نساء في مهن الرجال: سائقة مترو ومايسترو وراعية أغنام وبحارة.. وقناصة أيضًا!

تولت المرأة التونسية عن جدارة جلَّ الوظائف والمهن، فنسبة الطبيبات والقاضيات والمحاميات والمدرسات والصيدلانيات والصحافيات تكاد توازي نسبة الرجال، بينما تفوقها في بعض المهن، لكن اللافت أن نساء كثيرات اقتحمن مجالات عمل كانت حكرًا على الرجال بل هي في الأصل مهن رجالية إما بحثًا عن لقمة العيش وإما تحديًا وإثباتًا للذات.

ولعل أبرز تلك التجارب تجربة أم هديل التي تعد أول نجارة فلسطينية في قطاع غزة.

منْ يزُر تونس العاصمة فسيشاهد لا محالة عربات المترو بلونها الأخضر الجميل تشق عباب الساحات والطرقات، وقد نجحت آمال الجلاصي بوشرارة في أن تكون أول امرأة تونسية وعربية وأفريقية (باستثناء جنوب أفريقيا) تتولى قيادة المترو، وقد تحملت هذه المسؤولية بثقة في النفس وكفاءة، وقد تم قبولها في هذه المهنة بعد أن اجتازت بنجاح كل الاختبارات الكتابية والتطبيقية، ولأن أغلب سائقي المترو هم من الرجال فإن دخولها هذه المهنة قد أثار في البداية الفضول والاستغراب وحتى الدهشة لدى عامة الناس، خاصة الركاب، لكن مع مرور الوقت اطمأن إليها الركاب وأصبحت المسألة عادية، فالتونسيون عمومًا يهزهم الفضول دائمًا في البدايات ثم كل شيء -مهما كان- يصبح لديهم عاديًا بمرور الزمن.

من أجل لقمة العيش: ويوجد في تونس أكثر من ۶۰ مليون شجرة زيتون، وهي ضمن الدول الثلاث الأولى في العالم في تصدير زيت الزيتون، كما أن جني ثمار تلك الملايين من أشجار الزيتون ليس أمرًا يسيرًا، خاصة أن موسم جني المحصول محدود الزمن، وتتم العملية بشكل يدوي لا دخل للآلة فيها إطلاقًا.

ويعد جني الزيتون عملاً رجاليًا لما يتطلبه من قوة جسدية وعناء، لكن خلال الأعوام الأخيرة وأمام عزوف الكثير من الذكور عن هذا العمل اقتحمت المرأة الريفية بقوة هذا المجال، بل إن من يقوم بجني المحصول في بعض الحقول نساء فقط.

تقول مسعودة التي تعمل كل عام قرابة أربعة أشهر (مدة موسم الجني): حقيقةً.. إنه عمل متعب، ثم إن صاحب الضيعة يدفع لنا أجرة أقل مما يدفع للرجال، كما أن وقت العمل أطول، وتضيف: أعمل لأني بحاجة إلى إطعام أبنائي، وأنا لم أختر هذا العمل الذي كان حكرًا على الرجال، وإنما عملت فيه طلبًا للرزق.

أما هنية، وهي امرأة شابة، فتقول: لم أفكر إن كان عملي هو عمل رجالي أم نسائي، إنها فرصة لي لكسب رزقي ومساعدة أسرتي برغم إحساسي بأن أجري لا يوازي جهدي وعنائي، لكني سعيدة فقط؛ لأني أعمل في وقت عمت فيه البطالة.

خبيرة رعي: مبروكة شارفت على الخمسين من العمر أمضت أكثره ترعى الأغنام، وهي تعمل وتقيم في ريف مدينة «طبرية»، وهي أم لستة أولاد من الذكور وبنتين اثنتين، وبرغم أنها تتقن عملية الجز التي غالبًا ما تقوم بها في فصل الصيف، وهي بحكم التجربة أصبحت خبيرة في صناعة الأجبان من لبن الأغنام، وتعلمت كل ما له صلة بعملها كراعية «محترفة» لقطيع هو ليس ملكًا لها، بل إنها تقوم بذلك مقابل أجر.

المصدر : وکالة أخبار المرأة