اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وتتمحور الألعاب والمجسمات، واللوحات التي تقوم عويص بإنتاجها حول الأنشطة التعليمية والتفاعلية الخاصة بالأطفال في مراحل دراستهم الأولى، والتي تُساعدهم على توسيع مداركهم ومعرفتهم بالحروف والأرقام، والحَركات والتشكيل، والمبادئ التعليمية، والعادات الصحيحة.
وتتخذ عويص من مهنة تصنيع الأدوات التعريفية، والتعليمية وسيلة أساسية للتكسب والرزق، لتوفير المتطلبات اللازمة لأسرتها، وسداد إيجار المنزل، في ظل انعدام فُرص العمل في قطاع غزة المُحاصر إسرائيليا منذ سبعة عشر عاما، وتأثُر مختلف النواحي الحياتية.
ولصناعة مُنتجاتها، تُخصص غرفة داخل منزلها، كورشة صغيرة تضُج بألواح الفوم، واللوحات الورقية مختلفة الأحجام والألوان، وتحديدًا الألوان الزاهية، إلى جانب أقلام الرصاص والفحم، والأقلام الملونة، والمساطِر، والإكسسوارات التجميلية والتكميلية، ومُختلف الأدوات المُستعملة في انتاج المشغولات اليدوية، كالمقصات، والأشرطة اللاصِقة، وأشرطة السيتان الملونة، ومُسدس السيليكون، والمشارِط.
وتتلخص فكرة اللوحة التي تُنتجها عويص بتثبيت سهم أسفل اللوحة المصنوعة من الفوم، تُحيط به دائرة من ستة ألوان، وإلى جانبها ستة مربعات تحمل ذات الألوان، حيث يقوم الطفل بتحريك السهم، ليستقر على لون، فيتم اختيار السؤال الموجه له من المُربع الذي يُطابِق اللون الذي استقر عليه السهم.
وتتنوع أفكار المُجسمات التي تصنعها عويص، إذ تضم لوحة “استراتيجية الأبواب المغلقة”، وهي عبارة عن لوحة تضُم ستة أبواب، يتميز كل منها بلون مُختلف، وإلى جانب اللوحة يوجد صندوق مربع، يضُم ست وجهات، كل وجهة بلون مختلف، ويقوم الطفل بإلقاء المُربع، ثم يستقر على لون، ويتم توجيه السؤال للطفل بناء على تطابق لون وجهة الصندوق مع أي من الأبواب المغلقة بواسطة شريط لاصق، إذ يتم فتحه وتوجيه السؤال للطفل المُشارِك.
وتصنع كذلك لوحات التطابقات بين الكلمات والحروف والألوان، والألعاب التربوية والتعزيزية، والأشكال المُمغنطة، والتي يتم لصقها على الألواح المدرسية التي تدعم خاصية لصق المغناطيس، فيما تستهدف اللوحات التعليمية والتفاعلية الخاصة بطلبة رياض الأطفال، والمرحلة الابتدائية، والإعدادية والثانوية، كما يتم عمل بعض مشاريع التخرج الخاصة بالطالبات الجامعيات، لعرضها ضمن النشاط اليومي.
وتقول الريادية ابتسام عويص (۳۷ عاما)، تعيل أسرة مكونة من أربعة أفراد، إنها بدأت مشروعها بالصُدفة عام ۲۰۱۶، حين طلبت مُدرسة طفلتها في المرحلة الابتدائية نشاط فَصلي، فاستغلت هوايتها في المشغولات اليدوية وصناعة “لوحة جيوب” تضم بطاقات تفاعلية.
وتوضح لـ “العربي الجديد” أن اللوحة حازت إعجاب المُدرسة التي طلبت منها صِناعة لوحات تفاعلية وتعليمية أخرى بمُقابل مادي، “قمت بصناعة العديد من اللوحات للمدرسة، ولوحات أخرى لعرضها على المدارس والمراكِز التعليمية، ومن ثم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقد لاقت رواجًا، خاصة وأنها تُباع بثمن يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة في قطاع غزة”.
وبدأت عويص بتطوير أدواتها، ولوحاتها والتي تدور بمُجملها في فلك الأنشطة التفاعلية، حيث انطلقت لصناعة المجسمات المُتعلقة بالاستراتيجيات الخاصة بالتعلم التفاعلي عن طريق اللعِب، وترتكز على اللوحات المصنوعة من الفوم، والجلاتين الحَراري، وتتزين بأشكال الطيور والحيوانات، والأرقام، والحروف، ومُختلف الأشكال الطفولية، التي تُساعد على إيصال المعلومات للطلبة بطريقة سلسة.
وتبدأ عويص بتطبيق النماذِج واللوحات، بعد إتمام المرحلة الأولى، والمتعلقة بقص وتحديد ماهية اللوحة، وشكلها، وتصميمها، مع مراعاة التنسيق بين الألوان المُتناغمة مع الفكرة الأساسية، ومن ثم طباعة الأشكال الخارجية، وكسوها بالجلاتين الحراري، وصولًا إلى مرحلة التزيين النهائي، والتي تُساهم بجذب أنظار الأطفال، وتزيد من تفاعلهم.
ويضم المشروع كذلك مجموعة من اللوحات التحفيزية، والتربوية الخاصة بالأطفال، والتي يتم تزيين الفصول الدراسية بها، مثل عبارات “أرفع يدي عندما أريد الكلام”، و”أجِلس بهدوء داخل الفصل”، و”الإنصات الجيد للمعلمة”، و”أحترِم آراء الآخرين”، و”أرتِب أغراضي عند انتهاء الحصة”، و”أحافِظ على نظافة الفصل”.
وكغيرها من المشاريع الريادية داخل قطاع غزة، تواجه عويص العديد من المُعيقات في عملها، وفي مقدمتها فقدان العديد من المواد الخام الأساسية، وغلاء بعض الأصناف، وأبرزها الشريط المغناطيسي، علاوة على الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي، والذي لا يُمكن الاستعاضة عنه بالبدائل، إذ تتطلب الأجهزة الحرارية الخاصة بالتصنيع قوة كهربائية كبيرة.
المصدر : العربي الجدید