احتفال طالبان بدون حضور النساء

احتفلت حركة طالبان بالذكرى السنوية الرابعة لسيطرتها على أفغانستان، بإقامة حفل مهيب في وسط كابول، والذي رافقه، حسب مصادر محلية، رشّ الورود. هذا الاحتفال، الذي نُظم لإظهار قوة طالبان وترسيخ حكمها، أقيم مع حظر كامل على حضور النساء. لقد حُرمت النساء الأفغانيات، اللاتي واجهن قيودًا شديدة في التعليم والمجتمع والعمل خلال السنوات الأخيرة، مرة أخرى من المشاركة في هذه المناسبة الرسمية.

أقيم حفل رشّ الورود في قلب كابول، كرمز لقوة طالبان، بحضور حشود غفيرة من أنصار الحركة وكبار المسؤولين. غُطيت الشوارع المؤدية إلى مكان الاحتفال بالورود الطازجة، ورُفعت مئات من أعلام طالبان في الأجواء. ومع ذلك، وبناءً على تعليمات سلطات طالبان، لم يُسمح للنساء حتى بالحضور في الشوارع لمشاهدة هذا الحفل، ومُنِعن رسميًا من المشاركة في الاحتفالات.

أدى حظر حضور النساء في هذه الاحتفالات إلى قيام العديد من النساء الأفغانيات وحتى الباكستانيات بتنظيم تجمعات ومسيرات احتجاجية، معربات عن معارضتهن لسياسات طالبان. هتف المحتجون بشعارات ضد القيود التعليمية التي فرضتها طالبان على الفتيات والنساء، وكذلك منع توظيفهن، مطالبين بإنهاء التمييز على أساس الجنس.

وكان أحد الشعارات الشائعة في هذه الاحتجاجات هو “التعليم حقنا والعمل حقنا”، والذي لاقى صدى واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الإقليمية. هذه الاحتجاجات، على الرغم من قمعها الأمني، إلا أنها أظهرت استمرار مقاومة النساء الأفغانيات ضد حكم طالبان.

تحذير زعيم طالبان وأمر الاعتقال الدولي

على هامش هذه الاحتفالات، أصدر زعيم طالبان بيانًا شديد اللهجة، هدد فيه معارضي “النظام الإسلامي” بالعقاب الإلهي، وأكد أنه لن يتم التسامح مع أي معارضة للنظام الإسلامي. هذه التهديدات تزامنت مع تزايد الضغوط الدولية على طالبان.

في خطوة غير مسبوقة، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحق زعيم طالبان بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. يُعد هذا الأمر أحد أهم قضايا جرائم الحرب في أفغانستان، وقد مهد الطريق لزيادة العزلة الدولية لطالبان.

الأزمة الإنسانية في أفغانستان.. تراجع المساعدات العالمية وعواقبها الاقتصادية

تعيش أفغانستان الآن في ظل أزمة إنسانية حرجة؛ حيث يواجه الملايين نقصًا حادًا في الغذاء والدواء والخدمات الصحية. وقد تفاقمت هذه الأزمة بسبب التراجع الكبير في المساعدات المالية والإنسانية من المجتمع الدولي، والذي حدث بسبب المخاوف من أداء طالبان وانتهاكات حقوق الإنسان.

يحذر الخبراء من أن استمرار سياسات طالبان القمعية، لا سيما تجاه النساء، لن يؤدي فقط إلى الحد من مشاركة نصف سكان أفغانستان في الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، بل سيعرض عملية التنمية والاستقرار في البلاد لخطر جسيم.

 تعریب خاص لـجهان بانو من صحيفة الغارديان