اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تخصصت سارة في الطب المخبري قبل عشر سنوات، وعملت في مختبرات عدة، لكن الراتب عادة متدن، كما لم تحصل على وظيفة حكومية على الرغم من مساعيها، وخضوعها لاختبارات ديوان الموظفين الحكومي. لاحقاً، وجدت ضالتها في هواية التطريز حين شاركت بالصدفة في معرض لدعم النساء العاملات قبل خمس سنوات.افتتحت التركماني مشغلها الصغير بعدما راكمت خبرة جيدة في تصميم وخياطة الأثواب من دون أن تنسى المطرزات الفلسطينية، وتشير إلى أنها تواكب الموضة مع الحرص على المطرزات الفلسطينية للراغبين، من دون أن تنسى مراعاة أولئك الذين لا يفضلونها، كما تصمم ملابس مختلفة يطلبها الزبائن.وتعد سارة إحدى فتيات قطاع غزة اللواتي تمكنّ من تغيير صورة القطاع النمطية، وصنعن نمطاً عصرياً لتفاصيل حياتهنّ من خلال عالم الأزياء ومواكبة الموضة التي تحاكي العلامات التجارية العالمية، كما أضافت طابعها الخاص في محاولة للتغلب على العوائق الموجودة بفعل الحصار الإسرائيلي، ومنع دخول العلامات التجارية إلى القطاع منذ ۱۷ عاماً. إذ يتحكم الاحتلال في جميع منافذ القطاع باستثناء معبر رفح البري.تقول سارة لـ “العربي الجديد”: “انطلقت في مشغلي الصغير قبل أقل من عام. العمل في المهن التطبيقية صعب في غزة، والواقع يختلف عن فترة الدراسة. أهوى التطريز منذ زمن ولطالما حرصت على مواكبة الموضة والقراءة عن هذا العالم، ما ساعدني على تطوير عملي واختيار الألوان والنقوش الأفضل للزبونات”. تضيف أن “غالبية شابات غزة يطلبن تصاميم لمناسبات خاصة”.
يعتمد الغزيون منذ سنوات الحصار، وخصوصاً أولئك الذين يهتمون بالعلامات التجارية، على شراء ما يعجبهم من خلال التطبيقات الذكية والمتاجر الإلكترونية، وتصل السلع من خلال معبر بيت حانون الخاضع لرقابة الاحتلال. وإذا ما عثر الاحتلال على قطع بلا فواتير، يعمد إلى إتلاف جميع البضائع في إطار سياسة الإجراء العقابي، بناء على تعليمات سلطة الجمارك الإسرائيلية لضمان حقوق الوكلاء داخل الأراضي المحتلة.التحقت علياء قشطة (۳۰ سنة) بدورة في تصميم الأزياء في العاصمة الأردنية عمان قبل حوالي عامين، من خلال إحدى المؤسسات الداعمة للمرأة، بعدما قدمت مشروعاً يتضمن صناعة الملابس التي تُدمج فيها النقوش الكلاسيكة مع الهوية الوطنية، واستطاعت فتح مشغلها الصغير وتصدير منتجاتها إلى دول عربية وأوروبية وإلى الولايات المتحدة.
تصمم علياء أزياء للأطفال مع نقوش تعبر عن الهوية الفلسطينية، وأرسلت منها إلى الداخل الفلسطيني والضفة الغربية. إلا أنها تتحدث عن صعوبات، منها الاعتماد على اشتراك مولدات الكهرباء، وتضيف أن أسعار قطع غيار بعض الآلات مرتفعة، كما أن إدخال بعض الآلات والأقمشة إلى غزة ليس سهلاً، في ظل عدم وجود وكلاء، كما أن الحصار يجعل الأسعار مضاعفة.وتقول علياء لـ “العربي الجديد”: “الكثير من الأمور في قطاع غزة تصيبنا بالإحباط. عندما حصلت على منحة التدريب في الأردن، فوجئ الممول الألماني من كمية العراقيل في القطاع، وكأن بعض الناس حول العالم لا يعرفون ما يعانيه الفلسطيني في أرضه. مع ذلك، نجحت في التصميم وإرسال منتجاتي كهدايا لعدد من الذين تدربت معهم”.
أما المصممة نرمين حسنين، فتقول إنها تعمل منذ عام ۲۰۱۶ في هذا القطاع بعد أن نجحت في افتتاح محلها التجاري الأول في حي الرمال، وعمدت بعد سنوات إلى تطوير عملها وبات مشغلها أكبر ويضم ۶ عاملات بينهن مصممتان للأزياء تخرجتا من الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية. وتؤكد: “نعاني في غزة بسبب الحصار الذي يؤثر على الحركة التجارية، ونحاول كمصممات مواكبة الموضة، وعرض تصاميمنا من خلال شابات تحظى حساباتهن على وسائل التواصل الاجتماعي بمتابعة عالية. قبل بضعة سنوات، كانت التقاليد في المجتمع الغزي تؤثر على عملنا، إلا أن المجتمع يتغير، وبات أكثر تشجيعاً لعمل الفتيات، وحتى لو استمر الحصار الإسرائيلي، سنبحث عن أي نافذة لمواكبة الحداثة”.
المصدر : العربي الجدید