نساء ضد الإبادة: أبرز المشاركات في أسطول الصمود

كانت حرب الإبادة الجماعية في غزة بوصلة النساء، فعكفن على المشاركة في أسطول الصمود الذي يهدف إلى كسر الحصار عن غزة، متوجهًا إليها. فكان تضامنهن مشاركةً وتنظيمًا وقيادةً، وتجسيدًا فعليًا للمقاومة، ولفعل التضامن الذي يتجاوز كل الأجندات السياسية والانتماءات الجغرافية، ممسكًا بشعار الإنسانية والعدالة. أسطول الصمود لم يكن مجرد قافلة بحرية لنقل المساعدات، بل كان تحركًا رمزيًا وشعبيًا عالميًا، شارك فيه العشرات من الشخصيات السياسية، والناشطين الحقوقيين، والفنانين، والأكاديميين من أكثر من 40 دولة حول العالم.

لم تكن النساء في أسطول الصمود مجرد مشاركات فحسب، بل كنّ أيضًا ممسكات بزمام الأمور التنظيمية والتوجيهية. ومن أبرز المشاركات في الأسطول: ماريانا مورتاغوا نائبة برتغالية وقيادية يسارية بارزة، اتخذت من الحصانة البرلمانية درعًا لحماية الأسطول. وغريتا ثونبرغ الناشطة السويدية العالمية في مجال المناخ، وآدا كولاو العمدة السابقة لمدينة برشلونة، وهيفاء المنصوري الناشطة التونسية وعضوة لجنة التوجيه، وخالدية أبو بكرية مؤسسة “حركة نساء فلسطين الكرامة” عام ۲۰۱۷ في إسبانيا، وهي حركة نسائية تعمل على تعزيز صوت المرأة الفلسطينية في النضال من أجل التحرير والعودة.

ماريانا مورتاغوا

ماريانا مرغواتا.jpg

ماريانا هي نائبة برتغالية معروفة، تتخذ من القضايا الإنسانية وجهة لها، وترى أن أسطول الصمود سينجح في تحقيق أهدافه بفضل تنوع المشاركين، بعد حيازته دعمًا سياسيًا عالميًا. وعبّرت مورتاغوا عن عدم قبولها موقف الحكومات الأوروبية المتخاذل تجاه قضية غزة، واستنكرت الطريقة المتبعة للاعتراض على أفعال الحكومة الإسرائيلية.

عندما تقتل إسرائيل أشخاصًا فلسطينيين خارج القانون، فهي لا تقتل الأطفال فقط، بل تقتل القانون الدولي، والقانون الإنساني، وأمن الشعوب، والإنسانية.. ولذلك، يُنقذنا الشعب الفلسطيني بمقاومته…

وقد صرّحت قبل مغادرتها برشلونة نحو أسطول الصمود: “عندما تقتل إسرائيل أشخاصًا فلسطينيين خارج القانون، فهي لا تقتل الأطفال فقط، بل تقتل القانون الدولي، والقانون الإنساني، وأمن الشعوب، والإنسانية.. ولذلك، يُنقذنا الشعب الفلسطيني بمقاومته”. وقالت أيضًا: “نحن قوة تضامن، نحن أقوى من أي حكومة أو جيش، وإن كسر الحصار عن غزة واجب إنساني وأخلاقي، وغزة هي بوصلة أخلاقية لعصرنا”. وتصرّ البرلمانية التي تتمتع بحصانة دبلوماسية على الوصول إلى غزة، متجاهلة الطائرات المسيّرة التي تتعقبهم في عرض البحر.

غريتا ثونبرغ

غريتال تونبرغ.jpg

غريتا هي ناشطة مناخ سويدية، ترى في فلسطين قضية أخلاقية، وتؤكد أن من يصمت عما يحدث في غزة فهو شريك في حرب الإبادة الجماعية. قبل توجهها إلى السفينة المنطلقة نحو غزة قالت في مؤتمر صحفي: “هنا القصة تحكي كيف يُحرم الناس من أبسط مقومات الحياة في غزة، والجميع مطالب بأن يفعل شيئًا من أجل غزة”.

وتصرّ ثونبرغ على وجوب اتباع كل الوسائل المتاحة للوصول إلى غزة، مؤكدة أنه في حال اعترضت “إسرائيل” الأسطول، فالخطة البديلة هي العودة والإبحار مجددًا نحو غزة. وعلى حد قولها: “هذه مهمة شريفة وإنسانية”. وتؤكد الناشطة ثونبرغ أن “إسرائيل” تتعمد تدمير الشعب الفلسطيني، معربة عن استنكارها تقاعس العالم عن فعل أي شيء تجاه الإبادة في غزة. وتضيف: “غزة مثال واضح على الإبادة الجماعية والقمع والتطهير العرقي”. وخلال رسالة مشفرة للبرلمانية ماريانا مورتاغوا على منصة TikTok، قالت ثونبرغ: “الاستسلام ليس خيارًا لدينا، لقد وعدنا الفلسطينيين أننا سنواصل النضال لأجلهم ولكسر الحصار”. 

آدا كولاو

ادا كولاي.jpg

آدا هي رئيسة بلدية برشلونة السابقة، ومن أشد المتضامنين مع القضية الفلسطينية، تقول: “إن الخطر أكبر إذا لم نفعل شيئًا تجاه قضية غزة، والمشاركة السلمية حق مشروع يمكن أن يضغط على الحكومات لاتخاذ إجراءات حقيقية”. وأكدت كولاو أن تحرك المنظمات الدولية دفع مؤسسات متخاذلة لم تتخذ خطوات لرفض الإبادة الجماعية، إلى اتخاذ موقف ضد “إسرائيل” التي تقتل الأطفال وتنتهك القانون الدولي. وأضافت: “غزة ليست وحدها، وسنواصل المسير لكسر الحصار”.

هيفاء المنصوري

هيفاء المنصوري.jpg

ناشطة تونسية بارزة في المجتمع المدني، وعضو في لجنة التوجيه ضمن أسطول الصمود العالمي. وهي من أبرز المؤسسين لمنصة تنسيق العمل المشترك من أجل فلسطين. وقد أعلنت هيفاء أن هدف المبادرات على شاكلة أسطول الصمود هو فتح ممر إنساني لغزة، وكسر الحصار، وإيقاف الإبادة الجماعية بحق الغزيين. وقالت قبل انطلاق السفينة نحو وجهتها: “إنه موعد إنساني كبير، وكل مبادرة مهما كانت صغيرة تُحدث فرقًا في دعم غزة”.

خالدية أبو بكرية
هي ناشطة من أصول فلسطينية تقيم في إسبانيا. قالت فور مشاركتها في أسطول الصمود: “هذه رحلتي إلى فلسطين، أعود إليها مع أسطول الحرية، لكسر الحصار عن غزة، وفضح جرائم المحتل أمام العالم”. أسست خالدية حركة “نساء فلسطين الكرامة” عام ۲۰۱۷ في إسبانيا، وهي حركة تعمل على تعزيز صوت المرأة الفلسطينية. ولها دور بارز في حركات المقاطعة. وتقول: “يجب أن نتحمل مسؤوليتنا في الشتات تجاه شعبنا، فنحن مصيرنا واحد، وهذا الأسطول الذي سيكسر الحصار عن غزة هو صرخة في وجه الإبادة الجماعية والقمع.

 بنفسج