الثقافة الإيرانية ديناميكية دائمًا

رغم خسائرها الكثيرة، فإن الأزمات الاجتماعية تحمل في طياتها فوائد جمة. من أهمها أنها تُزيل الصدأ من الثقافة العامة للمجتمع.

لقد وقعنا لسنوات في فخ تحليلاتنا الخاطئة، معتقدين أننا فقدنا تاريخنا وخسرنا جيلنا. الأزمات الاجتماعية، رغم خسائرها الكثيرة، لها أيضًا فوائد جمة. من أهمها أنها تزيل الصدأ عن الثقافة العامة للمجتمع، وتزيل الطبقات المتقشرة، فتتضح حقيقة الثقافة. الآن، ونحن ندخل منطقة الحرب، نرى بأم أعيننا كيف تتكشف الثقافة الإيرانية، بكنوزها الدينية والتاريخية. عائلات تُكرّس جزءًا من منازلها لاستقبال المهاجرين، مهاجرين لا يحافظون على سلامهم فحسب، بل يُظهرون أيضًا مظاهر فخرٍ بالتضامن الاجتماعي. أصحاب المحلات التجارية الذين يعلقون لافتات تعلن أنهم يبيعون بسعر الشراء؛ المعارضون السياسيون الذين، عندما يدركون الظروف الصعبة، يؤجلون مطالبهم ويفكرون في الوحدة الاجتماعية وعظمة الوطن؛

إن الأقليات العرقية والدينية التي تظهر نقاط الوحدة، والفنانين والرياضيين الذين يستخدمون الوضع الحالي كذريعة للانتقال من أجواء الانقسام والصراع إلى أجواء الوحدة وكتابة الملاحم، كلهم ​​يكررون نفس الموضوع: ثقافة المجتمع الإيراني حية وستصبح أكثر حيوية.

إذا عبّرنا عن هذه الثقافة بلغة القرآن الكريم، فسيكون ذلك في مضمون الآيات: “إنما المؤمنون إخوة”، و”تواصَلوا بالحق وتواصَلوا بالصبر”، و”تعاونوا على البر والتقوى”، و”وَأَوْصِ الْكَافِرِينَ وَارْحَمُوا بَيْنَكُمْ”. وإذا عبّرنا عنها بلغة الأدب الفارسي الغني، فسيكون ذلك في مضمون ملحمة الفردوسي وكتاب “حكمت نامه” لسعدي؛ وإذا عبّرنا عنها بلغة التاريخ، فسيكون ذلك في قصة فتوى ميرزا ​​الشيرازي، والثورة الإسلامية، والدفاع المقدس.

إذا رُويت باللغة الأم، فهي قصة إطعام الجيران، والتصدق في ليالي الجمعة، وسرد قصص تاريخية في المساء، وتقديم النصائح. وإذا رُويت باللغة الأنثوية، فهي نظرةٌ مفعمةٌ بالعطف على الفتيات، ولمسةٌ سحريةٌ قوية. أما إذا رُويت باللغة الذكورية، فهي كلماتٌ ثاقبةٌ وسكينةٌ معبرةٌ للقيادة، وصواريخ سجيل وخرمشهر، وصوتٌ دفاعيٌّ للمحاربين الأبطال.

نحن فخورون بثقافتنا الغنية، وممتنون لأعدائنا الأغبياء الذين جرّدوها من صدأها. والآن، ثقافتنا هي التي برزت.

حجة الإسلام والمسلمين زيباني نجاد، رئيس معهد أبحاث المرأة والأسرة