الأمهات في غزة… معركة البقاء وسط الحرب والجوع

بين الدمار والخوف، تعيش الأمهات في غزة أقسى فصول المعاناة، حيث لا خيار أمامهن سوى الصمود وسط الموت والجوع. الحرب لم تترك لهن سوى جسد منهك، وعيون مرهقة، وقلب يفيض بالحزن على أطفال رحلوا، وأطفال آخرين يكافحون للبقاء وسط نقص الغذاء والدواء.

في كل زاوية من غزة، هناك أم تبكي بصمت ، تحتضن صورة طفلها الذي رحل دون وداع، أو تحمل بين يديها ثوبًا صغيرًا تركه خلفه.

وفقًا لتقارير حقوقية، فقدت ۱۲,۴۰۲ امرأة أطفالها منذ بداية العدوان، ليصبح الحزن رفيقًا لا يغادر.

“كنت أنتظره ليعود من اللعب، لكنه عاد لي جثة هامدة… لا أعرف كيف سأعيش بعده”، تقول أم سارة ، التي ودعت ابنتها ذات الأربع سنوات بعد قصف منزلها في حي الزيتون.

نقص الغذاء… أطفال يموتون جوعًا
لم يعد الجوع مجرد وجع مؤقت ، بل أصبح موتًا بطيئًا يُطارِد الأطفال في غزة.

– ۷۱,۰۰۰ طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد ، بينما لا تستطيع أمهاتهم العثور على كسرة خبز تسد رمقهم.
– النساء المرضعات يواجهن مأساة مزدوجة ، حيث تجف أجسادهن من الجوع، ويفقد أطفالهن حقهم في الغذاء الطبيعي.
– في كثير من المنازل، أصبح الماء الساخن بديلاً للحليب ، وأصبح الانتظار بديلاً عن الوجبات.

“أضع رضيعي على صدري، لكنه يبكي بلا توقف… جسدي لم يعد ينتج الحليب”، تقول أم أحمد ، وهي تحاول تهدئة طفلها الذي يبكي من الجوع.
 

الرعاية الصحية… حلم بعيد المنال

– ۵۰ ألف امرأة حامل تواجه خطر الولادة في ظروف غير آمنة ، حيث توقفت ۱۰ مستشفيات عن تقديم الخدمات الصحية بسبب القصف.
– ۱۵۵ ألف امرأة تعاني من انعدام الرعاية الطبية ، وسط نقص الدواء والمستلزمات الصحية.
– ۶۹۰ ألف فتاة وامرأة تفتقر إلى الفوط الصحية ، مما يزيد من المخاطر الصحية والمضاعفات.

النساء العاملات… بين الفقدان والمعاناة
وسط هذا المشهد القاتم، تحاول ۱۳,۹۰۱ امرأة إعالة أسرهن بعد فقدان أزواجهن، لكن الأمل يتآكل مع الأجور المتدنية وظروف العمل السيئة، حيث تتقاضى بعض النساء أقل من ۴ دولارات يوميًا في القطاع الزراعي.

الأمهات في غزة لا يبحثن عن حياة مرفهة، ولا ينتظرن معجزات، إنهن فقط يسعين إلى البقاء على قيد الحياة… إلى يوم آخر، إلى فرصة أخرى، إلى مستقبل أقل قسوة.

نساء‌ FM