“في مطبخك شيف صغير”.. كيف تجعلين الطبخ تجربة تعليمية مفيدة لطفلك؟

ربما يكون دخول طفلكِ المطبخ أسوأ كوابيسك، لكن من الممكن أن يكون صبركِ أفضل هدية تقدمينها له، فالطبخ سويا اليوم استثمار في الغد، إذ سيسمح له باتخاذ قرارات غذائية صحية، وسيدفعه لتقدير عملكِ في المنزل، وسيتجنب الأطعمة السريعة، وسيساعدكِ إذا احتجت، وسيكون ذلك فقرة يومية مفيدة لكليكما.

حفزي خياله في سنّ صغيرة

توقعت المختصة في علم نفس الرضع والصغار تريسي ويليامز، في تقرير لموقع “فوربس” (Forbes)، أن يهتم طفلكِ بدخول المطبخ واللعب بالأواني من سن سنتين أو ۳ سنوات، حتى مرحلة ما قبل المدرسة. فهو يميل في تلك السن إلى الألعاب التفاعلية والتخيلية، مثل بيت الدمى، وحيوانات الغابة، واللعب بالقطار والسيارات، ويصير حريصًا على تقليد ما يفعله الكبار من حوله.

لذلك نصحت ويليامز بالبدء من سن صغيرة، بمساعدة طفلكِ على تطوير مهارات الابتكار والتنفيذ والتسلسل، وتلك مهارات ضرورية تساعده عند دراسة الرياضيات والعلوم واللغة، في وقت لاحق.

تتلخص مهمتكِ في تصميم مطبخ يناسب سنه وميزانيتكِ ومساحة منزلكِ، ولا ينبغي أن يكون مطبخا مكلفا، بل مساحة لإعداد وجبة تخيلية، خاصة أن بساطة التصميم وصغر المساحة يجنبكِ القلق الذي قد يحبط محاولات طفلكِ للتعلم.

يجب مساعدة الطفل على تطوير مهارات الابتكار في المطبخ (بيكسلز)

يمكنكِ شراء مطبخ أطفال من متاجر الألعاب المتعددة، أو تصميم مطبخ وتنفيذه في المنزل، باستخدام الورق والكرتون والخشب والبلاستيك، ويمكنكِ صنع موقد صغير من الكرتون.

أو يمكنك الاستغناء عن وحدة أدراج صغيرة في غرفتكِ، ثم تأمين حوافها وإغلاق أدراجها كي لا يخاطر الطفل بدس إصبعه فيها، وارسمي شعلات الموقد، وأزرار التحكم على ورق كرتون، ولونيها، وألصقيها على سطح وحدة الأدراج، لتكون موقدا جديدا، ثم ضعي بعض الأطباق، والملاعق، والسكاكين البلاستيكية في الأدراج.

ضعي في اعتباركِ استبعاد القطع الصغيرة والخيوط، كي لا يختنق الطفل إذا ابتلعها، أو أي قطعة تتضمن مواد سامة قد يذوقها بلسانه.

خصصي مكانا للموقد الجديد في ركن آمن في مطبخكِ، لتتمكني من تطوير لغة طفلكِ من خلال وصف ما يفعله، وطرح الأسئلة عليه، ودعيه يتولى زمام القيادة، ويعين لكِ دورا في مطبخه، فيساعد ذلك طفلكِ على فهم التنظيم، وما تتطلبه القيادة، ويساعدكِ على استغلال وقت انشغاله، لإنجاز وجبة الغداء.

اختاري وصفة بسيطة يسهل على طفلك تنفيذها، ولا تتطلب كثيرا من التحضير (بيكسلز)

أشركيه في مهامكِ بعد ۵ سنوات

قد يخيفكِ دخول طفلكِ المطبخ في سن ۵ سنوات، أو ما قبل دخول المدرسة، فالصغير لم يعد معجبًا بمطبخه التخيلي، ويريد إنجاز شيء حقيقي بيده، وقد صار طويلًا بما يكفي لرؤية أسطح الطبخ والحوض والموقد، ومتحكمًا بأعصاب يديه، ليشعل ويطفئ الموقد، سواء في وجودكِ أو غيابكِ.

