الأمم المتحدة تحذّر من ارتفاع وفيات أمهات أفغانستان بعد قطع المساعدات الأميركية

حذّر صندوق الأمم المتحدة للسكان، يوم الثلاثاء، من أنّ وقف المساعدات الأميركية في الخارج قد يتسبّب في زيادة وفيات الأمهات في أفغانستان، مع نحو 1200 وفاة إضافية بين الأفغانيات بسبب مضاعفات الحمل والولادة، بحلول عام 2028. ففي اليوم الأوّل من تولّيه رئاسة الولايات المتحدة الأميركية، في ولاية ثانية، جمّد دونالد ترامب المساعدات الأميركية الخارجية لمدّة ثلاثة أشهر ريثما يُعاد النظر فيها بالكامل، خصوصاً لرصد البرامج التي تشجّع التنوّع أو الإجهاض.

يُذكر أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد أعلن، في وقت سابق، أنّ هذا التجميد لن يطاول مصر وإسرائيل والمساعدة الغذائية الطارئة. وفي ظلّ الجدال الذي أثاره القرار والمخاوف التي انتشرت في أوساط العمل الإنساني في الخارج، وُسّع نطاق الإعفاءات ليشمل المساعدة الإنسانية الأساسية.

Afghan women are at risk of increased mortality & morbidity as they lack access to safe & effective healthcare. .@UNFPA in collaboration with @FCDOGovUK is delivering life-saving services to ensure women have unimpeded access to healthcare. https://t.co/W3H9z4vMx6— UNFPA Afghanistan (@UNFPAAfg) February 3, 2025

وبسبب قرار تجميد “كلّ برامج المساعدة الأميركية في الخارج تقريباً”، علّق صندوق الأمم المتحدة للسكان “الخدمات المموّلة من المساعدات الأميركية”، علماً أنّها “تمثّل خشبة خلاص للنساء والفتيات في الأزمات، ولا سيّما في جنوب آسيا”، بحسب ما صرّح المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق الأمم المتحدة للسكان بيو سميث، في مؤتمر صحافي عقده في جنيف.

وقد أقرّ سميث بأنّ “من البديهي القول إنّنا قلقون جداً من جرّاء هذه الخسارة الكبيرة في التمويل”. أضاف: “إذا أخذنا أفغانستان مثالاً، فإنّ تقديراتنا تشير إلى أنّ غياب الدعم الأميركي سيؤدّي، ما بين عام ۲۰۲۵ وعام ۲۰۲۸، إلى ۱۲۰۰ حالة إضافية من وفيات نساء من جرّاء مضاعفات الحمل والولادة، و۱۰۹ آلاف حالة إضافية للحمل غير المرغوب فيه”. وفي أفغانستان، تلقى امرأة واحدة حتفها كلّ ساعتَين من جرّاء مضاعفات مرتبطة بالحمل من الممكن تفاديها، وتُعَدّ وفيات النساء في خلال الحمل أو الولادة أو ما بعد الولادة في هذا البلد من الأعلى على مستوى العالم، بحسب ما يوضح الصندوق الأممي.

وقد أُنشئ صندوق الأمم المتحدة للسكان في عام ۱۹۶۹، وهو يقدّم خدمات صحة جنسية وإنجابية في أكثر من ۱۵۰ بلداً. ويسعى، من ضمن أهدافه، لتفادي حمل المراهقات وتدريب آلاف العاملين في مجال الصحة من أجل ضمان أن تكون ۹۰% على الأقلّ من عمليات التوليد تحت إشراف معاونين مؤهّلين. كذلك يتيح الصندوق النفاذ إلى “وسائل حديثة لمنع الحمل” لنحو ۲۰ مليون امرأة سنوياً، ويناصر جهود إنهاء تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية (ختان الإناث) وزيجات الأطفال.

وبيّن المدير الإقليمي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ في صندوق الأمم المتحدة للسكان أنّ “الولايات المتحدة الأميركية من أكبر الجهات المساهمة في عملنا الإنساني في العالم”، فيما لفت إلى أنّ “ملايين النساء والفتيات في أفغانستان ما زلنَ يواجهنَ نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية”.

تجدر الإشارة إلى أنّ إيلون ماسك، أثرى أثرياء العالم، الذي كلّفه ترامب إجراح إصلاح شامل في مؤسسات الحكومة الفيدرالية، أعلن، أمس الاثنين، أنّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية “يو إس إيد” التي تشرف على المساعدات الأميركية المقدّرة بمليارات الدولارات حول العالم “ستغلق أبوابها”، في خطوة غير مسبوقة وصفها معارضوها بأنّها غير قانونية. وقد أوضح ماسك أنّه يحظى بدعم كامل من الرئيس الأميركي الذي كان قد صرّح بنفسه، أوّل من أمس الأحد، بأنّ الوكالة الأميركية للتنمية الدولية تُدار من قبل “ثلّة مجانين متطرّفين”، قبل أن يعلن وزير الخارجية في وقت لاحق من أمس الاثنين تولّيه رئاسة الوكالة بالإنابة.

المصدر: فرانس برس