اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تجلس أم عمار صباح كل يوم في زاوية مأوى مؤقت، بين أكياس القمح والحبوب والسمسم، تُحضّر خلطة “الدقة” التقليدية التي أصبحت اليوم مصدر رزقها الوحيد. لكنها لا تخلط فقط المكونات، بل تمزجها بدموع الأم، وحنين الزوجة، وصبر الفلسطينية التي لم تستسلم.
تقول بصوتٍ حزين وهي تقلب المكونات:“بعد ما استُشهد زوجي وولادي، وانأسروا اثنين من أولادي، ما ضلّ عندي غير بناتي. صرت أنا المعيلة الوحيدة إلهم. لجأت للدقة، لأنها الشيء الوحيد اللي بعرف أعمله بإيدي، والناس بتحبه، وكنت حابة أعيش بكرامتي وأطعم بناتي من تعب إيدي.”
لم تكن الحياة سهلة بعد الحرب. فبيت العائلة دُمّر، وفقدت أم عمار زوجها وأربعة من أبنائها، فيما لا تزال تنتظر خبراً عن أبنائها الأسرى. لكنها رغم كل شيء، وقفت على قدميها، وقررت أن تحوّل الألم إلى حياة.
تبيع أم عمار الدقة في الأسواق أو عبر صفحات التواصل الاجتماعي بمساعدة إحدى بناتها، وتفخر بأنها تقدم منتجاً غزياً أصيلاً يحمل معها عبق الأرض والحنين، ورسالة صمود.
وقصة أم عمار ليست مجرد حكاية عن “دقة” تُباع في الأسواق، بل هي شهادة حية على قدرة نساء غزة على تحويل الألم إلى أمل، والرماد إلى حياة، والنكبات إلى فرص للوقوف من جديد.
المصدر: نساء FM