يحذركِ تقرير على موقع شركة “كيدز كندر” (kidscandor) المتخصصة في الحلول التعليمية لتنمية الطفولة المبكرة، من منع الطفل من دخول المطبخ، أو إظهار قلقكِ عليه، كي لا يكره المطبخ أو يخاف منه، أو يدخله في غيابكِ، واستعدي لوقت اللعب معه بدلًا من ذلك.

يمكن تحقيق ذلك من خلال تجهيز مطبخكِ قبل دعوة طفلكِ إليه، بإبعاد السكاكين والزيت والمنظفات السامة إلى مكان مرتفع، وتقطيع الخضراوات مسبقا، وإعداد الصلصة، وتجهيز وجبة خفيفة يحبها ليتناولها أثناء الطبخ إذا جاع، وأحضري مكونات إضافية مما ستعدانه تحسبا لإهدارها وقت اللعب.

ضعي في اعتباركِ استبعاد القطع الصغيرة والخيوط، كي لا يختنق طفلكِ إذا ابتلعها (بيكسلز)

۵ أفكار لأنشطة في المطبخ

يمكنكِ استغلال رغبة طفلكِ في اللعب في مطبخكِ واعتبار وقتكما سويا نشاطا تعليميا وترفيهيا، ونسرد لكِ هنا مهارات عدة لقضاء وقت مفيد:

  • مهارة القيادة: اختاري وصفة بسيطة يسهل عليه تنفيذها، ولا تتطلب كثيرا من التحضير أو التقطيع أو استخدام الموقد، مثل إعداد بيتزا بعجينة جاهزة، وليس عليه سوى تزيينها بالخضراوات والزيتون والجبن، أو عجن كيك، أو تزيين الكيك بالكريمة والشكولاتة.
  • مهارة التنظيم: أعطِ طفلكِ تعليمات لإعداد الوجبة، لكن دعيه يقود العملية، فاطلبي منه تجميع المكونات من المبرد، وقياس الكميات، ومزجها، وصبها في الوعاء، وتزيينها، ثم تقديمها للأسرة.
  • مهارات التعلم: راجعي مع طفلك أسماء المكونات التي درسها في رياض الأطفال، واسأليه عن ترجمتها باللغة الثانية التي يتعلمها، واختاري كلمات بسيطة، مثل: بيض، ودجاج، ومياه. وناقشي معه مصدر المكونات المزروعة، والمصنعة، والحيوانية. اختبري قدراته الحسابية من خلال تركه يعد أكواب الدقيق، أو قطع البسطرمة التي يضيفها، أو حساب الوقت المتبقي لخبز البسكويت.
  • تنمية الحواس: دعيه يتأمل المكونات كلها، ويلمسها، ويشمها، ويذوقها، ويسمع أصوات الانسكاب والخفق والغليان، فكلما زاد إلمامه بالمكونات الجديدة، زاد استعداده لتذوق الخضراوات والفاكهة في المستقبل، لكن تذكري تنبيهه لضرورة عدم تذوق اللحوم والبيض النيئ، واشرحي له السبب، وأرشديه إلى ضرورة غسل اليدين بعد لمسها مباشرة.
  • مهارة التحكم: ربما يفزعكِ استخدام طفلكِ السكين في المطبخ، لكن التقطيع والخفق يساعدان كفيه على تقوية أعصابهما. لذلك، ابدئي بسكين زبدة، من دون حواف حادة، واطلبي منه تقطيع موزة أو كيك رطب.
  • مهارة الملاحظة: حاولي ارتكاب خطأ في الحساب وانتظري منه التصحيح، أو اسأليه عما إذا كان سيضيف البيضة سليمة أم سيكسرها أولا، أو ابحثي عن صورة قريبة للطبق الذي تعدانه، ودعيه يخمن مكوناته، أو يحاكي الشكل النهائي لصورة الطبق.

لا تتعجلي في تعليم طفلكِ استخدام الموقد قبل سن ۱۰ سنوات على الأقل، وقبل ذلك، عليكِ تعليمه كيفية تنظيف المطبخ بعدما أبهر الأسرة بأطباقه اللذيذة، وطالما كانت المهمة ممتعة فلن يمانع أبدًا في مساعدتكِ.

المصدر : الجزیرة