ارتفاع معدلات الطلاق بين زوجات جنود الإسرائيليين بعد حرب غزة

وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست"، تواجه عائلات جنود الاحتياط في الجيش الإسرائيلي مشاكل نفسية واقتصادية خطيرة وتفككًا أسريًا بعد حرب غزة.

أدت الأزمات المتزايدة في مجال العلاقات الأسرية والتوظيف والصحة النفسية إلى تأثير كبير على حياة هذه العائلات. تشير نتائج دراسة جديدة إلى أن التداعيات الاجتماعية والنفسية للحرب بين إسرائيل وحماس قد فرضت ضغوطًا غير مسبوقة على هذه العائلات.

الدراسة التي أجرتها “بولي لابز” بالتعاون مع “جمعية زوجات جنود الاحتياط” ومنظمة “جنود في الجبهة الداخلية”، من خلال تحليل البيانات التي تم الحصول عليها من أكثر من ألفين وثلاثمائة زوجة جندي، والمحادثات المتعمقة، ومراجعة المكالمات مع مراكز المساعدة ومراجعة الأدبيات المتخصصة، تقدم صورة مقلقة لوضع هذه العائلات.

وبحسب هذا التقرير، يعاني أكثر من ۴۵% من جنود الاحتياط و۶۸% من زوجاتهم من ضائقة نفسية مستمرة. ومع ذلك، استفاد ۲۵% فقط من الزوجات من الخدمات النفسية. ومن النتائج اللافتة للنظر أن ۲۱% من الأزواج فكروا في الانفصال بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حماس في أكتوبر الماضي، وهو رقم يزيد عشرة أضعاف عن متوسط معدل الطلاق في إسرائيل.

لا تقتصر آثار الحرب على البالغين فقط. لاحظ حوالي ۸۵ إلى ۹۲% من الآباء والأمهات تغييرات سلوكية كبيرة في أطفالهم. وأبلغ أكثر من ۳۰% منهم عن سلوكيات عدوانية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ۰ و۱۱ عامًا، وأبلغ ۷۴% من آباء الأطفال دون سن الخامسة عن اعتماد أطفالهم بشكل أكبر على الوالد الموجود في المنزل. كما تحتاج ما يقرب من نصف العائلات إلى مساعدة فورية لإنجاز المهام اليومية.

تزيد القضايا الاقتصادية أيضًا من الضغط على هذه العائلات. يشعر ۷۰% من جنود الاحتياط بالقلق بشأن فقدان وظائفهم أو الأضرار التي تلحق بها. يعاني ۴۷% منهم من ضغوط مالية يومية وفقد ۴۵% منهم أكثر من نصف دخلهم. كما لم يحصل ۵۸% منهم بعد على أي تعويض من الحكومة.

بالإضافة إلى ذلك، لا تستطيع حوالي ۶۸% من الزوجات الوصول إلى الخدمات التي يحق لهن الحصول عليها قانونًا. كما حذر المفتش العام للحكومة من أن متوسط وقت الانتظار للعلاج النفسي وصل إلى ۶٫۵ أشهر.

تحذر جيلا تولوب، المديرة التنفيذية لمؤسسة ICAR، التي تعمل على تسريع عملية تعافي المتضررين في إسرائيل: “لا يمكننا الاستمرار في اعتبار هذه العائلات مصدرًا لا ينضب. لقد حان الوقت لاستبدال الإجراءات المؤقتة بنهج منظم وشامل”.

كما أكدت ألينا شكولنيكوف، نائبة رئيس الشراكات في بولي لابز، أن الهدف من هذا البحث هو تحديد المجالات التي يمكن للتكنولوجيا أن تحدث فيها فرقًا: “لقد شاركنا هذه النتائج لإظهار مدى عمق الأزمة والتأكيد على الحاجة إلى تغيير هيكلي”.

وبحسب هذا التقرير، ستواجه إسرائيل نقصًا يتراوح بين ۷ و ۱۵ ألف جندي احتياطي في السنوات المقبلة إذا لم يتم تصحيح الاتجاه الحالي. كما ازداد عدد الأسر ذات الدخل المنخفض بنسبة ۲۱%. وأكد الباحثون أن الطريقة الوحيدة لتجاوز هذه الأزمة هي استخدام الحلول التكنولوجية، وتعزيز الخدمات الاجتماعية، وتقديم دعم شامل للأسرة كوحدة كاملة.

تعریب خاص لـجهان بانو من yjc