البصل موسم رزق سيدات الفيوم: «هنجيب لبس العيد ونفرح ولادنا»

يستيقظن في الخامسة فجرا، ويتّجهن إلى الحقول لينتشرن فيها، فتبدأ أياديهن الناعمة في حصاد محصول البصل من باطن الأرض الزراعية، ثم تقطع أعناقها بقوة، وتعبئها في الأجولة، تستمر في فعل ذلك طوال 5 ساعات حتى العاشرة صباحا، ثم تحصل على أجرها وترحل، بينما تشكر ربها على ذلك الرزق الذي يدبّر احتياجاتها خصوصا بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.

ويحرص أصحاب الأراضي الزراعية على إسناد مهمة حصاد البصل وتعبئته، للسيدات أكثر من الرجال، إذ إنّهن أكثر مهارة وأسرع أداء، فضلاً عن حرصهن على استخراج البصلة سليمة من أرضها دون إصابة تقلل سعرها، وأخيرا فإنّ يومية المرأة أقل من يومية الرجل، وبذلك يكُنّ أكثر توفيرا.

حصاد الخضروات حرفة سهلة للسيدات

وتروي «أم محمد»، صاحبة الـ۵۰ عاما، أنّها تحرص على العمل في حصاد الخضراوات مثل البصل والخيار والطماطم في نطاق مدينة الفيوم، وتصف هذه الحرفة بـ«السهلة»، وأنّها توفر لها يومية نحو ۱۰۰ جنيه، خلال ۵ ساعات عمل فقط، فبالتالي لا تؤثر على قضاء مصالح أسرتها.

اصطحاب الأطفال في حصاد البصل

وقالت راوية محمود، إنّها اعتادت العمل في حصاد البصل قبل سنوات، حتى أصبحت معروفة لدى أصحاب الحقول، يتصلن بها مع كل موسم حصاد، وتصطحب أبناءها معها، فيلهون ويلعبون بجوارها، حتى تنجز عملها، ثم تحصل على يوميتها، وتذهب بها إلى السوق لشراء احتياجات المنزل.

فرصة لتوفير ثمن ملابس العيد

وبرفقة جارتها، خرجت وهيبة أحمد للعمل في حصاد البصل حتى تتمكن من تجميع مبلغ مالي يساعدها في شراء ملابس العيد لأبنائها، وإدخال البهجة على قلوبهم، بالتزامن مع عيد الأضحى، مشيرة إلى أنّ عملها يتمثل في استخراج ثمرة البصل من باطن الأرض، ثم إزالة العنق الأخضر، ثم تضعها في وعاء بلاستيكي، وحينما يمتلئ تحمله وتفرغه في الأجولة.

زراعة البصل أقل تكلفة وأكثر إنتاجًا

واعتاد الحاج يونس جمعة عبدالرحيم، صاحب الحقل، زراعة البصل منذ ۱۵ عاما، وطوال هذه الأعوام يعتمد على النساء في أعمال الحصاد الذي يبدأ نهاية أبريل، ويستمر حتى نهاية مايو، بينما يعتمد على الرجال في أعمال الزراعة، بدءا من شهر نوفمبر.

السيدات أفضل من الرجال في الحصاد

وأكّد أنّ السيدات أفضل من الرجال في أعمال الحصاد، إذ أنّ خبرتهن في التعامل مع البصل والإمساك به يضمن استخراج بصلة سليمة دون أن تُصاب بواسطة المنجل الذي يستخدمونه في استخراجها من باطن الأرض، كما أنّهن أكثر خبرة في المكان الصحيح لقطع عنق البصل، وبالتالي يكون أكثر جودة ومطلوباً للتخزين لأنّه لا يفسد ويعيش طويلاً إذ قُطع عنقه بطريقة صحيحة.

وبيّن أنّ الفدان الواحد ينتج ما بين ۱۸ وحتى ۲۵ ألف طن من محصول البصل، وفقا لاهتمام المزارع وجودة التربة، كما أنّه موفر في استهلاك الأسمدة، مقارنة بباقي المحاصيل، ويدر أرباحا جيدة للمزارع؛ لذلك تعمد زراعته طوال سنوات، ومعه محصول السمسم أيضا.

وفيما يخص الأسعار، أشار إلى أنّه يبيع محصول البصل للتجار بالجملة، وبالتجزئة للمواطنين الذين يرغبون في تخزينه بالجوال، مشيرا إلى أنّ سعر الطن يتراوح بين ۵ وحتى ۸ آلاف جنيه، ويختلف يوميا باختلاف بورصة الأسعار.

المصدر: الوطن