عام على الحرب: ارقام صادمة تكشف معاناة نساء غزة وسط حرب الإبادة الإسرائيلية

تدخل الحرب على غزة عامها الأول منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023، لتكشف عن حجم المأساة التي طالت النساء بشكل خاص. أرقام الخسائر الإنسانية والظروف المعيشية المروعة تعكس واقعاً مدمراً يشير إلى معاناة غير مسبوقة بين الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع الغزّي، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي.

بحسب تقارير الأمم المتحدة، يشكل النساء والأطفال ۶۹% من الضحايا في غزة، ما يبرز استهداف المدنيين بشكل صارخ. منذ بدء الحرب، استشهد ما يزيد عن ۱۱,۴۵۸ امرأة. الإصابات لا تقل فظاعة، حيث يقدر عدد الجرحى بعشرات الآلاف، بينهم العديد ممن يعانون من إعاقات دائمة وبتر أطراف، مما يعمق المأساة الاجتماعية والنفسية للأسر.

الواقع الاجتماعي والاقتصادي:

تسبب الحصار المتواصل والقصف المستمر في انهيار الاقتصاد الغزّي بشكل شبه كامل. تفيد التقارير أن ۱٫۹ مليون شخص نزحوا من منازلهم، منهم مليون امرأة وفتاة. مع تدمير مئات المنازل وفقدان المعيلين، وجدت ۳,۰۰۰ أرملة أنفسهن يعانين في إعالة أسرهن وسط شح الموارد وفرص العمل.

التحديات الصحية للنساء:

 النساء الحوامل والمرضعات يواجهن تحديات جسيمة، إذ يقدر عددهن بحوالي ۱۵۵,۰۰۰ امرأة بحاجة إلى رعاية صحية ماسة. أكثر من ۵,۰۰۰ سيدة مصابة بالسرطان تعاني من انعدام القدرة على الحصول على العلاج بسبب الدمار الشامل للبنية التحتية الصحية في القطاع. كما تفيد الأمم المتحدة بأن ۱۷۷,۰۰۰ امرأة معرضة لمخاطر صحية جسيمة نتيجة انهيار النظام الصحي ونقص الرعاية الطبية الأساسية.

النساء في مراكز الإيواء:

مع نزوح أكثر من مليون شخص، تم تحويل المدارس والمساجد إلى مراكز إيواء مؤقتة. تروي ابتسام جندية، التي تبلغ من العمر ۵۲ عاماً، معاناتها في الانتقال بين ثمانية مراكز إيواء منذ بداية الحرب. تعيش الآن في مدرسة مكتظة مع ۱۲ فرداً من أسرتها في ظروف تفتقر لأبسط مقومات الحياة، بما في ذلك المياه الصالحة للشرب والوقود للطهي.

نوال الغماري، أرملة فقدت زوجها في القصف، تحكي قصة مأساوية عن كيفية ترك جثمان زوجها في المنزل لأيام، حتى تمكن ابنها من دفنه بعد فترة من الألم والصدمات المتتالية.

الأثر النفسي والاجتماعي:

 الصدمة النفسية الناجمة عن القصف المستمر والفقدان المستمر للأحبة هي من أبرز آثار الحرب على النساء. تقول ماريس غيموند، الممثلة الخاصة لهيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين: “مليون امرأة وفتاة في غزة يتحملن عبء الحرب بأقصى أشكالها”، مشيرة إلى الضغوط النفسية والاجتماعية الهائلة التي تواجهها النساء.

في ظل هذه الأرقام المروعة والقصص التي تعكس معاناة مستمرة، يبقى السؤال: كيف يمكن لنساء غزة إعادة بناء حياتهم وسط هذه الدمار، وكيف ستتمكن الأجيال القادمة من تجاوز آثار الحرب النفسية والاجتماعية؟

المصدر: نساء FM