اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تشعر بعض الأمهات بالملل من طفلها الصغير بعد مدة وجيزة من ولادته لكثرة التفاصيل اليومية الدقيقة وتكرارها، إضافة إلى عدم اهتمامها بصحتها من حيث الغذاء أو الدواء، إلى جانب إهمالها استقطاع وقت لراحتها.
عمان- تشعر بعض الأمهات بالملل من طفلها الصغير بعد مدة وجيزة من ولادته لكثرة التفاصيل اليومية الدقيقة وتكرارها، إضافة إلى عدم اهتمامها بصحتها من حيث الغذاء أو الدواء، إلى جانب إهمالها استقطاع وقت لراحتها.
فهل هذا الملل طبيعي أو مقبول؟ حول ذلك حاورت الجزيرة نت اختصاصيين وأمهات خضن التجربة.
ضريبة أن تصبحي أما
“أحب طفلي كثيرا، ولكن شعرت بالملل كثيرا حين قدومه”. بهذه الكلمات عبرت الثلاثينية أروى عن شعورها “المتخبط” حسب وصفها، حين وقفت عاجزة أمام متطلبات صغيرها وبكائه طوال الوقت.
وتقول أروى إن عدم تفهمي مسؤوليات الأم وضريبة أن أصبح أما ولّد لدي عدم الإحساس بالرضى الداخلي، فأنا لا أعي حقيقة التعامل مع الطفل، فليس هناك دليل موحد للأطفال، فكل طفل له خصائصه، وهذا ما أخبرتني به الاستشارية الأسرية التي قمت بمراجعتها، بعد أشهر من إنجاب صغيري.
أما سهير (۲۷ عاما) فتقول “بعد إنجاب طفلي زيد شعرت بالإحباط والإجهاد، وتحديدا عندما لم أجد من يدعمني نفسيا ومعنويا، لأتمكن من تجديد طاقتي، فأصبحت كالهاتف المنتهي شحنه”.
وتضيف “وقفت مع نفسي متسائلة: هل أنا بمفردي أشعر بالملل؟ وهل سينتقل هذا الشعور لصغيري؟ وبدأت القراءة وتصفح المواقع الطبية، وبعد المطالعة أدركت أن الصغير يشعر ويحس بما تحس به أمه، ويرتبط سلوكه ومزاجه بمزاج والدته، وعليه يكثر من البكاء أو الضجر، لذا بدأت البحث عن أنشطة تعزز الفرح في نفسي”.
وتتفق معها عهود (۳۲ عاما)، التي أدركت من تجربة الأمومة ضرورة أن تسعد الأم نفسها أولا لتتمكن من إسعاد طفلها، وذلك بتنظيم وقتها وفقا لاحتياجاتها، وعدم الاستسلام، بل التمتع بالنعمة التي لديها، والحرص على تلبية احتياج الصغير والوقوف على أسباب تذمره، لتستمتع بتربيته، ولا تشعر بالملل منه.
هل من المقبول الشعور بالملل من طفلك؟
تستمتع الأم بمشاهدة طفلها الصغير وهو يكبر ويتطور أمام عينها، لكن في بعض الأحيان تشعر بالضيق والملل من طفلها الصغير، وتتساءل: “هل أنا بمفردي؟ هل أنا أم سيئة؟” وفق ما نشره موقع “ستاي آت هوم مام” (stayathomemum).
ويوضح الموقع أنه ربما اعتادت الأم على الحياة الاجتماعية السابقة أو الحياة المهنية قبل الحمل والولادة، ورغم أنها سعيدة بتوسيع عائلتها، فمن الطبيعي أن تشعر بالإحباط عندما يتعلق الأمر بفعل الشيء نفسه إلى حد كبير كل يوم.
هذه المهام يمكن أن تربك الأم، ويمكن أن تكون مصدرا لإزعاجها. فعلى سبيل المثال، تواجه الأم احتمالية أن تكون وحيدة في البيت من دون معرفة كيفية قضاء يومها، لأنها تحت رحمة التعب أمام الصغير الذي ليست لديها فكرة عما يحتاج إليه؛ فهي تقدم كل وسائل الراحة التي يمكنها القيام بها من دون فائدة؛ ويمكن أن ينشأ القلق والاكتئاب من مثل هذه الأشياء.
خطوات لتخطي الملل
أما كيفية تخطي الأم هذه المشاعر، فيعتمد ذلك على مدى ثقتها بنفسها، ويمكنها القيام ببعض الخطوات التي يقترحها الموقع، مثل:
مغادرة المنزل ولقاء الصديقات، والتحدث عن التسوق مع الأمهات اللواتي في وضع مماثل. أما إذا كانت مغادرة المنزل أمرا صعبا فيمكن للأم طلب المساعدة من والدتها أو الأقارب بالقدوم إلى المنزل لمراقبة الطفل والعناية به، وحينها تتمكن الأم من القيام ببعض الأنشطة الخاصة بها، مثل تقليم الأظافر أو تجميل الوجه.
هذه الخطوات البسيطة تجعل الأم تشعر بوجودها من جديد، وعليها ألا تشعر بالإحباط إذا كان تنفيذ الأمر صعبا للغاية؛ فالأمومة عمل شاق للغاية.
