كارثة مستشفى المعمداني.. إبادة جماعية للفلسطينيين: «سلاحنا صمودنا ومقاومتنا»

لم يكن مكانا أو ساحة الحرب، وإنما مستشفى لعلاج وإيواء المواطنين الأبرياء الذين طالتهم يد قوات الاحتلال الإسرائيلي الغادرة في كل مكان، لكنه أصبح عبارة عن مقبرة لمئات الشهداء وآلاف الجرحى، بعد المجزرة التي نفذتها إسرائيل في حق المدنيين الفلسطينيين المختبئين في مستشفى المعمداني وسط قطاع غزة.

آلاف الفلسطينيين لجأوا للمستشفى المعمداني بعد تأكد الصليب الأحمر الفلسطيني من أنه آمن، فنقلوا الأسر إليه هربا من القصف المستمر الذي حول منازلهم إلى ركام، لكن إسرائيل التي تعودت على اختراق القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية قصفته رغم أنه لا وجود لأسلحة ولا لصواريخ، فقط أطفال أبريا ونساء وشيوخ عزل، وفق محمود الزهيري، شاهد عيان على قصف مستشفى المعمداني: «كانوا الناس رايحين يعيشوا في المشفى بسبب القصف المتواصل، يعني إسرائيل عندها علم بإن هناك ناس أبرياء، ومع ذلك قتلتهم بدم بارد».

قصف مستشفى المعمداني

أطفال يلعبون في الساحات الخارجية، ونساء يراقبونهم ويحاولون تحضير بعضا من الطعام لسد رمق أطفالهم، لكن المشهد فجأة تحول من أجواء شبه عائلية إلى صراخ وعويل بعد قيام قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بقصف مستشفى المعمداني، وفق عبود أبو عكشية، أحد شهود العياد، لـ«الوطن»: «ما حد راح يستوعب، أي نتوقع من العدوان أي شيء إلا أنه يقتل الأبرياء والنساء العزل والأطفال الذين لا ذنب لهم، هاي المجزرة حدثت على مراى ومسمع من العالم، اغتالوا الإنسانية».

الإنسانية اغتالتها إسرائيل، تلوثت بدماء الفلسطينين العزل الأبرياء، أبادت النساء والأطفال في قصف عشوائي لم تفرق بين الكبار ولا الصغار، ولا البنايات ولا المستشفيات، وفق حديث إبراهيم زهران لـ«الوطن»: «ما حدث كان إبادة جماعية، وإسرائيل تعلم ما الذي تريد استهدافه، ما بقى همها استهداف المسلحين ولا الحركات والفصائل الفلسطينية، بقى همها إبادة شعب مسلوب الحركة، لكنه حتما سنتصر».

ما يزيد عن ۵۰۰ شهيد، هم حصيلة القصف الوحشي الذي طال مستشفى المعمداني، وعدد جرحى لا حصر له في الوقت الحالي، وفق الدكتور محمد أبو سليمة، مدير مجمع الشفاء الطبي لوكالة «الرأي الفلسطينية»: «ما نقدر نحصر أعداد الشهداء والمصابين حتى الآن، الوضع كارثي، نحن أمام كارثة إنسانية وجريمة وحشية ارتكبتها إسرائيل في حق أهالينا بفلسطين، الجثث عبارة عن أشلاء والمئات منها صعب التعرف عليها».

خياران كلاهما صعب «النصر أو الشهادة»، يواجههما الفلسطينيون، منذ بدء الحرب على غزة قبل أيام، أذ يؤمنون بقضيتهم العادلة، كما يحملون أكفانهم على أيديهم كلما خرجوا او بقوا في منازلهم، وفي النهاية يتحمل الفلسطيني الصامد تلك المشاهد المآساوية، وفق عياش البر، أحد أبناء غزة لـ«الوطن»: «ما راح نستسلم، ما راح نمشي ونترك أرضنا، نقاوم حتى الرمق الأخير، سلاحنا صمودنا ومقاومتنا، وليس أمامنا سوى النصر أو الشهادة من أجل وطننا».

۳ آلاف شهيد وأكثر من ۱۰ آلاف مصاب جراء العدوان على غزة

نحو ۳ آلاف شهيد وأكثر من ۱۰ آلاف مصاب، حصيلة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب الأعنف خلال الأيام الماضية، وكأن إسرائيل تتعطش للدم، وفق وزارة الصحة الفلسطينية في بياناتها الرسمية المتتالية، لكن مجزرة مستشفى المعمداني، ستظل الأشرس في تاريخ فلسطين.

المصدر : الوطن