اسم المستخدم أو البريد الإلكتروني
كلمة المرور
تذكرني
لنساء اللواتي كنَّ مسؤولات عن رعاية الأسرة واجهن صعوبات هائلة في تأمين الطعام والمأوى لأسرهن. كما أن العديد من النساء فقدن أزواجهن أو أفراداً من أسرهن في الصراع، مما زاد من الأعباء الملقاة على عاتقهن.
الحكايات التي ترويها النساء من تلك الفترة غالباً ما تعكس آلام الفقدان والضياع، بالإضافة إلى قصص المقاومة والصمود. هذه الحكايات تعتبر جزءاً مهماً من الذاكرة الجماعية الفلسطينية وتساهم في نقل تجربة النكبة للأجيال القادمة.
وقالت الكاتبة: تستدعي الحكاية الحكاية، وقصص التهجير الفلسطيني التي نشهد فصولها منذ تشرين الأول/ أكتوبر ۲۰۲۳ صوتًا وصورة؛ تستدعي قصص التهجير الفلسطيني، عام ۱۹۴۸، تلك القصص التي بقي الكثير منها حبيسًا في صدور المهجَّرات والمهجَّرين؛ ما يستدعي توثيقه وحفظه ونشره وترجمته إلى لغات العالم كافة.
وذكرت في حديثها رواية «خديجة خليل أبو إصبع» (أم خطاب) – التي ولدت عام ۱۹۳۳ – حكايتها الفردية وحكاية شعبها الجمعية، حين هُجِّرت من قريتها سَلَمَة (شرق مدينة يافا)، إلى الأردن، إلى الكويت، ثم عودة إلى الأردن؛ حيث أقامت في عمان حتى رحيلها يوم ۲۱ آب ۲۰۲۴٫
رحلت القامة الشامخة «خديجة أبو إصبع»، وعينها وقلبها وعقلها في زهرة البلاد؛ سَلَمَة الباسلة – كما تصرّ ويصرّ أهلها أن يصفوها -.
رحلت المناضلة، ابنة المناضل، والعائلة المناضلة، والقرية المناضلة.
ولم يقتصر دور النساء على الدور الإسنادي التحريضي؛ بل ساهمن أيضًا بدور سياسي توعوي. روت خديجة عن فتاة من عائلة «أبو العينين»، وابنة «مريم أبو شطارة»؛ كانت تدعو الثوار إلى الحذر، في وعي منها بضرورة مراعاة اختلال الميزان بين عدو يتسلّح بأحدث الأسلحة وثوار لا يملكون سوى أسلحة بدائية وإرادة حديدية: “ترفّعوا يا ثوارنا على البيادر/ لما تصير الموقعة بالقنابل”.
المصدر: نساء FM