اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
طلبة الجامعات اليوم لا يصارعون الفهم فقط، بل يواجهون أزمات مركّبة؛ انقطاع الانترنت في أي لحظة قد يحرمهم من حضور محاضرة مهمة أو من تقديم امتحان مصيري. الإنترنت الهشّ والمكلف يضعهم أمام خيارات قاسية: إما المشاركة المحدودة أو الغياب القسري. ومع غياب الحوارات التفاعلية مع الأساتذة والدكاترة ، تتراكم الصعوبة في المواد العلمية والنظرية على حدّ سواء.
“أعتمد على ضوء الهاتف لمراجعة دروسي، لكن بمجرد أن أفتح الموقع الجامعي ينقطع الإنترنت وكأن كل شيء يتآمر علينا”، تقول نهى أبو سبت، طالبة في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية.
ويضيف طالب الهندسة محمد الأعرج”كنا نناقش ونسأل في القاعة، أما الآن فأجد نفسي أمام شاشة صامتة، أراجع وحدي وأسأل نفسي بدلًا من أستاذي”.
ومع اقتراب الامتحانات النهائية، تتفاقم الأزمة. كثير من الطلبة الذين ينجحون في المراجعة لا يتمكنون من تسليم الإجابات بسبب انقطاع الإنترنت في اللحظات الحاسمة. البعض يفقد القدرة على الوصول إلى المنصة الإلكترونية، والبعض الآخر يُفاجأ بانتهاء الوقت بينما يحاول إرسال الملف.
الجامعات، من جانبها، تحاول تخفيف العبء عبر استخدام تطبيقات بديلة مثل “الواتساب” ومنصة “الموودل”، وتقديم خيارات مرنة للامتحان، لكن الواقع يفوق الإمكانات. فالحلول تبقى مؤقتة ما لم يُعاد التفكير في بنية التعليم الجامعي ضمن سياق الصراع والحصار.
في غزة، الطلبة لا يسعون فقط لنيل شهادات، بل لتثبيت حلم لا يطفئه قصف، ولا يسلبه انقطاع. هم لا يحفظون المحاضرات فقط، بل يحفظون حقهم في العلم، مهما تاهت إشارات الإنترنت أو غابت الكهرباء عن غرفهم.
نساء FM