عملية إنقاذ معقدة: كيف تتعاون أمريكا والأردن لإخراج فلسطينية من غزة

وسط أجواء الحرب والدمار، ومع إغلاق الحدود وانعزال قطاع غزة عن العالم، كان القدر يخط سيدة فلسطينية لمصير مختلف، فبينما انعدمت كل مظاهر الأمل، كان لها حظ استثنائي في الهروب من مصير مجهول، والخروج الآمن من الأراضي الفلسطينية، بفضل تدخل دولي غير مسبوق.. فما هي قصتها؟

مسعف أمريكي ينجح في إجلاء والدته الفلسطينية

بتنسيق بين إسرائيل و الأردن وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تمكنت السيدة الفلسطينية أحلام فراونة من مٌغادرة قطاع غزة الذي دمرته الحروب، لتبدأ رحلة جديدة مليئة بالأمل بعيدًا عن محيطها المأساوي، بتخطيط من نجلها يونس فروانة، المسعف في البحرية الأمريكية، بحسب واشنطن بوست.

كانت البداية في وقت لم يكن فيه الوضع في غزة أكثر تعقيدًا، دمر منزل عائلة فراونة المكون من سبعة طوابق، كما ساءت الظروف الإنسانية بشكل حاد، ليجد يونس نفسه عائداً من البحر الأبيض المتوسط إلى غزة، حاملًا قضية لا تقل تعقيدًا عن أي معركة عسكرية، «يونس»، الذي يعمل مسعفًا في البحرية الأمريكية منذ عام ۲۰۲۳، لم يقتصر على مهمته العسكرية في الخارج، بل أصبح في هذه اللحظات جنديًا من أجل أسرته.

بعد حصوله على الجنسية الأمريكية في فبراير ۲۰۲۴، بدأ يونس مساعي إجلاء والدته عبر القنوات الدبلوماسية، تقدم بطلبات لحكومة الولايات المتحدة، وكان هدفه الأول هو نقل والدته إلى الأردن، حيث كان سيترتب بعدها الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة ولكن محاولاته لم تكن سهلة، إذ تم رفض طلبات إجلاء أشقائه الستة، باستثناء والدته، ليبدأ الكابوس الحقيقي عندما اكتشف أن جواز سفرها منتهي الصلاحية وأنه لا يوجد من يرافقها إلى خارج غزة في ظل غياب أي دعم لوجستي.

التدخل الأمريكي والإسرائيلي.. عملية إجلاء معقدة لأحلام فروانة

لكن يونس لم يكن بمفرده في هذه المعركة، فمع بداية عام ۲۰۲۴، تدخلت إدارة ترامب، وفي وقت لاحق، إسرائيل والأردن، لتشكيل عملية إجلاء فريدة من نوعها، ويكشف تقرير واشنطن بوست أن جهود الإجلاء كانت تنطوي على مستويات غير مسبوقة من التنسيق بين الأطراف المعنية، إذ تضمن تنسيقًا مع إسرائيل لوقف بعض الغارات العسكرية وتأمين منطقة عازلة أمنية لحماية أحلام أثناء تنقلاتها في غزة، بالإضافة إلى جهود لوجستية مكثفة لتأمين الطريق.

كانت عملية الإجلاء تتطلب استخدام برامج مراقبة متطورة لحماية تحركات السيدة الفلسطينية وسط القصف الإسرائيلي المتواصل، بلغت التكاليف اللوجستية للعملية ۱۰ آلاف دولار، تم تخصيصها لضمان النقل البري الآمن إلى الحدود الأردنية، ومع ذلك، ظلت العوائق اللوجستية قائمة، خاصة فيما يتعلق بتجديد جواز سفرها، الذي كان قد انتهت صلاحيته، بالإضافة إلى تحديات الحصول على مرافقين لتأمين خروجها من القطاع.

رحلة محفوفة بالمخاطر.. ۱۴ كيلومترًا على الأقدام

في منتصف سبتمبر، وبعد أسابيع من التحضيرات، سارت أحلام فراونة مسافة ۱۴ كيلومترًا على الأقدام، محمية من قبل فريق من الخبراء والدبلوماسيين الذين كانوا ينسقون مع السلطات الإسرائيلية والأردنية، كانت الرحلة محفوفة بالمخاطر، ولكن في النهاية، وصلت إلى معبر كرم أبو سالم في طريقها إلى الأردن.

عملية الإجلاء هذه لم تكن مجرد انتقال جغرافي، بل كانت تمثل معركة إنسانية بأبعاد سياسية ودبلوماسية معقدة، وقد نجحت في النهاية بفضل التعاون بين عدد من الشخصيات السياسية والدبلوماسية، مثل مورجان أورتادوس، نائبة المبعوث الخاص لترامب، التي كانت من بين الأشخاص الذين بذلوا جهودًا استثنائية لتأمين هذه العملية.