اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
العالمة الأردنية أمينة أبو حمدة حققت إنجازا أردنيا بفوز مشروعها “الذهب الأخضر” بوصفه واحدا من أفضل ۱۰ مشاريع ريادية على مستوى العالم، لتنافس على الجائزة العالمية للريادة الخضراء في برشلونة عام ۲۰۱۸، وهو المشروع الذي أهلها بعد ذلك للمشاركة في مؤتمر رواد الفضاء التناظري العالمي التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) من خلال بحث يتعلق بـ”مشروع مستدام لإنتاج طعام رواد الفضاء على المريخ”.
تكمن أهمية المشروع، وفق حديث أمينة للجزيرة نت، في تمكين رواد الفضاء من إنتاج طعامهم الصحي والمتوازن في أي مستعمرة فضائية من دون الحاجة إلى الكثير من الإمدادات من كوكب الأرض، مما يجعل طموح إعمار الفضاء أمرا ممكنا، ويمكن تحقيقه في المستقبل القريب.
وبيّنت أمينة أن معظم الدول المتقدمة والكثير من عمالقة القطاع الخاص في العالم يتنافسون عبر استثمار تريليونات الدولارات لإعمار الفضاء وتأسيس السياحة الفضائية، التي تعتمد على إنشاء مستعمرات مؤهلة للعيش في الفضاء لفترات طويلة.
ومن أهم التحديات التي تواجههم هو قدرتهم على إنتاج الطعام في الفضاء بشكل مستمر ومستدام ومتوازن بيئيًّا وصحيا، إذ إنه من غير الممكن توفير الطعام الذي نعرفه على أرضنا، ويستحيل تربية الحيوانات اللاحمة في المستقبل لأن بيئة الفضاء مختلفة تماما عن الأرض.
وعن التحديات الصحية التي تواجه رواد الفضاء -حيث تمتد رحلاتهم لفترات طويلة- تشير إلى أن من بينها المشاكل المتعلقة بضعف حاسة التذوق بسبب انعدام الجاذبية، وارتفاع السوائل في الجيوب الأنفية، مما جعل رواد الفضاء في السابق يطلبون المزيد من الفلفل الحار حتى يتذوقوا طعامهم، إضافة إلى تحدياتٍ في الجهاز الهضمي، إذ إن الغازات تسبب لهم مشاكل عديدة، وقد تكون قاتلة في بعض الأحيان من خلال الضغط على القلب، ويواجهون أيضا تحديات جمة في مسألة امتصاص الطعام.
ونتيجة لهذه الأسباب وغيرها، ركزت العالمة الأردنية في بحثها على ما يسمى بالأكل الوظيفي الذي يساعد على حل المشاكل الصحية لرواد الفضاء، موضحةً أن فكرتها ذهبت باتجاه العمل على إنشاء خط إنتاج الطعام على سطح المريخ بحيث يكون المشروع مستداما بصفر نفايات حتى يتناسب مع الظروف في الفضاء.
وأوضحت أن الورقة البحثية التي قدمتها في مؤتمر رواد الفضاء التناظري التابع لوكالة الناسا، أثبتت من خلالها أن رواد الفضاء لا يمكنهم أكل الطعام نفسه الموجود على الأرض، وبالتالي يجب أن يكون الطعام مختلفا كمًّا ونوعا.
وقد خلصت إلى أن الحل الأمثل يكمن في أن يكون الطعام عبارة عن عصير من خلاصة الأعشاب الميكروغرين الذي يمكّن رواد الفضاء من الحصول على الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة اللازمة لأجسامهم، والذي من خلاله سوف يحصلون على البروتين الحيواني من الحلزون والفطر.
وأردفت “كما هو معلوم فإنه لا يمكننا تربية الحيوانات مثل الأبقار والأغنام والدواجن في الفضاء، فكان لا بد من البحث عن بديل يمكن تربيته في الفضاء، وقد توصلت من خلال بحثي المستمر إلى أنه يمكن تربية الحلزون والفطر في الفضاء بطريقة سهلة وآمنة وضمن مساحات صغيرة، إذ إن الحلزون يستطيع التأقلم والعيش في الفضاء من دون جاذبية”.
ولتوضيح فكرة مشروعها الريادي، قالت إنه عبارة عن تصميم وحدات إنتاج الطعام ذات كفاءة عالية يمكن الاستفادة منها خلال الرحلة الفضائية، حيث يتم إنتاج غذاء عضوي سائل وهلامي وصلب من دون مواد حافظة وخالٍ من الغلوتين، وهو من الأعشاب العضوية المستخرجة من نظام الزراعة المائية، مما يساعد على تعويض نقص الفيتامينات والمعادن في جسم الإنسان مثل نقص الحديد و”بي ۱۲″ والكالسيوم وغيرها، وبهذا سوف يحصل رائد الفضاء على كل ما يحتاجه جسمه بشكل آمن وصحي له وللبيئة المحيطة به.
ووقع اختيار أمينة أبو حمدة على الحلزون الأفريقي الذي يمكن تربيته في الفضاء، إذ إنه يمتاز بنوع بروتين صحي وممتاز، وبذلك يحصل رائد الفضاء على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها جسمه لتقليل الفضلات التي تخرج من جسم رواد الفضاء كونهم لا يستطيعون الاستحمام لفترات طويلة.
وتواصل الريادية الأردنية حاليا رحلة بحثها العالمية من خلال مشاركتها في مسابقة عالمية في الولايات المتحدة الأميركية، قدمت من خلالها ورقة بحثية عن مشروع مستدام لعمل وحدات إنتاج الطعام على سطح كوكب المريخ، وتأهلت من خلالها للمرحلة الثانية المتقدمة من المسابقة.
وحصلت العالمة أمينة أبو حمدة على جائزة أول رائدة أعمال خضراء أردنية بمشروعها المميز “الذهب الأخضر”، كونه يغطي ثلاثة قطاعات رئيسية، وهي الصحة والبيئة والزراعة، حيث قادها الشغف وحب العلوم للتفكير خارج الصندوق والعثور على فرص جديدة.
المصدر : الجزيرة