اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
تروي الفلسطينية المحررة عبير غبن، التي أفرج عنها قبل أيام، تفاصيل صادمة لظروف الاعتقال والاحتجاز والتعذيب وأساليب التحقيق التي اتبعها جيش الاحتلال الإسرائيلي من لحظة الاعتقال حتّى الإفراج.
وتكشف عبير غبن، وهي أم لثلاثة أطفال (ولدان وبنت) أعمارهم ۹ و۷ و۵ سنوات، تعرضها للتفتيش العاري والمتكرر والمؤذي خلال فترة اعتقالها التي دامت ۶۳ يومًا متواصلة. حيث اعتقلت من بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، بعد قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مدرسة الفاخورة التي لجأت إليها برفقة أطفالها الثلاثة وآخرين.
تقول عبير غبن: “عندما بدأت الحرب، كنت في مستشفى كمال عدوان، وبعد انتهاء فترة علاج ابني، لجأت إلى مدرسة الفاخورة، وقصفها الاحتلال علينا فاستشهدت الزوجة الثانية لزوجي وأولادها”، مضيفة: “قررت ترك البلدة وخرجت جريًا برفقة أولادي بعد اقتحام الجيش لها، متوجهين نحو مدينة رفح عبر الممر الذي ادعى الاحتلال أنه آمن”.
وتبين أن الجيش طلب منها عند وصولها إلى الحاجز العسكري، أثناء محاولتها النزوح، التوجه إليه من دون أطفالها، وعندما حاولت إقناع الجنود بعدم القدرة على ترك الأطفال، هددوها بإطلاق النار، وطلبوا من الأطفال الثلاثة مواصلة السير وحدهم.
وبعد أن اتجهت غبن نحو الجيش، سألها الجنود عن اسمها ورقم هويتها، وطلب منها التوجه إلى منطقة خلف أكوام من الرمال، وحين وصلت فوجئت بتجمع للجنود والمجندات.
وأمر الجنود عبير غبن بخلع ملابسها فرفضت تنفيذ ذلك أمام الجنود، فهددوها بالقتل، فاضطرت إلى تنفيذ ذلك، وخضعت للتفتيش.
وتستكمل الحديث: “بعد ارتداء ملابسي من جديد، قام الجنود بوضع القيود في يديّ وقدميّ وعصبوا عيني، ثم قاموا بجرّي إلى أحد المواقع، ونقلنا بواسطة جيب عسكري إلى موقع آخر حيث نمنا فيه ليلة ونحن معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي والأقدام”، موضحة أنها خضعت عدة مرات للتفتيش العاري من قبل الجيش أثناء اعتقالها، إضافة إلى التعذيب والضرب الشديد والشتم بألفاظ نابية وبذيئة.
وتقول: “نقلونا إلى مبنى كبير مليء بالعساكر والجيش وأجبرونا على خلع ملابسنا وقاموا بإيذائي وضربي وشد شعري، وأجبرونا على ارتداء زي السجن الرمادي الخفيف في الأجواء الباردة”، مضيفة: “بعد ذلك، نقلونا في جيب عسكري إلى معتقل عنتوت العسكري بين الخليل والقدس لمدة ۸ أيام، وأجبروني هناك أيضًا على خلع ملابسي وضربت وشتمت وتعرض لمواقف سيئة”.
ويتعمد الجيش ترك المعتقلين والمعتقلات مقيدي الأيدي والأقدام ساعات طويلة، ويقوم بضربهم وتعذيبهم، وفق غبن التي واصلت حديثها: “في البداية، وضعنا في مكان أعتقد أنه خيمة، وبدأوا يستجوبوننا ويطرحون علينا أسئلة مرتبطة بالانتماء لحماس”.
وتضيف: “عرضوا علي صوراً وقالوا هذا زوجك، قلت لهم هذا ليس زوجي، وإنما هناك تشابه أسماء فقط، وبعد قضاء ۸ أيام من التحقيق والتعذيب أحضروا حافلة ونقلوني إلى سجن ديمونا”.
ونقل المعتقلون والمعتقلات إلى السجن بعد انتهاء التحقيق، ومكثوا ۵۴ يومًا، موضحة أن الجيش، قبل إطلاق سراحهم، نقلهم إلى سجن جديد قضوا ليلة كاملة فيه قبل ترحيلهم فجرًا وهم معصوبو الأعين ومكبلو الأيدي والأقدام إلى مكان كانوا يجهلونه.
وتقول غبن: “اجبرني الجنود على التوقيع على ورقة تفيد باستلام أماناتنا، حيث كانت بحوزتي مجوهرات من الذهب بقيمة ۱۲ ألف دينار أردني و۳۰۰۰ دينار أردني نقدًا ومقتنيات شخصية”.
وتؤكد أن الجنود سرقوا كل مقتنياتها ولم يعيدوا إليها شيئًا عدا هويتها الشخصية فقط، ولم يفكوا قيودهم إلا عند وصولهم إلى معبر كرم أبو سالم، حيث كان هناك مندوبون عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذين تسلموا المعتقلين وسلموهم مبلغ ۵۰۰ شيكل.
ولم تشعر الفلسطينية المحررة عبير غبن بفرحة الإفراج حينها لأنها كانت تجهل مصير ومكان أطفالها الثلاثة.
يذكر أن جيش الاحتلال بدأ، في ۲۷ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، عملية برية في قطاع غزة، ومنذ منتصف ديسمبر/كانون الأول ۲۰۲۳، بدأ بالانسحاب تدريجيا من مناطق في محافظة شمال القطاع، لتتبعها في بداية يناير/ كانون الثاني المنصرم انسحابات جزئية من أحياء ومناطق بمحافظة غزة.
وأعاد جيش الاحتلال توغله في بعض المناطق في محافظتي غزة والشمال، منتصف يناير، لتنفيذ عمليات سريعة قبل الانسحاب منها، حيث يغير أماكن التوغل بين الفينة والأخرى فيما يتراجع بعد انتهاء عملياته إلى أماكن تموضعه قرب الأطراف الشرقية والشمالية من محافظة الشمال، والشرقية والغربية من غزة.
المصدر: العربي الجدید