اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
هذا الأسبوع، احتفلت القرية بتخريج الفوج الأول من طلابها بعد انقطاع عامين عن الدراسة بسبب الحرب، في حفل مؤثر جمع دموع الفرح بزغاريد الأمهات وأصوات الموسيقى، ليؤكد أن غزة، رغم الحصار، ما زالت قادرة على صناعة الأمل.
مؤسسة بحجم قلب
قرية الوفاء ليست مجرد جمعية اجتماعية، بل نموذج متكامل للرعاية، يجمع بين التعليم، الدعم النفسي، الأنشطة الثقافية والفنية. الأطفال هناك يتعلمون، يرسمون، يرقصون الدبكة، يغنون، ويبدعون مشغولات بأيديهم الصغيرة، ليعيدوا بناء ذواتهم ويقاوموا الصدمة بالفرح.
وقد حققت القرية إنجازًا نوعيًا مؤخرًا بحصولها على اعتماد رسمي من وزارة التربية والتعليم، لتصبح أول مؤسسة من نوعها في غزة تمنح شهادات علمية معترف بها. خطوةٌ وُصفت بأنها “اختراق في زمن الحرب”، جاءت بفضل إصرار وفاء وفريقها على أن التعليم هو السبيل لكسر دائرة الحزن والحرمان.
في كلمتها خلال الحفل، قالت الدكتورة وفاء:”نحن لا نوفر سقفًا للأطفال فقط، بل نعيد لهم هويتهم التي حاولت الحرب طمسها. كل طفل هنا له قصة وحلم ومساحة ليعبّر عن نفسه”.
أما نائب مدير القرية، الدكتور منير رضوان، فأكد أن هؤلاء الأطفال “أيتام الحرب، لكنهم أبطال المستقبل”، مشددًا على أن التجربة برهان حي على قوة الإرادة الفلسطينية.
السيدة مها عمر، وهي أم لأطفال في القرية، تحدثت عن تجربتها قائلة: “القرية أصبحت امتدادًا لبيتي. التعليم أثّر بشكل كبير على سلوكيات أولادي. لم أنسَ يومًا حين لم أستطع شراء ملابس العيد، وفوجئت برسالة من القرية تفيد باستلام كسوة العيد. كانت لحظة كقطعة من الجنة.”
تحديات لا تُهزم
منذ اندلاع الحرب الأخيرة، واجهت القرية أزمات حادة: نقص التمويل، انقطاع الكهرباء والمياه، صعوبة الوصول إلى الموارد. ومع ذلك، لم يشعر الأطفال بالنقص، لأنهم وجدوا حبًا ورعاية تتجاوز الإمكانيات. يقول النشطاء الذين حضروا الحفل إن القرية تجسد “نموذجًا لما يجب أن تكون عليه مؤسسات رعاية الأيتام”، فيما وصفتها شخصيات أكاديمية بأنها “منارة للطفولة في غزة”.
وتجربة قرية الوفاء لا تقف عند حدود غزة، بل تحمل رسالة إنسانية للعالم: أن الأطفال يستحقون الحياة والتعليم والحب، وأن بناء الإنسان هو الطريق الحقيقي نحو بناء الوطن والسلام. وكما تقول الدكتورة وفاء: “أنتم لستم أيتامًا… أنتم أبنائي، أنتم مستقبل غزة”.
نساء FM