موائد رمضان بلا طعام.. وهموم جديدة على أكتاف النساء في غزة !

رولا ابو هاشم- مشروع مكانتي- بقلوب مكسورة، ونفوس مثقلة بالوجع والحزن، وأعباء إضافية، استقبلت النساء في قطاع غزة شهر رمضان المبارك لهذا العام، في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ أكثر من 5 أشهر.

فعلى غير عادتهن في إتمام طقوس الاستعداد لاستقبال الشهر الفضيل بتجهيز أشهى المأكولات والأطباق التي ستزين المائدة الرمضانية، وشراء ما يلزم لمطابخهن، يأتي رمضان هذا العام دون توفر أدنى مقومات الحياة، وغياب المواد الغذائية والتموينية الخاصة برمضان.

يبدو الأمر جليًا في خيام النازحين المقامة في المنطقة الغربية لمحافظة رفح جنوب القطاع، حيث مئات الخيام تمتد فوق الرمال، تضم عشرات العائلات الذين نزحوا من منازلهم قسرًا بفعل الحرب وتحت كثافة النيران.

في كل خيمة قصة وغصة لعائلات تستقبل رمضان بظروف صعبة وقاسية، وصلنا إلى هناك في محاولة للاقتراب شيئًا ما من هموم النساء، وهناك التقينا مع المواطنة أم محمد التي قالت وهي تتأمل سقف الخيمة الذي يسرب هواءً باردًا في كل ليلة على أطفالها، ويبث حرارة في ساعات النهار: “تعودنا كل سنة في ليلة رمضان نتجمع أنا وخواتي في بيت أهلي، اليوم أفتقد لمة العيلة، ودفا البيت، وزينة رمضان!”

وأضافت بنبرة تملؤها الحسرة “العيلة أصبحت مشتتة وموزعة في مناطق مختلفة، هربنا من الموت في غزة منذ بداية الحرب، والآن لا نستطيع حتى التواصل مع بعضنا، فأنا لم أتمكن أن أطمئن على أهلي وأهنئهم بقدوم الشهر الفضيل!”

وتابعت بالقول “لم نكن نتخيل أن يأتي علينا شهر رمضان ونحن على ذات الحال، وننام في خيمة!”

وفي خيمة مجاورة سمعنا بكاء طفل رضيع فاستأذنا والدته في الحديث معها، فبدأت حديثها بالقول “ولدت ابني في الحرب وتحت القصف، وحين خرجت من المستشفى جئت إلى الخيمة، والآن أصبح عمره شهرين!!” مضيفة أنها لم تستطع أن توفر لنفسها غذاءً جيدًا في فترة ما بعد الولادة بسبب عدم توفر جميع الخضروات في الأسواق، وما هو متوفر منها يباع بأسعار مرتفعة جدًا ولا تستطيع شراءها بسبب الوضع المادي لأسرتها.

وتتابع “لا أعرف كيف سنصوم شهر رمضان ونحن لا نملك ما نضعه على مائدة السحور والفطور وأنا مرضعة وأحتاج إلى طعام مفيد يقويني ويسند جسدي” موضحة أن ما هو متوفر في خيمتها بعض المعلبات فقط!

۶۰ ألف امرأة حامل تعاني من مضاعفات الحمل والولادة

يشار إلى أن قرابة ۶۰ ألف امرأة حامل في القطاع تعاني من مضاعفات الحمل والولادة التي يصعب علاجها بسبب نقص الرعاية الطبية، وسوء التغذية والجفاف، إذ يواجهن فقرًا غذائيًا حادًا، فإن العديد من أطفالهن تتم ولادتهم ناقصي الوزن ويعانون مشاكل صحية.

كما تعاني الأمهات اللواتي يُرضعن أطفالهن نقص إنتاج الحليب نتيجة لسوء التغذية، ومن الصعب توفير الحليب الصناعي لأطفالهن وارتفاع أسعارها إلى حد لا يمكن شراؤه، ما يدفع الأمهات إلى اللجوء إلى بدائل غير كافية أو حتى غير آمنة لإرضاع أطفالهن. 

وفي مدينة غزة ومحافظات الشمال تزداد قتامة الصورة وصعوبة المشهد وقساوة الحياة في ظل حرب التجويع التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الذين بقوا صامدين في منازلهم رغم الخطر الشديد المحيط بهم.

موائد رمضان بدون طعام  !

بصوت متعب وصل حديث المواطنة أم أحمد من مدينة غزة عبر مكالمة هاتفية سيئة الجودة وهي تقول “تجولت في السوق عدة مرات على أمل أن أعود بأي شيء أصنعه لأطفالي على مائدة إفطار رمضان ولكن محاولاتي باءت بالفشل!”

وفي رسالة لها ناشدت جميع دول العالم بالضغط على الاحتلال من أجل وقف الحرب ووقف الإبادة التي يتعرضون لها في شمال غزة قائلة “إذا لم نمت بالقصف سنموت جوعًا، هل يعقل أن نصوم ونفطر على الماء أيها العالم!!”

ويذكر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قتلت ۹۰۰۰ سيدة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، فيما أصيب أكثر من ۲۰ ألف سيدة تسببت بإعاقات حركية لقرابة ۱۰۰۰ امرأة منهم ستلازمهم مدى الحياة، فيما لا يزال قرابة ۲۰۰۰ سيدة من أصل ۸۰۰۰ مفقودين تحت ركام منازلهم التي تحولت لمقابر جماعية بعد أن تم تدميرها فوق رؤوس سكانها.

رولا أبو هاشم- انتجت هذه المادة ضمن مشروع مكانتي بالتعاون مع صندوق الاستثمار الفلسطيني 

المصدر: نساء FM