اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
ولتجنب أي تبعات تربوية سلبية، ينصح الخبراء الآباء بضرورة التعرف على سمات الأطفال الحساسين، وفهم طريقة تفكيرهم، لتسهيل عملية التواصل معهم.
أخصائية العلاج والتحليل النفسي والسلوكي للأطفال والمراهقين لمياء جابر، تقدم خلال حديثها لـ”الجزيرة نت”، بعض النصائح للأبوين حول كيفية التعامل مع الطفل الحساس بذكاء، مشيرة إلى ضرورة تعليم الطفل كيفية تجاوز هذه الاضطرابات بنفسه:
من جانبها، قالت الدكتورة غادزيا غاغيلوفيتش لموقع “بيرنتس”، إن ۲۰% من الأطفال الذين يولدون بجهاز عصبي واعٍ للغاية، وسريع الاستجابة، وقادر على الرد على كل متغير من حوله، وهذا ما يجعله سريع الفهم والإدراك لأي متغير طفيف يجري في بيئته المحيطة.
وتابعت، “هذا النوع من الأطفال يشكل تحديا للآباء، لكن يساعدهم فعليا في فهم كيفية ارتباط بعضهم ببعض”.
وشددت غاغيلوفيتش على أن الطفل الحساس يمتلك قدرة أعلى على التركيز والإنصات، ويتمتع بذاكرة قوية ونشيطة، يتمتع بالسلام ولا يحب المشاكل.
أما الطبيبة النفسية الكندية لورا غيرينبيرغ، فتعدد مجموعة من الإيجابيات لكون الطفل حساسا، فهو عبارة عن مزيج من عدة صفات منها التعاطف، والإبداع، والوعي.
وبحسب الطبيبة، فإن الطفل الحساس يفضّل العمل الفردي، “لهذا كثيرًا ما تراه يميل إلى الفن بكل أنواعه، فقد نراه تارة يرسم لوحة في الطبيعة، ويكون مستمتعًا بذلك العمل لأبعد الحدود، وتارةً أخرى نجده يعزف على آلة موسيقية ويذهب بخياله الواسع إلى عالمه، وقد يقوم بتأليف كلماته الخاصّة به”.
كما يميل لأي نوع من الفنون التي تظهر مدى رقّته وحساسيته. فهو يرسم الطبيعة والورود والماء لأنها طبيعة لا تتغير، وقد يعزف مقطوعة قديمة ثابتة لم يتغيّر عليها شيء، فهنا يجد ثبات شخصيته في تلك الجوانب.
وتؤكد غيرينبيرغ على ضرورة تشجيع الطفل الحساس على تعلم مهاراتٍ جديدة “لكن بالتدريج وبرفقٍ شديد، فبدءًا من تعلم ركوب الدراجة وحتى السباحة أو الرياضات المختلفة، فهو سيتقبل الأمر إذا تم بالتدريج، وهذا سيقلّل من عصبيته ومشاعره المتدفّقة التي تكون عبارةً عن طاقةٍ زائدة ترغب في الخروج، لذا المهارات والرياضات المتنوعة ضرورية، لكن يجب أن تنبع الرغبة في ممارستها من داخله وليس بإجباره على تعلمها”.
يتطلب التعامل مع الطفل الحساس الكثير من الصبر والتفهم، وتوفير بيئة آمنة. ويعد تعليم مهارات الذكاء العاطفي للطفل الحساس خطوة أساسية لتشجيعه على التعبير عن الذات مع عواطفه بطريقة صحية.
تقول أخصائية التنمية الإبداعية مورين هيلي، إن الآباء غالبا ما يشعرون بالإحباط من التعامل مع أطفالهم الحساسين أو الشعور بالخجل في المواقف الاجتماعية، “لكن عليك أن تنظر لجوهر الأمر، وتفرح لرؤية طفلك يتمتع بشخصية مميزة”.
وتعتبر الحساسية عاملا مشتركا لدى الكثير من المبدعين والمبتكرين وللأطفال الموهوبين في مختلف الأشياء، كما أن أعظم المفكرين مثل: كارل يونغ، وجوزيف كامبل، وأبراهام لنكولن، كانوا يعانون من الحساسية المفرطة في طفولتهم.
وبحسب هيلي، فإن قبول طفلك الحساس واحتضانه أمر مهم للغاية، “فالكثير من الآباء يرغبون في عرض أولادهم على الأطباء لمعالجتهم، ذلك لعدم قدرتهم على تقبل الأمر والتماشي معه، لكن على الآباء تقبل الأمر كميزة للطفل، وعلى أنه جزء من تجربة حياتية للوالدين والطفل يجب خوضها”.
المصدر : الجزيرة