“مأساة داخل مأساة”.. تحديات متزايدة لذوي الإعاقة في غزة عند العودة الى مناطقهم المدمرة 

یواجه ذوي/ات الإعاقة في قطاع غزة تحديات كبيرة في حياتهم اليومية نتيجة الوضع الإنساني المتدهور، وقد ازدادت هذه المعاناة خلال فترة الحرب التي دامت لاكثر من عام.

و في ظل وقف إطلاق النار، تظل هناك صعوبات كبيرة تتعلق بحرية الحركة والتنقل، خاصة بين جنوب القطاع وشماله، حيث تتفاقم الأوضاع بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية وغياب الدعم الكافي.

وقالت الصحفية رولا ابو هاشم خلال حديثها لنساء إف إم إن الحرب دمرت الطرق واثرت عليها بشكل كبير وخاصة الطرق الرئيسية التي تربط بين جنوب القطاع وشماله وهذا يجعل التنقل أكثر صعوبة لذوي وذوات الإعاقة، خاصة أولئك الذين يعتمدون على الكراسي المتحركة أو الأجهزة المساعدة.

واضافت ان قطاع غزة يعاني من  نقص حاد في وسائل النقل المجهزة لتلبية احتياجات ذوي الإعاقة، ومع تدمير العديد من المركبات والبنية التحتية للنقل، تصبح الخيارات محدودة للغاية. كما أن ارتفاع تكاليف النقل بسبب نقص الوقود يجعل الأمر أكثر تعقيداً.

ووصفت صعوبة التنقل خاصة على النساء وعند وصولهم للشمال لا يجدون سوى الركام. 

وحذر خبراء أمميون مستقلون من أن الفلسطينيين ذوي الإعاقة يواجهون مخاطر حماية لا تطاق، بما في ذلك الموت والإصابات التي لا مفر منها، وسط هجمات عشوائية من قبل القوات الإسرائيلية التي دمرت البنية التحتية الحيوية، وقضت على إمكانية المساعدة الإنسانية.

وفي بيان أصدروه ، قال الخبراء المستقلون: “إن مأساة داخل مأساة تحدث في غزة، حيث تركت حملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية الأشخاص ذوي الإعاقة بلا حماية تماما. يُقتل ويُصاب الأشخاص ذوو الإعاقة بهجمات عشوائية على الرغم من عدم تشكيلهم أي تهديد أمني، مما يجسد الهجوم المتعمد على المدنيين من قبل إسرائيل”.

ولاحظ الخبراء أن أوامر الإخلاء المتعددة تجاهلت تماما الأشخاص ذوي الإعاقة الذين غالبا ما يواجهون صعوبات بالغة في اتباع التعليمات أو فهمها.

وأضافوا: “لقد كانوا في وضع مستحيل إما أن يتركوا منازلهم والأجهزة المساعدة التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة أو يبقوا بدون عائلاتهم ومقدمي الرعاية ويتعرضون لخطر متزايد من القتل. أثناء محاولات الإخلاء، تتعرض النساء والفتيات ذوات الإعاقة بشكل خاص لمخاطر متزايدة وصدمات نفسية أخرى”.

تحديات وحواجز إضافية

وحذر الخبراء الحقوقيون من أن الحواجز المادية والمعلوماتية وحواجز التواصل تجعل من المستحيل تقريبا على الأشخاص ذوي الإعاقة الوصول إلى المساعدات الإنسانية النادرة للغاية المتاحة، حيث تواجه النساء والفتيات ذوات الإعاقة تحديات مركبة تزيد من عزلتهن.

وشددوا على أنه مع انهيار النظام الصحي في غزة وعدم توفر الإمدادات الطبية، رفضت السلطات الإسرائيلية إنشاء نظام للإجلاء الطبي ولم تسمح بدعم منقذ للحياة، حتى يتمكن الآلاف من الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الأطفال، من الحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها بشدة.

ونبهوا إلى أن الفلسطينيين ذوي الإعاقة، بما في ذلك الأطفال والنساء والفتيات وكبار السن، يواجهون أذى نفسيا شديدا وصدمات نفسية، وأن الأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية والنفسية الاجتماعية هم أيضا في مواقف هشة للغاية.

تأثير بعيد المدى

وقال الخبراء المستقلون إن العديد من الفلسطينيين المصابين البالغ عددهم حوالي ۱۰۰ ألف في غزة “سوف يصابون بإعاقات طويلة الأمد” تتطلب إعادة التأهيل والأجهزة المساعدة والدعم النفسي والاجتماعي وغيرها من الخدمات التي يُفتقَر إليها بشدة.

وحذروا من أن “التأثير يمتد إلى ما هو أبعد من الإصابات الجسدية، مع صدمات عاطفية ونفسية خطيرة وتأثيرات أوسع على النسيج الاجتماعي واحتياجات الأسر والمجتمعات، وخاصة التأثير على النساء اللواتي غالبا ما يتحملن عبء الرعاية”.

المصدر: نساء‌ FM