طالبة مسلمة تصفع معلمتها بسبب الحجاب … قضية تفتح جدل قيم الجمهورية في فرنسا

ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي يفتح سجال حول قضية الرموز الدينية في المدارس، لكن هذه المرة لم يقف الموضوع عند حد النقاش بالألسن، بل تطاولت طالبة مسلمة على معلمتها وصفعتها وضربتها قبل أن تهرب، عندما طلبت المعلمة من الطالبة أن تخلع الحجاب داخل المدرسة لأن ذلك مخالف للتعليمات.

رفضت الطالبة، التي تبلغ ۱۸ عاما، بشدة خلع الحجاب، خلال تواجدها داخل المدرسة، وضربت المعلمة وصفعتها ثم دفعتها وفرت من المدرسة، يوم الإثنين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر ۲۰۲۴، لكن السلطات وجدتها لاحقا في منزلها وألقت القبض عليها.

والطالبة قيد التحقيق بتهمة الاعتداء على معلمتها، ونظرا لأنها بالغة فإنها تهمة يمكن ان تصل عقوبتها إلى السجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة تبلغ ۴۵ ألف يورو.

وقامت المعلمة، التي تدرس مادة العلوم الاجتماعية والطبيعية في مدرسة سيفينيه الثانوية Lycée   Sévigné في توركوينغ بشمال فرنسا، بتقديم شكوى رسمية، لتعرضها للضرب والإهانة، كما قام المعلمون في المدرسة بالتضامن مع زميلتهم بالإضراب عن العمل وإلغاء جميع الفصول، يوم الثلاثاء ۸ من تشرين الأول/ أكتوبر ۲۰۲۴٫

وتعتبر تلك الواقعة الأحدث، التي تتعلق بحظر الحجاب في المدارس بفرنسا، وتعيد فتح النقاش حول العلمانية كقيمة من قيم الدستورية للجمهورية الفرنسية، التي تهدف إلى تعزيز الحياد في الفضاء العام بين المواطنين، إلا أن مسلمات فرنسا يعتقدن أن العلمانية منافية للتعاليم الإسلامية وحظر ارتداء الحجاب اعتداء على الحريات الشخصية للفرد.

وأكدت وزيرة التعليم آن جينتي في جلسة لمجلس النواب أنها ستتخذ اجراءات حازمة للغاية، قائلة “إن من يعتدي على معلم فإنه كما لو اعتدى على الجمهورية”

وقالت رئيسة بلدية توركوينغ دوريان بيكيو في بيان “المدرسة هي مكان لنقل قيم الجمهورية، ويجب علينا جميعا دعم معلمينا في مواجهة هذا العمل غير المقبول” في إدانة شديدة على الاعتداء على معلمة في مدرسة.

كما أعرب وزير الداخلية السابق جيرالد دارمانان عبر منصة إكس عن دعمة للمعلمة.

ويبقى القانون المعروف في فرنسا باسم حظر الحجاب الصادر عام ۲۰۰۴، موضع جدل يختلف حوله العامة والساسة، حول جدوى تنفيذه، خصوصا وأنه أصبح أداة تحدي لمن يعارض تطبيقه.

المصدر: مونت کارلو الدولیة