یومیات من قطر

البهجة المفعمة بالأمل للشعب اللبناني

إن المرأة اللبنانية في أنحاء العالم، مهما كانت مكانتها الاجتماعية والدينية وغيرها، التي تتمتع بروح القبول الطيبة والصمود أمام الأحداث من حولها، تعتبر عامل قوة الأمة صانعة الملحمة في المجتمع الإنساني.

وصلت بطولة أمم آسيا لكرة القدم إلى محطة الصين بشعب يعد رمزاً لجهد رائع للتواجد في الأسواق العالمية، ولبنان رمزاً للأمل في ظل خلق ملحمة، واستقبل استاد الثمامة بالدوحة لاعبي وجماهير هذين الفريقين الذين اتبعوا أسلوبا حذرا منذ البداية.

لعبة اللبناني الهجومية بالتسجيل بمساعدة حارس المرمى لم تنهي إلی فرحة الجماهير، وفي بقية المباراة فشل كل من حارس المرمى والمدافع على الخط في جهود بعضهما البعض!

منافسة دفعت جماهير الفريقین  إلى ردود فعل مثيرة على مباراة فرقهم المفضلة ليتابعوا المباراة المتعادلة في حالة من الخوف والأمل بفوز فريقهم!

أخيراً، انطلقت صافرة نهاية هذه المنافسة غير المثمرة، التي لم تؤد إلا إلى صعوبة صعود لبنان إلى مستوى أعلى، وخرجت الجماهير من المنابر بوجوه حزينة وعقول مليئة بالأسئلة دون إجابة حول حظوظ اللاعبين في عدم التأهل و التهديف.

مباريات كرة القدم، مثل العديد من الأحداث في عصرنا، تشهد صعودا وهبوطا، وفي بعض الأحيان، على الرغم من الجهود الهجومية والدفاعية التي يبذلها لاعبو كل فريق، إلا أن النتائج المرجوة والمرغوبة من الخبراء لا تتحقق، ومعادلات المدربين لتوفير التكتيكات للوصول إلى الهدف والفوز على أرض الملعب تصل إلی الإجابة کما توقعوا !

الآن، مع كل الأمل الذي كان لدى الجماهير في مهارات لاعبي فريقهم المفضل وخطة لعب المدربين، تم استخدام القمر والشمس والسماء لإجراء قرعة غير متوقعة!

وعند خروج من منصة الملعب، كانت السيدة الصینیة لا تزال جالسة على الكرسي بوجه عبوس ومنزعجة من نتيجة فريقها، وكانت توبخ نفسها لأنها تكلفت نفسها عناء مشاهدة هذه المباراة المملة وتتذمر تحت أنفاسها!

شابة كانت لا تزال متحمسة لبداية المباراة، حملت بفخر علم بلدها لبنان، ولم يكن هناك أي أثر للملل في تصرفاتها، وكان مزاجها الجيد قد لفت انتباه البعض!

لا أقصد  تحليل سلوكهم النفسي من وجهة نظر علم الاجتماع، لكن هذا النهج المنطقي لنتيجة جعل حتى ظروف فريقه المفضل أكثر صعوبة، حيث يمتلك عتبة تحمل مرارة العالم ومصاعبه، وهو ما جعل شعب لبنان معروفاً بمقاومته وأمله وحيويته في ميدان النضال التي تستحضر في ذهني!

إن المرأة اللبنانية في كل مكان في العالم، وبأي وضع اجتماعي أو ديني، وما إلى ذلك، التي تتمتع بروح القبول والصمود في مواجهة الأحداث من حولها، تعتبر عامل قوة الأمة الصانعة للملاحم في المجتمع الإنساني ومروجة ثقافة الصمود الواعي في العالم، وهي سر انتصار نضالاتهم الصالحة على ظلم أعدائهم.