اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
الحرب كانت دائمًا من أقسى الأحداث في تاريخ البشرية، ومع ذلك، في خضم الدمار، تستمر الحياة. في الأيام الأخيرة، بالتزامن […]
الحرب كانت دائمًا من أقسى الأحداث في تاريخ البشرية، ومع ذلك، في خضم الدمار، تستمر الحياة. في الأيام الأخيرة، بالتزامن مع تصاعد التوترات والهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران، مرت العديد من النساء الإيرانيات بتجربة مؤلمة، ومضطربة، ومختلفة خلال فترة الحمل.
الحمل الذي يجب أن يكون مصحوبًا برعاية متخصصة وبيئة آمنة وهادئة، أصبح الآن مصحوبًا بالقلق، والمخاطر الجسدية والنفسية، والخوف.
زهراء بهروز آذر، نائبة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة والأسرة، قالت إن الأمهات، والنساء الحوامل، والأطفال تعرضوا لإصابات جسدية ونفسية في هذه الهجمات، موضحةً أن بعض الأطفال عانوا من نوبات قلبية ومشاكل صحية نفسية حادة بسبب الضغوط النفسية الشديدة.
الولادة المبكرة؛ خطر يهدد النساء الحوامل
آزاده خزاعي، أخصائية النساء و متخصصة في العقم، أوضحت أن التوتر لدى الأم الحامل قد يزيد من خطر الولادة المبكرة، مشيرةً إلى أن زيادة احتمالية ضعف الجهاز المناعي والأنيميا لدى الأم، وانخفاض وزن الجنين عند الولادة، والأرق، وكوابيس الليل، وخفقان القلب، وضيق التنفس، والتعرق، والقلق بشأن مستقبل الطفل والخوف من الإجهاض أو الولادة في وضع غير آمن، هي من بين الآثار الأخرى للتوتر لدى الأمهات الحوامل في ظروف الحرب.
وأضافت أن مزيج الدخان والغبار والمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة في الهواء يمكن أن يؤثر على الجهاز التنفسي والمناعي للأم والجنين.
وأشارت خزاعي إلى أن الحروب مصحوبة بالحرائق واستهلاك الوقود الملوث والانفجارات، موضحةً أن مزيج الغبار والمواد الكيميائية والمعادن الثقيلة والدخان في الهواء يمكن أن يؤثر على الجهاز المناعي والجهاز التنفسي للأم والجنين، وأن هذه الملوثات قد تتسبب في تشوهات خلقية ونمو غير كاف للأعضاء الحيوية والإجهاض، خاصةً في الأشهر الأولى من الحمل.
وأكدت أن الحمل بحد ذاته فترة مصحوبة بتقلبات هرمونية وحساسية نفسية، فإذا صاحب هذه الفترة ظروف مثل القصف والهجرة القسرية والحرب وانعدام الأمن العام، فإن الضغط النفسي يزداد بشكل تصاعدي، وبالتالي تحتاج النساء الحوامل في حرب إيران وإسرائيل إلى دعم نفسي ورعاية عاطفية أكثر من أي وقت مضى.
الأخبار السلبية عامل لإفراز هرمون التوتر
وأكدت أخصائية النساء أنه وفقًا للبحوث، فإن القلق المزمن أثناء الحمل قد يؤدي إلى اضطراب في نمو دماغ الجنين وزيادة احتمالية الإصابة بأمراض نفسية لدى الطفل.
وفي الظروف الحرجة، يزداد عدد الأخبار السلبية بشكل كبير، لذلك فإن الاستماع إلى تصريحات الخبراء العسكريين ومتابعة القنوات التحذيرية ومشاهدة صور الدمار يتسبب في إفراز هرمون الكورتيزول في جسم الأم الحامل ويهدد صحتها الجسدية والنفسية.
ورأت أن حذف القنوات التحذيرية ومتابعة المصادر الرسمية والموثوقة بدلاً من الشائعات وعدم التحدث باستمرار عن الحرب بحضور الأم الحامل من بين الحلول الأخرى لتقليل التوتر في ظروف الحرب.
تمرين تقليل التوتر بالتنفس ۴-۷-۸
وأوضحت أخصائية النساء أن التأمل والتنفس العميق واليوغا من بين أكثر الطرق فعالية وبساطة للتعامل مع قلق الحمل في الظروف المضطربة، لأن هذه الطرق تنشط الجهاز العصبي اللاودي وتشعر الشخص بالهدوء والأمان الداخلي.
وأشارت إلى تمرين التنفس ۴-۷-۸ المقترح، قائلةً: استنشاق لمدة أربع ثوانٍ، وحبس النفس لمدة سبع ثوانٍ، وزفير لمدة ثماني ثوانٍ من الفم هو أفضل تمرين لتقليل القلق يجب القيام به ثلاث إلى خمس مرات يوميًا.
وأكدت خزاعي أن المنزل يجب أن يكون بيئة آمنة وقابلة للتنبؤ بها وخالية من التوتر بالنسبة للمرأة الحامل، لذا حتى في المدن التي تشهد تحذيرات أو حالة تأهب، يمكن تحويل مساحة المنزل إلى ملاذ آمن من خلال اتباع بعض النصائح.
وأضافت: من الأفضل إطفاء أخبار التلفزيون أثناء تناول الطعام، والاستماع إلى موسيقى هادئة أو أصوات الطبيعة، وإضاءة شموع معطرة أو استخدام زيت اللافندر، والتحدث إلى الجنين، ولمس البطن، وقراءة كتب الأطفال من بين الحلول الأخرى.
ما هي العلامات التي تشير إلى الخطر لدى الأمهات الحوامل؟
مديرة مجموعة الصحة والشباب في مكتب صحة جامعة بيرجند للعلوم الطبية أشارت إلى ضرورة إعداد حقيبة طوارئ خاصة للأم الحامل والمرضعة في أوقات الأزمات والحرب، قائلةً: في الظروف الحرجة، قد تضطرين إلى مغادرة المنزل فجأة أو يصعب الوصول إلى المراكز الطبية، لذلك فإن وجود حقيبة جاهزة متاحة دائمًا أمر حيوي.
نرجس مصطفوي ذكرت أن النزيف أو التبقيع الشديد، الألم الشديد في البطن أو الظهر، انخفاض حركة الجنين، التورم المفاجئ في اليدين والوجه، الصداع الشديد، عدم وضوح الرؤية أو التشنجات، الحمى أو القشعريرة، وحركات الجنين المفرطة أو غير الطبيعية، الألم عند التبول أو احتباس البول، هي من بين هذه العلامات الطارئة.
وذكرت أنه إذا كانت هناك امرأة حامل في جوارك، فاحتفظ برقم هاتفها أو رقم هاتف عائلتها لمساعدتها في حالات الطوارئ.
وأكدت مديرة مجموعة الصحة والشباب في مكتب صحة جامعة بيرجند للعلوم الطبية على ضرورة تعيين “رفيق أم” في العائلة، قائلةً: في أوقات الأزمات، قد يتسبب الصدمة والقلق في عدم تمكن الأم أو العائلة من التصرف بشكل صحيح، لذلك من الضروري اختيار شخص معين من العائلة أو الجار كـ “رفيق أم” مسبقًا.
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء الجموریة الاسلامیة