من تحت الركام إلى الأمل: قصة شاعرة حوّلت المعاناة إلى كلمات مضيئة

العودة إلى الذاكرة وسط أنقاض الحرب

بعد سلسلة من الهدن الهشة، عاد بعض سكان غزة إلى بيوتهم المدمّرة، يبحثون بين الركام عن بقايا ذكرياتهم. وبين هؤلاء، تقف آلاء القطراوي، تستعيد لحظاتٍ من حياتها السابقة حين كانت تزرع في أطفالها دروس الحبّ والحياة.

تقول آلاء بصوتٍ يملؤه الحنين: «كل لحظة تمرّ تذكرني بأطفالي الأربعة، الذين قضوا في حصارٍ خانقٍ وقصفٍ لا يرحم. غيابهم ثقبٌ لا يُملأ في قلبي، وأنا لست وحدي؛ فهناك عشرات آلاف الأمهات اللواتي يحملن هذا الوجع ذاته».

قصة ألمٍ لا تُنسى

تروي آلاء تفاصيل معاناتها قائلةً:

«أنجبتُ ثلاثة مراتٍ بعمليات قيصرية، وكان الطبيب ماهرًا لدرجة أن الجرح كان يبدو كأنه أثر تجميلي بسيط. لكن اليوم، هذا الخطّ الرفيع أصبح يذكرني كل لحظة بأطفالي الأربعة – توأميّ كنعان وأوركيدا، وابنتي كرمل – الذين ما زالوا منذ ثلاثة أشهر تحت ركام بيتنا بعد قصفه من قوات الاحتلال».

ولادة جديدة من رحم الحزن

ورغم الألم، ترفض آلاء الاستسلام. فغزة – كما تقول – «مدينة تُولد من رمادها كل يوم».

وفي محاولة لتخليد ذكرى توأميها الشهيدين، كتبت آلاء كتابين جديدين:

«أوركیدة»، وهو نص شعري مسرحي يحمل رمزية الجمال والحياة وسط الدمار.

«كنعان یحدثني»، وهو عمل نثري يمزج الخيال بالأمومة، تسرد فيه حواراتها المتخيلة مع طفلها كنعان.

وتعمل دار فكر في بيروت على نشر «أوركیدة»، فيما تتولى المؤسسة العربیة بطبعتيها في بيروت وعمّان إصدار «كنعان یحدثني». تقول آلاء: «صدور الكتابين في الوقت نفسه يشبه لقاءً روحانيًا بين توأميّ في العالم الآخر».

الشعر سلاح ضدّ الخوف

سبق للشاعرة أن أصدرت ديوانها «فراشتي التي لا تموت»، الذي جسّدت فيه مشاهد الحياة اليومية تحت القصف والخوف.

تقول في إحدى مقاطعها:

«اليوم هو اليوم ۵۸۷ من الحرب على غزة. انتهت الحرب، لكن أثرها لا ينتهي. كلما ضاق صدري، كتبت… وفي اللحظة التي ختمت فيها آخر كلمة، دوّى انفجار قريب. الشعر لا يوقف الرصاص، لكنه يذكّر العالم بأن في هذه الأرض حقًا للحياة، وللحب، وللأمل، وللنصر.»

كلمات مفتاحية: غزة، آلاء القطراوي، أدب المقاومة، نساء فلسطين، الشهداء الأطفال، الاحتلال الإسرائيلي، الأمل الفلسطيني، الشعر المقاوم.

تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء تسنیم