اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الإنجاز الذي يعكس إصرار نجاح (۴۱ عاما) وقدرتها على تحقيق التفوق العلمي، رغم أنها زوجة وأم لثلاثة أولاد وانقطعت عن الدراسة منذ عام ۲۰۰۰٫
تقول الأم المتفوقة، في حديث للجزيرة نت، إن القصة بدأت بملاحظة زوجها مؤيد طوالبة (أبو الليث) قدرتها على حفظ المعلومات وتقديم الإجابات الصحيحة عن الأسئلة خلال مراجعتها المواد مع ابنها الأكبر العام الماضي لدى استعداده لخوض امتحانات الثانوية العامة، فشجعها على خوض التجربة هذا العام مع ابنها الأوسط.
وتحدث الزوج مؤيد طوالبة (۴۶ عاما) بفخر عن نجاح زوجته، وقال “إنه إنجاز رائع وعظيم مستحق لزوجتي الحبيبة”. وعن دوره المساند لزوجته أضاف “كنت داعما معنويا لها، وأحاول رفع معنوياتها، وأحاول توفير جو دراسي من دون إحباطات، وأحث أولادي على مساعدة أمهم أيضا، والحمد لله أدهشتنا بتفوقها”.
ويعمل أبو الليث بصالون حلاقة للرجال، حيث يحصل على الدخل الوحيد للأسرة التي يطمح كل أفرادها لإكمال دراساتهم الجامعية.
وقال طوالبة إنه تم إبلاغهم بحصول زوجته نجاح على المركز الأول في المملكة قبيل المؤتمر الصحفي لإعلان أسماء أوائل الثانوية، وهي النتيجة التي لم تكن متوقعة حتى من نجاح نفسها، التي أعلنت أنها كانت تتوقع المعدل العالي دون أن يخطر ببالها المركز الأول على الأردن.
وتبيّن نجاح التي تسكن وعائلتها في قرية سحم الكفارات بمحافظة إربد شمالي الأردن، أنها تزوجت عام ۲۰۰۰ في عمر ۱۸ عاما، وكانت وقتها في “التوجيهي” (الثانوية) لكنها لم تستطع التقدم للامتحان، وبعدها انشغلت بالأسرة والأبناء.
وتصف شعورها وقتها بقولها “تقاعست ولم أهتم كثيرا، شعور بسيط بالأسف لأنني وصلت لنهاية المرحلة الثانوية ولم أكمل. لكنني اقتنعت بالاكتفاء بالأسرة والاهتمام بها”.
وتطمح نجاح لأن تكمل وأولادها الدراسة الجامعية، متمنية تحقيق حلمها بدراسة الشريعة والتخصص في الدراسات الإسلامية لاحقا.
وكان ابنها الأول ليث (۱۹ عاما) حصل العام الماضي على معدل ۸۶٫۱% في الفرع العلمي، ويدرس فيزياء طبية وحيوية في جامعة اليرموك.
أما ابنها الأوسط أسامة (۱۸ عاما)، شريكها في الدراسة هذا العام والذي حصل على معدل ۸۷٫۵۵% في الفرع العلمي، فيأمل في متابعة دراسته الجامعية في مجال هندسة الحاسوب.
ويتابع الابن الثالث عبد الحي (۱۲ عاما) دراسته في الصف السادس الابتدائي.
نجحت نجاح في تنظيم يومها واستثماره كأم لطالب في “التوجيهي” وربة أسرة وما يتطلبه ذلك من واجبات منزلية واجتماعية، وتابعت الأم دراستها ضمن فئة “دراسة خاصة”، أي دراسة منزلية، ولم تتلق أي دروس خصوصية، ولم تذهب لمراكز تقوية.
وعن سر التنظيم، تقول نجاح “كنت أقسم الوقت بين الدراسة والمسؤوليات الأخرى، وأعتمد على مدى الإنجاز الذي أخطط له وليس على عدد الساعات، إذ لا يوجد عدد ساعات محدد للدراسة”.
وتؤكد أنها لم تواجه صعوبات في دراسة منهاج الثانوية الحالي بعد انقطاع ۲۳ عاما، لافتة إلى أن الذي ساعدها في ذلك هو “متابعتي لتدريس أبنائي حتى في المراحل الدراسية المتقدمة، وأيضا لمشاركتي ابني التوجيهي، فكانت الصعوبة في البداية لفترة قصيرة جدا.. ثم ألِفتها. فقد درست المواد المشتركة بين العلمي والأدبي مع ابني، أما المواد العلمية كالرياضيات والحاسوب فقد درستها عبر الإنترنت، واستفدت من المواد المتوفرة على يوتيوب كثيرا”.
وأشارت “أم الليث” إلى أن أصعب ما واجهها خلال دراستها هو وفاة والدة زوجها، مما تسبب في انقطاعها شهرا متواصلا عن الدراسة.
وعن توقعات الأسرة والمجتمع المحلي أثناء الدراسة وبعد حصولها على النتيجة المبهرة، تقول “في المحيط الواسع يوجد كثير من المشجعين وبعض المحبطين، ولأن نواة الأسرة متماسكة ومشجعة لهذه الخطوة، لم نلتفت للمحبطين. وكانت الرغبة عندي وعند زوجي وأولادي أكبر من أي إحباط”.
ووجهت نجاح رسالة خاصة للأمهات والنساء اللواتي لم يكملن تعليمهن -لأي سبب كان- بمواصلة الدراسة لمن تجد عندها الرغبة والتشجيع، “فلا يوجد مانع لتحقيق هدفك، والوقت لم يتأخر قط”.
كما وجهت نصيحتها لكل شابة مقبلة على الزواج وهي على مقاعد الدراسة، بقولها “أنت قادرة على التوفيق بينهما، أي الزواج والدراسة”.
ومن خلال تجربتها، تقول للأزواج “التعاون والتفاهم قادر على تحقيق طموحات كل منكما، وذلك من خلال المحبة والمودة والاحترام المتبادل والعمل التشاركي الذي يحقق النجاح للطرفين”.
المصدر : الجزيرة