اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
إيران واقعة في حرب لم تكن هي البادئة بها. حدثت الانفجارات في وقتٍ كانت فيه النساء والأطفال نائمين، والرجال عائدين منهكين من أعمالهم إلى منازلهم. وبين دويّ القنابل المروّع، استهدفت البيوت السكنية؛ بيوت لا تزال فيها الأسرة والدُمى وحقائب المدارس. هذه الهجمات كشفت الوجه الحقيقي لسياسة خادعة وجريمة ضد الإنسانية.
الشعب لا يزال تحت وقع الصدمة. حتى الأمس، كانت الحياة اليومية تسير في الأزقة. شراء الخبز، اللقاءات البسيطة، والأحاديث اليومية؛ أما اليوم، فانتُشل جسد أم من تحت الأنقاض، ونُقل طفل جريح إلى المستشفی على أمل الراحة. صورة جثمان طفل أعادت للذاكرة مجالس العزاء الحسيني، وفتاة صغيرة بشعرٍ مبعثر، كانت في سريرها الوردي وسط كتب الشعر، ربما كانت تحلم بـ”الملائكة”.
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي الآن وسيلة إعلامية قوية تعيد نشر هذه الصور؛ صور تُعبّر ببلاغة عن معاناة أمة بأكملها.
العدو لا يقاتل الجنود أو النخب العلمية فقط؛ بل يشمل عداؤه الصحفيين كفرشته باقري، والرياضيين كأمیرعلي أميني، والشعراء كپرنیا عباسي. في الوقت نفسه، يتحدث البعض بلا جذور، وبسخرية، بينما هناك من ينبض قلبه بحب الوطن؛ أحدهم بنذر عيد الغدير من أجل سلامة الجنود، وآخر بمدح أم الوطن، وفنان ينسج التاريخ بخيوط المقاومة. هذا الوطن عاش قروناً بالمقاومة، واليوم هو بداية جديدة في مواجهة العدو.
بهرام مژدهی، شاعر وأب، يعرف جيداً كيف يصرخ بغيرة في قصيدته التي كتبها إثر هذا الحدث:
نحن رجال الميدان لا نخاف من العدو
نحن أبناء إيران لا نخاف من العدو
وإن كنا هادئين، ففي زمن الحرب
نحن موج هائج لا نخاف من العدو
عاهدنا وليّنا، وسنظل
على العهد باقين لا نخاف من العدو
وهل نملك أكثر من هذه النفس؟
ضحّينا بأرواحنا، لا نخاف من العدو
نحن من سلالة المرآة، من نهج النور
سنظل موحَّدين، لا نخاف من العدو
لن نحترق في نيران الغضب
نحن من جنس المطر، لا نخاف من العدو
في الدفاع عن الوطن، في خندق الإيمان
نحن مثل الشهداء، لا نخاف من العدو
رقيه سعیدی (كيميا) كتبت بدورها قصيدة تمزج بين الحماسة وعاشوراء قبل الغدير:
«سيف علي له شأن مع أهل خيبر»
قاصدٌ لإفناء نسل الاستكبار
يوم الغدير وعليٌّ في جيش الحق
قد وعد أهل خيبر بالقتال
الآن وقتُ انتقام ذوالفقار
وصهيون في رعب وذلٍّ ظاهر
مرةً أخرى أثبتت صهيون لنا
أنها مُصرّة على الرحيل بالخطيئة
لا نخشى رحيل القادة
فلإيران قادةٌ كثيرون
بكل شهادة، تصبح إيران أكثر حياة
رغم القلوب النازفة بالدماء
لتعلم صهيون أن آيات القرآن صادقة
فقد وعدت بهلاك الكافرين
جیران قربانی، التي تعيش مصابها، كانت معلمة في اللغة والموسيقى، وها هي تُعبّر شعراً:
الخبر مؤلم… خبرٌ حزين
خبرٌ عن القنابل والنار
الخبر هذه المرة أثقل
عن التراب والجذور
عن حلم طفلٍ صغير
أربكه ذاك الحلم
عن دمٍ بلون الثياب
عن جراح الطفولة
عن ليلى أرضي
عن أمٍ بلا رأس
عن جرح أمة
عن قائد الجيش
عن وطنٍ اقترب غديره
لكن عيده صار كعاشوراء
الخبر مرٌ كليالي الخريف
تذرف الدموع أحياناً
وتُسقط الآلام بكلماتها
الخبر لا يبقى وحيداً
يعرف الألم
ويتحدث عن انتقام الغد
الخبر قريبٌ جداً
الخبر: دمار العدو
الخبر شفاء الجراح
التي بقيت في الجسد
الخبر عن غيرة إيران
عن نسلٍ له جذور
عن عقوبة
سيعلم بها العدو
عن وحدتنا
الخبر يقول:
الوطن كالحرم
وإيران نقطة التحوّل
مهدي شفیعزاده كتب قصيدته بهذه البداية والنهاية:
بداية الكلام تعزية
ونهايته تهنئة
صباح صعود الرفاق
قريبٌ من لحظة الانتقام
لم آتِ بقصيدة بل بروضة
وقت الذهاب نحو العلقمي
ذهب العباس لمولاه
عطش المخيم كان التمهيد
قال: سيدي، دعني
مزج الدمع بالحماسة
وصدرٌ يحترق من العطش
ذهب هذه المرة مشحوناً بالحزن
صباحٌ آخر جاء، وكأن
أخبار الألم تتساقط
هل هو عبير محرم؟ أم
أن غدير العيد فيه حزن؟
جاء يوم جمعة آخر، ولا
خبر عن إمام زماننا
الخبر عن جراح جديدة
والمُنتظرون ينالون الشهادة
صباح تلك الجمعة، هل يُنسى؟
أعاد الخبر ذكرى
صعود الحاج قاسم
نحن أهل المقاومة
تألمنا كثيراً
لكننا نطالب بالرد
لا تخيفونا بالشهادة
لقد علّمنا الخميني
أنها لباس شرف
على جسد أمة الحسين
بدأوا بالهجوم
لكنّهم لن ينهوا الأمر
انتهى زمن “اضرب واهرب”
نحن من يخط النهاية
هذا النظام الخبيث
يجب أن يغادر المنطقة
حتى يُشرق النور بإذن الله
وتُبصر الأعين انتقاماً عظيماً
فكّروا بالعقاب الشديد
وبكلام الإمام للعدو
فمن يتجاهل كلام الإمام
ينتهي نهاية سيئة
عدنا نلبس السواد
نتحدث عن الرفاق الراحلين
لكنّها هذه المرة أمرّ
تحت الأنقاض، ماذا نبحث؟
القلوب تحترق من وجع الناس
من ألم الرفاق
من سلامي وباقري ورشيد
من ألم الأطفال، النساء والرجال
نجمه پورملكي أيضاً كتبت شعراً للشهيد القائد “سلامی”:
لا تسألني عن حزن المرآة، أبداً
هل يهدأ هذا الصدر؟ أبداً…
رأيت عقيقك الأحمر ملقى على الأرض
لن أنسى ليلة الجمعة أبداً
عنيدٌ، شامخ، دائم الغليان
لم يعرف البحر مثل هذا الماضي
جلست على مصابك كأني
لن أكون ذلك القلب القديم بعد اليوم
كالمجانين، يغيرون الخطط
لكنهم لا يصلون للكنز… أبداً
أحرقوا قلوب القادة
لا يملّون من هذا الحقد… أبداً
هذا قدرنا المشترك مع قاسم
الحجر لم يرحم المرآة… أبداً
تعریب خاص لـجهان بانو من وكالة أنباء شبستان