“فرصة للأمام”، برنامج أممي لتمكين العراقيات في مجال الصحافة

كان مشروع "أساسيات الصحافة" الذي يقوده صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق فرصة لصقل مهارات آلاء بنت محمد لتطور قدراتها في مجال إدارة النقاشات والنشر عبر الوسائط المتعددة وعلى رأسها شبكات التواصل الاجتماعي.

آلاء بنت محمد كانت ضمن نحو ۱۶۰ عراقية التحقن بالمشروع الذي صُمم لتمكين النساء الطامحات من دخول مجال الصحافة، وتزويدهن بأدوات الصحافة الأساسية.

الصحفية والناشطة السياسية والحقوقية العراقية التي تشغل الآن منصب رئيسة تنفيذية لمنصة الأمم الرقمية، قالت لأخبار الأمم المتحدة إن ما “حصلت عليه في هذا التدريب كان شيئا كبيرا وأضاف لي الكثير. وبعد الانتهاء من التدريب بدأت في تطبيق كل ما تعلمته”.

وأكدت أن الأمر لم يقتصر فحسب على التدريب على وسائل الإعلام التقليدية مثل القنوات التلفزيونية التقليدية، بل ركز كذلك على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للنشر وإيصال الخبر.

ليس هذا فحسب، بل وأيضا القدرة على التحقيق وجمع معلومات دقيقة وموثوقة، ونشرها، “وخاصة فيما يتعلق بالموضوعات التي تخص النساء والفتيات بما فيها زواج القاصرات والعنف ضد المرأة”، كما أوضحت لنا مسؤولة التواصل والشراكة في صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، سنا جلال.

وأشارت إلى أن المشروع يتم بالشراكة مع شبكة “روداو” الإعلامية، علاوة على شركاء آخرين بما في ذلك مؤسسة “سيد” ومبادرة غوغل نيوز وإنترنيوز، والسفارة البريطانية في العراق.

آلاء بنت محمد، شابة عراقية تدربت في مشروع أساسيات الصحافة الذي يقوده صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، والرئيسية التنفيذية لمنصة الأمم الرقمية.

UN News

آلاء بنت محمد، شابة عراقية تدربت في مشروع أساسيات الصحافة الذي يقوده صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، والرئيسية التنفيذية لمنصة الأمم الرقمية.

ما بين الاقتصاد والصحافة

وقبل أن يكمل مشروع أساسيات الصحافة عامه الأول نال جائزة ستيفي لأفضل برنامج اجتماعي لهذا العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حتى قبل أن يصل إلى إتمام العدد المستهدف من المتدربات وهو ۳۰۰ بحلول نهاية ۲۰۲۴٫

ومن بين أولئك المتدربات إلى جانب آلاء بنت محمد، مريم مؤيد التي لم تتوقف رحلتها في التعلم حيث شدت الرحال من بغداد إلى القاهرة لتكون طالبة ماجستير في الاقتصاد في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

وقالت مريم مؤيد لأخبار الأمم المتحدة: “الجمع بين مجالي الصحافة والاقتصاد مهم في تكوين فهم أكبر عن الشرق الأوسط والعراق بشكل خاص”.

وأوضحت أن أبرز ما تعلمته في مشروع أساسيات الصحافة هو “قيمة التحضير قبل إجراء المقابلات، والبحث المتعمق في كل موضوع، وأخذ وجهات النظر المختلفة بعين الاعتبار سواء المؤيدة أو المعارضة، لأن هذا الشيء يساعد على هيكلة الأسئلة بناءً على هذا الفهم الشامل، وتحقيق نقاش أكثر توازنا”.

مريم مؤيد، شابة عراقية تدربت في مشروع أساسيات الصحافة الذي يقوده صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق.

UN News

مريم مؤيد، شابة عراقية تدربت في مشروع أساسيات الصحافة الذي يقوده صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق.

نقطة انطلاق

ويتألف البرنامج من محاضرات حول الصحافة وفن التصوير وإنتاج الأفلام الوثائقية وكتابة التقارير الإخبارية، كما أوضحت لنا مريم مؤيد والتي قالت كذلك إنه “أتيحت لنا فرصة إنتاج برنامج تلفزيوني مباشر خلال خمسة أيام كانت مدة التدريب”.

ووصفت آلاء بنت محمد هذه التجربة بأنها “كانت واقعية جدا، وهو ما جعلني أركز على كثير من النقاط بعد ذلك كانت أساسية وضرورية، وخصوصا أنني محاورة في الجلسات النقاشية السياسية. فهذه النقاط هي ما جعلني أنطلق”.

هذه المعرفة التي اكتسبتها آلاء بنت محمد بالإضافة إلى ما تعلمته بشأن النشر على مواقع التواصل الاجتماعي أمدها بأدوات ساعدتها على إيصال الرسائل التي تقدمها عبر المنصة الرقمية التي تقودها. وأضافت: “مستقبلا، سأكون رئيسة تجمع سياسي، وعلى هذا الأساس سأطبق كل ما تعلمناه في البرنامج. ففي السياسة نحتاج إلى المحاور الجيد، والذكاء الصحفي في طرح الأسئلة”.

أما مريم مؤيد فأكدت أنها ستستمر في تطبيق تلك المهارات التي تعلمتها، “من خلال الفرص التي أحصل عليها في المناسبات التي سأكون مدعوة إليها سواء في القاهرة أو في بغداد، وخصوصا إذا كانت مع خبراء محليين وعالميين يعملون في مختلف المجالات، وأهمها الاقتصاد والسياسة، فضلا عن نيل شهادة تثبت عملها كصحفية”.

الدفاع عن النساء والفتيات

قضايا المرأة والفتيات في العراق تظل حاضرة في نشاط المشاركات في برنامج “أساسيات الصحافة”. وقالت آلاء بنت محمد إنها عملت في كل ما يتعلق بدور المرأة في العراق بشكل كبير على المستوى المحلي. ومن بين الأمثلة، حملة أطلقتها منصتها الرقمية حملت عنوان “لا للتفكك الأسري”، فضلا عن تقديم مقترحات بشأن قانون الأحوال الشخصية ومشكلتي التعنيف الأسري وزواج القاصرات.

أما مريم مؤيد فترى أن ما تحتاجه النساء والفتيات هو “الفرصة” للتدريب والمشاركة في برامج تعليمية محلية ودولية. وأكدت أن المشاركة في برنامج تدريبي مثل مشروع أساسيات الصحافة، “هي خطوة إلى الأمام لتحسين مستوى المرأة في العراق على المستوى الشخصي أو العملي”.

وأفادت مسؤولة التواصل والشراكة في صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، سنا جلال بأنهم مستمرون في المبادرة، ولن يكون التركيز على الموضوعات التي تخص النساء والفتيات فحسب، “بل وأيضا على الصحافة في مجال التغير المناخي، وخصوصا تمكين الشباب في العراق الذين ينشطون في العمل المناخي”.

المصدر: الأمم المتحدة