اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تطرّق أحد علماء النفس ومستشاري الأسرة إلى الجوانب الخفية لـ «الحِمل النفسي» لدى النساء وآثاره الوخيمة على الصحة النفسية وكيان الأسرة، مؤكداً أنّ فقدان الفردية في العلاقات الأسرية وتحميل النساء مسؤوليات إضافية قد يؤدي إلى الإنهاك النفسي واضطراب الدورة السليمة للأسرة.
قال عبد الله هاشمي، عالم النفس ومستشار الأسرة، مشيراً إلى هيكل دورة الأسرة: إنّ الأسرة تتكوّن من الأب والأم والأبناء في أعمار مختلفة ولكلّ منهم مسؤولياته وقيوده والتزاماته الخاصة وللحفاظ على حيوية هذه الدورة، ينبغي لكل عضو أن يتحمّل مسؤولياته بما يتناسب مع سنّه ودوره.
وأضاف: على الأب أن يؤدي دوراً فاعلاً في الجوانب الاقتصادية والعاطفية والتربوية وأن يشارك بمسؤولية في الحفاظ على كيان الأسرة.
وفي إشارته إلى مفهوم «الحِمل النفسي» للنساء داخل الأسرة، أوضح أن النساء في بعض الأحيان، بسبب فقدان الفردية في العلاقة الزوجية، يتحمّلن مسؤوليات إضافية ويتنازلن عن حقوقهن وملذاتهن. وهذا الوضع قد يقود إلى مشاكل نفسية، خاصة عندما لا تشعر المرأة بالرضا أو البهجة بعد أداء مهامها.
وبيّن هاشمي الفرق بين تحمّل المسؤولية الصحية والحِمل النفسي غير الصحي قائلاً: في الدورة التواصلية السليمة، يؤدّي القيام بالمسؤوليات إلى شعور بالرضا والأمل. أمّا في الظروف غير السليمة، فيُجبر الفرد على تحمّل مسؤوليات الآخرين رغم عدم رغبته، مما يولّد شعوراً بالضعف والتوعّك.
وانتقد بعض الأنماط الأسرية قائلاً: في بعض العائلات، تعمل الأم من الصباح حتى المساء في الحقول، ثم تنشغل ليلاً بتربية الأبناء، بينما لا يتحمّل الأب أي مسؤولية وقد يكون حتى مدمناً. وهذه الحالة تمثّل عبئاً نفسياً شديداً على المرأة.
وأضاف مستشار الأسرة: الثقافة، الانتماء العِرقي والتنشئة الأسرية من العوامل التي تدفع النساء إلى تحمّل العبء العاطفي والنفسي. كما أنّ مصطلحات مثل «المرأة الصالحة» أو «الأم المثالية» تلعب دوراً مهماً في هذا المسار.
وشدّد هاشمي على ضرورة تعليم النساء قائلاً: إنّ المجتمع الحيوي بحاجة إلى نساء واعيات ومتعلّمات، وللأسف فإنّ نظامنا التربوي والثقافي قد أغفل التعليم اللازم في هذا المجال.
وسرد هاشمي علامات الحِمل النفسي قائلاً: عدم الرضا، فقدان الإحساس بالبهجة، فقدان الفردية، الشعور بالذنب، النزعة العدوانية، كلّها مؤشرات إنذار. وعندما تبدأ المرأة بالتفكير واتخاذ القرارات نيابة عن الآخرين بدلاً من التعاون، فعليها أن تدرك أنّها تجاوزت حدود تحمّل المسؤولية.
وأضاف مستشار الأسرة: إنّ النمو الشخصي يحتاج إلى خوض الألم. وكثير من الناس لا ينمون بسبب خوفهم من الألم، مما يجعلهم عرضة للجفاء. وعلى النساء أن يتقبّلن الألم كجزء من نموّهن وأن يتعلّمن كيفية مواجهته.
وحول دور الأم في تربية الأبناء، قال هاشمي: يجب على الأم منذ طفولة أبنائها أن تكون قدوة مناسبة وأن تحترم فرديتها وألا تسعى لأن تكون «الأم الكاملة» بل أن تكتفي بكونها «الأم الكافية»
وأوصى قائلاً: إنّ النصيحة المباشرة للنساء بتفويض المسؤوليات لا تكفي. بل يجب عبر التعليم والإرشاد والاستعانة بخبراء الصحة النفسية، مساعدة النساء على التخلّص من الحِمل النفسي وأول خطوة هي تقبّل الواقع والسعي للتغيير.
وعن سبل استعادة الطاقة النفسية لدى النساء، أوضح أنّه بحسب شدّة الحالة، يمكن عبر التشخيص، والتعليم وعند الحاجة، اللجوء إلى طبيب نفسي أو أخصائي علم نفس، مساعدة المرأة على استعادة توازنها النفسي.
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء المرأة الإيرانية