التعليم في فلسطين.. من فضاءات للمعرفة إلى ملاذات للصمود

في إطار زاوية المقال من برنامج "صباح نساء" عبر إذاعة نساء إف إم، حلّ الكاتب نسيم قبها ضيفاً للحديث عن تجربته في الكتابة حول التعليم في حالات الطوارئ في فلسطين، مسلطاً الضوء على الهوية التربوية المميزة التي تشكلت وسط الظروف الاستثنائية التي يمر بها المجتمع الفلسطيني.

وقال قبها إلى إن المدارس في فلسطين تتحول من مجرد فضاءات تعليمية إلى ملاذات آمنة تحمي الأطفال والمجتمع، وأن الحصص الدراسية غالباً ما تتخللها لحظات تأمل بين أصوات القصف والتهجير، مما يجعل التعليم تجربة تتجاوز نقل المعرفة لتصبح أداة صمود ومقاومة.

وتطرق الكاتب إلى ديناميكية الهوية التعليمية في ظل الطوارئ، مبيناً أنها تجمع بين البعد الأكاديمي والنفسي والاجتماعي، وتتكيف مع الواقع اليومي للأطفال والمعلمين على حد سواء. وأوضح أن المعلم الفلسطيني لا يقتصر دوره على نقل المعرفة، بل يصبح مرشداً نفسياً وصحياً ومساعداً مجتمعياً، فيما يتحول الطالب إلى شاهد على التاريخ وفاعل اجتماعي.

كما قارن قبها التجربة الفلسطينية مع تجارب التعليم في مناطق الصراع العالمية مثل سوريا واليمن، مؤكداً أن الخصوصية الفلسطينية تكمن في استمرارية حالة الطوارئ عبر أجيال متعاقبة، مما خلق خبرة تراكمية في تطوير أساليب تعليمية مرنة قادرة على التكيف مع الظروف المتغيرة.

وفي ختام اللقاء، شدد قبها على أهمية نموذج تربوي مستقبلي يجمع بين التعليم كحق إنساني أساسي، وأداة للصمود والمقاومة السلمية، ووسيلة للتعافي النفسي والاجتماعي، معتبراً أن التعليم في زمن الطوارئ ليس ترفاً، بل ضرورة وجودية.

نساء FM