشعب الفلسطيني UNDP/PAPP بتمويل من الشعب الياباني وبالتعاون مع الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية، والذي يستهدف المشروع صاحبات الأفكار الابداعية التي تساهم في تطوير الصناعات الفلسطينية وتعزز قدرتها على مجابهة أي أزمات مثل جائحة كورونا ضمن مجالات صناعية متعددة ومتنوعة.ومن خلال تقديم صفاء لهذا المشروع وبعد سنة كاملة من التدريبات المنوعة والمتعددة التي تهدف لتعليم المستفيدات من النواحي الإدارية والمالية والفنية للمشروع، استطاعت أن تتجاوز كل المراحل لتحظى بالنهاية باختيار فكرتها الريادية والخلاقة ضمن أفضل المشاريع التي تم اختيارها، وتم تزويدها بمواد أولية وأدوات لتنطلق بمشروعها ليكون فرصتها في إعالة نفسها وخلق فرصة عمل لها ومهنة تقدم من خلالها بأناملها منتجات وظفت فيها هوايتها منذ سنوات طويلة.
الطموح ،،وعن طموحاتها قالت: أتمنى أن يكون هناك سوقا كبيرا لهذا الفن على مستوى عالٍ من الخبرة والاتقان، وأن تصبح منتجاتي معروفة في كل مكان، وأطمح لأن يكون لدي مكان خاص أعطي فيه دورات تعليمية وأعرض كل أعمالي إلى جانب الغرفة المهجورة فوق سطح منزلنا التي حولتها الى معرض شخصي لي. وهنا أوجه رسالة لكل شخص لديه هواية يحبها ويحاول أن ينميها، أن لا يقلد غيره أو يعتبر أن العمر مر، بل أن يبدع طريقته الخاصة في كل ما يحب ليصل الى حلمه، فدائما هنالك وقت للبدايات.
المصدر : نساء FM