الأمم المتحدة: آخر شرايين الحياة على شفا الانهيار في غزة

استشهد 61 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم الاثنين، بينهم عدد من منتظري المساعدات الإنسانية. وفيما طالبت 25 دولة كيان الاحتلال الإسرائيلي بإنهاء الحرب في غزة فوراً، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن صدمته جراء المعاناة الإنسانية.

قطاع غزة تحول إلى أطلال فالماء مفقود، والغذاء مفقود… والرحمة مفقودة. غزة ليست مجرد جغرافيا تحترق، بل شاهد حي على انهيار الضمير الإنساني.

ومنذ ساعات الصباح الأولى أزهقت نيران الاحتلال أرواح عشرات الفلسطينيين، بعضهم كانوا فقط يحاولون الوصول إلى لقمة عيش أو جرعة ماء حيث باتت مراكز المساعدات أهدافاً لمدافع إسرائيلية لا تفرّق بين مقاتلٍ وجائع.

وفي هذه الجغرافيا المنكوبة، لم تعد المساحة للحياة تتجاوز حدود القصف، فبيانات الأمم المتحدة تُظهر أن ۸۸ بالمئة من قطاع غزة بات إما خاضعاً لأوامر التهجير أو للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، تاركا أكثر من مليوني إنسان محشورين في بقعة ضيّقة لا تتّسع للبقاء ولا للموت.

المأساة في القطاع لم تتوقف هنا، بل امتدت إلى العصب الحيوي للحياة: الماء. حيث أعلنت بلدية غزة توقّف محطة التحلية الرئيسية شمال المدينة، وتحدثت عن دخول أكثر من مليون و۲۰۰ ألف نازح ومواطن في مرحلة شديدة من العطش، وسط انهيار الاستجابة الطارئة.

من داخل هذا الجحيم الإنساني، يرتفع الصوت الدولي. بيان مشترك ل۲۵ دولة، نقلته الحكومة البريطانية، دعا إلى وقف الحرب فوراً، ورفع القيود عن دخول المساعدات الإنسانية، مع تأكيد قاطع على رفض التهجير القسري وأي تغيير ديموغرافي في غزة.

البيان وصف ما يحدث بأنه غير مقبول ومروع، خاصة مع سقوط مئات الضحايا أثناء محاولاتهم الحصول على الطعام.

أما في الميدان، فالمحرقة مستمرة. حيث بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية برية في جنوب دير البلح، في أول توغّل بالمنطقة منذ بداية الحرب. العملية، بحسب مصدر عسكري، مرشّحة للاستمرار لأسابيع، حسب تطورات الساحة السياسية.

هنا في غزة، تُحاصر الحياة من كل الجهات، وتُسرق الطفولة من بين الأيدي.

ومع ذلك، لا يزال الأمل يتنفس بين الركام.. رغم أنف الحرب.

العالم