السيدة رقية عليها السلام شهيدة الطفولة

السيدة رقية "عليها السلام" هي من السلالة الهاشمية الطاهرة ومن البيت العلوي الفاطمي نمت وترعرعت في بيت النبوة ورضعت الإيمان وترعرعت في حضن التقوى تحت ظل أبويها السيدة ام إسحاق والإمام الحسين ابن علي "عليه السلام" ولكنها سرعان ما فقدت السيدة رقية "عليها السلام" أمها الحنونة في بداية طفولتها التي ماتت بسبب مرض طارئ وما كانت السيدة رقية الطفلة الصغيرة لتبقى مهملة بلا كفيل.

 فإنّها وإن فقدت أمها وهي في مقتبل العمر إلا أنّها عاشت في كنف عمتها زينب الكبرى “عليها السلام”، وأولتها العناية الخاصّة في تربيتها ورعايتها، حتى غدت أفضل بنات الإمام الحسين”عليه السلام” ونشأت هذه السيدة تتلقى من أبيها وعمتها العلم والحكمة والاخلاق في بيت العصمة والطهارة،.

اما للسيدة رقية سلام الله عليها موقف مفجع ومهيج لشجون الأحزان لأقسى القلوب، وذلك لما ذكر في احداث طريق السبايا ووصولهم الى الشام وبعد المعاملة المهينة التي اتصف بها يزيد واعوانه لأذية سبايا الامام الحسين وانصاره أمر يزيد بحبسهم بخربة من خربات الشام اهانة وبغضا لاهل البيت “عليهم السلام”، وعندما نزلوا في الخربة كانت السيدة رقية تسأل دائما عن أبيها وكان يقال لها انه في سفر لأنهم لا يريدوا أن يفجعوا قلب هذه الطفلة، وفي إحدى الليالي رأت السيدة رقية في منامها أبيها الحسين.

 ولما استيقظت أخذت في البكاء عليه, وهي تقول ائتوني بوالدي وكلما أرادوا إسكاتها ازدادت حزنا وبكاء وابكت جميع الحاضرين، وفي الصباح اخبر يزيد بن معاوية عن الصياح والبكاء فقال: ما الخبر؟ قيل له إن بنت (الحسين) الصغيرة الموجودة مع السبايا في الخربة، رأت أباها في نومها فاستيقظت وهي تطلبه وتبكي وتصيح فلما سمع بذلك قال: ارفعوا إليها رأس أبيها وضعوه بين يديها تتسلى به.

وكانت فعلة يزيد هذه تنم عن مدى قسوته وحقده على اهل البيت عليهم السلام من حيث لم يجعل في قلبه رحمة حتى على الطفل الصغير الذي اودعت فيه البرائة، وبالفعل أتوا برأس الحسين في طبق مغطى بمنديل ووضعوه بين يديها الصغيرتين فقالت_السيدة رقية_: ما هذا؟ أنا لم اطلب طعاما إني أريد أبي.

فقالوا: هنا أبوك، فرفعت المنديل فرأت رأسا ففزعت فقالت: ما هذا الرأس!؟ قالوا: هذا رأس أبيك فرفعت الرأس وتمعنته جيدا وضمته إلى صدرها وقالت:

يا أبتاه من الذي خضبك بدمائك؟ يا أبتاه من ذا الذي قطع وريدك؟ يا أبتاه من الذي أيتمني على صغر سني، يا أبتاه ليتني لم أرَ شيبك مخضبا بالدماء. وظلت تبكي على رأس أبيها حتى غشي عليها.

إن موقف السيدة رقية عليها السلام نال خصوصية في الطرح وله تأثير على النفوس حيث يجسد لنا موقفا عظيما انتهك به حق طفلة رقيقة وبريئة طالبت برؤية ابيها فقط  وكعادة الاطفال البكاء حين فراق الاب او الام، وهل تعامل طفلة في عمر الاربع سنوات حيث تحمل من الرقة ما لا حدود له معاملة المذنبة التي يستوجب عقوبتها؟

وذكروا أنّ عمرها كان ثلاث سنوات أو أربع وقد ذكر بعضهم أن عمرها الشريف خمس سنوات

 “السلام عليكِ يا مولاتي يا رقية يوم ولدتِ ويوم استشهدتِ ويوم تبعثين حية”

فاطمة سرخ حصاري