ملل مؤقت أو مستمر؟
وحول تجربة الأمومة وشعور أمهات بالملل، يعلق استشاري الطب النفسي الدكتور أشرف الصالحي بأن الأمومة تجربة فريدة من نوعها، وانتقال من مرحلة لمرحلة.
ويبين أنه إذا كان الملل بعد الولادة لمدة يومين، أو ۳ أو أسبوعا؛ فهذا ملل “مؤقت وطبيعي” ويمضي. أما إذا كان الملل بشكل أكبر ويؤدي إلى تأثر العلاقة بين الأم وابنها، فممكن أن تكون هذه إشارات لاكتئاب ما بعد الولادة، ويحتاج الاهتمام بالموضوع وسؤال الاختصاصيين.
المرأة بعد زواجها تجد نفسها أمام مسؤولية طفل، وبهذا تخسر شعورها بالحرية لاختيار برامجها اليومية، وكذلك تغير مظهرها الخارجي بسبب تغيرات الحمل، كما تخسر شعورها بأنوثتها؛ فبعض النساء تعتقدن أن مظهرهن كأنثى أصبح أقل من السابق، وأحيانا إذا كانت امرأة عاملة تعتقد أن الولادة وقدوم الطفل الجديد سيسلبها عملها.
ويشرح الصالحي “هذا كله ينتج عنه شعور بالتخبط وعدم وضوح المرحلة الحالية التي تمر بها، وشعور بالملل”.
غياب دعم الزوج
ويقول الصالحي إن المشكلة تزداد إذا كان الزوج ليس داعما أو غير موجود، ليساعد في تربية وتنشئة الطفل؛ فالمهمة تصبح أصعب هنا، وأعراض الملل تبدو واضحة على الأم.
لماذا يحدث ذلك؟
يعلل الصالحي بقوله “لأنها فترة انتقالية، وتصاحبها تغيرات هرمونية، وهو تغير جذري في كافة النواحي في حياتها، فإنه يمكن أن نسمي هذا الملل نوعا من أنواع التكيف السلبي مع الحياة الجديدة، إذ تتغير عادات المرأة بشكل كامل”.
ويضيف أن هناك عاملا آخر في التربية وإدارة الطفل؛ “فنحن لدينا افتراض بأن كل شخص منا يستطيع أن يربي، رغم أن التربية عملية علمية مثلها مثل أي منهاج آخر في الحياة، كالرياضة، والطب، والفلك، والهندسة، وتتطلب علما ودراسة وقراءة، فإذا كانت المرأة غير مهيأة ولا تعلم ماذا ستواجه، وكيف تتعامل مع المستجدات، سيكون لديها قليل من التخبط والملل”.
وينصح الأمهات بأنه يجب التحضير لكل مرحلة في مراحل الحياة بالقراءة والثقافة وسؤال الخبراء، وهذا كله متاح عبر الإنترنت؛ فالمواد العلمية في متناول أيدي الجميع، وعن طريق البحث بالهاتف نحصل على المعلومة.
وكذلك سؤال أصحاب الخبرة مثل: أم الزوجة أو أم الزوج، وأخذ الأمور ببساطة، ولا تجبر الأم نفسها أو تكلف نفسها فوق طاقتها، فلا بأس بأن تشعر في البداية بالضياع والملل والحيرة.
الأم غير المستعدة تتخبط
هل الملل الذي تشعر به المرأة نتيجة قدوم المولود أو لديها عوامل قبل الزواج أو قبل إنجاب الطفل يجب الوقوف عليها؟ توضح مدربة المهارات الحياتية جين سلايطة بقولها “هناك أمهات لديهن ضغوط نفسية أو مخاوف، تنتقل كما هي لمرحلة ما بعد الزواج أو إنجاب الطفل، وبالتالي عندما يأتي الطفل الجديد يزداد الأمر سوءا وتشعر الأم بالملل والعجز”.
وتبين المدربة جين سلايطة “الحقيقة أن الطفل مسؤولية كبيرة، وحتى تتمكن الأم من القيام بها عليها تطوير نفسها، ويتم ذلك عبر جلسات التشافي للأم، سواء قبل أو بعد مجيء الطفل”.
نصائح للأمهات الجديدات
وتقدم المدربة سلايطة نصائح للأم التي تنتظر طفلها أو التي أنجبت:
تجهيز الأم جسديا ونفسيا وعقليا لاستقبال الطفل.
العمل على إنجاح العلاقة الزوجية ينعكس على تربية الأطفال.
العمل على التشافي من الأفكار والمشاعر السلبية التي تحملها الأم منذ الطفولة وهي غير واعية.
خطوات لتمكين الأم الجديدة
تستطيع الأم التي أنجبت طفلها وهي غير مستعدة فكريا ونفسيا لاستقباله أن تبدأ من اللحظة بتمكين نفسها والعمل على حب الذات واحترامها وتقديرها ورفع الاستحقاق عندها، عن طريق الكتب والدورات والمختصين، واللجوء للتغيير، بحسب سلايطة من خلال الطرق التالية:
ممارسة التأمل.
ممارسة تمارين التنفس والاسترخاء.
النوم الكافي.
الطعام المتوازن وشرب الماء.
ممارسة الرياضة.
اتباع الطرق الصحيحة للتعامل مع المشاعر السلبية.
التخلي عن الأفكار السلبية.
أن تكون حنونة مع نفسها وترفع تقديرها للذات.
أن تطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء. أن تطلب الاستشارة من ذوي الاختصاص.